واصلت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، تسليط الضوء على عدد من القضايا والملفات الراهنة، وفي طليعتها الجهود المبذولة عربيا ودوليا لاحتواء التهديد الذي يمثله تنظيم (داعش) في المنطقة، علاوة على لقاء القمة الذي جمع أمس العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ومستجدات الأوضاع في اليمن والاراضي الفلسطينية المحتلة. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان "الرئيس السيسي وملك الأردن يشكلان مجموعة عمل لمواجهة تحديات المنطقة" أن القمة الثنائية التي جمعت الرئيس المصري والعاهل الأردني أمس تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجمل القضايا العربية بما يحفظ أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط". ونقلت الصحيفة عن علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة قوله إن "الرئيس المصري أعرب خلال اللقاء عن تقدير مصر لمواقف المملكة الأردنية المساندة لمصر لاسيما في حربها ضد الإرهاب، من جانبه أكد الملك عبد الله الثاني تضامن الأردن الكامل مع مصر(.. )واتفق الجانبان على ضرورة تكاتف الجهود العربية والدولية للتعامل بكل حزم مع خطر التطرف والإرهاب وتنظيماته". وتعليقا على التفجيرات التي شهدتها محافظة (الجيزة) امس، تساءلت (الاهرام) في افتتاحيتها بعنوان "لن تفلحوا"، عن الاهداف المتوخاة من وراء العمليات الارهابية التي تستهدف المواطن المصري والمنشآت التي هي ملك للشعب، مضيفة "هل يتصورون - في إشارة إلى مرتكبي هذه الأفعال - أن إرهابهم سينقل الشعب المصري من موقف العداء معهم إلى موقف التأييد أو الحياد". واستطردت الصحيفة قائلة "إن القاهرةوالجيزة شهدت عدة انفجارات لكن الحياة استمرت على طبيعتها، (..) فالشعب المصري ابن حضارة البناء، لن يوقفه إرهاب أو تفجيرات أو حتى سقوط ضحايا وشهداء عن إكمال رسالته والمضي قدما في طريقه كشعب يضيف للحياة الانسانية ويؤدي دوره الوطني". وبخصوص الشأن الاقتصادي، قال رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان "مؤتمر شرم الشيخ .. مؤشرات النجاح السياسي والاقتصادي" إن مصر تترقب تطورات مهمة في الأسابيع المقبلة، أهمها المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري في شرم الشيخ بعد أسبوعين، وإنجاز الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل المتمثل في الانتخابات التشريعية. وأبرز أن عملية إعادة بناء العلاقات مع العالم الخارجي كانت من أهم أولويات المرحلة التي تلت ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن الدبلوماسية المصرية سارت في اتجاه تصاعدي لإعادة بناء العلاقات المضطربة مع كثير من دول العالم والتي تأثرت بوصول (جماعة الإخوان المسلمين) المحظورة إلى السلطة". من جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "القنابل لن تكسر إرادة المواطن" أن الجماعة الارهابية تتوهم أنها بتفجير ونثر قنابلها البدائية في أماكن التجمعات ووسائل المواصلات وابراج الكهرباء قادرة على نشر الخوف لدى المواطنين المصريين وتعطيل مسيرة الحياة اليومية وعرقلة الاقتصاد المتنامي ومحاولة إظهار النظام الذي جاءت به الثورة الشعبية في 30 يونيو بصورة غير قادر على ضمان الأمن والاستقرار في البلاد". وفي مقال بعنوان "نحو فكر عربي وإسلامي مشترك"، أكدت صحيفة (الأخبار) أن السعي إلى وحدة عربية وإسلامية قوية صلبة "لا يمكن أن يقتصر على اتجاه واحد سياسي أو اقتصادي أو أمني أو فكري إنما يجب أن يشمل ذلك كله"، موضحة أنه على المستوى السياسي "ينبغي أن تكون هناك رؤية سياسية مشتركة تجاه القضايا العربية والإسلامية، بحيث تشكل الدول العربية والإسلامية رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المحافل الدولية". وشددت الصحيفة على أن العمل العربي والإسلامي المشترك في مجال التعاون والتكامل الاقتصادي "أصبح مطلبا ملحا في عالم تسوده التكتلات الاقتصادية والشركات عابرة القارات متعددة الجنسيات، ما يستدعي من الجهات الاقتصادية اتخاذ ما يلزم لرفع معدلات التبادل التجاري بين الدول العربية والإسلامية من جهة، وتكوين أسواق ومناطق حرة وشركات واستثمارات مشتركة". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للقاء القمة الذي جمع أمس الملك عبد الله الثاني بالرئيس المصري في القاهرة، فأكدت أنها شكلت فرصة متجددة أمام البلدين لإعادة التأكيد على عمق ومتانة علاقاتهما الثنائية والمضي قدما في تطويرها وتعزيزها خدمة للمصالح الوطنية والقومية، وكذلك لبحث القضايا والملفات الإقليمية مثل جهود تحقيق السلام في المنطقة وضرورة العمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأبرزت الصحيفة أن القمة أكدت أيضا على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية بما ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة سوريا، إلى جانب ضرورة دعم جهود الحكومة العراقية في التعامل مع التحديات التي تواجهها، مشيرة إلى الأهمية الإضافية التي اكتسبها الاتفاق الأردني المصري على تعميق أوجه التعاون العسكري من خلال تشكيل مجموعة عمل مشتركة، لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "تحالف عربي ضد الإرهاب!"، أن أصوات خبراء عسكريين وسياسيين وإعلاميين تعالت، على مدى الأشهر القليلة الماضية، تدعو إلى إقامة تحالف عربي يأخذ على عاتقه مسؤولية شن حرب برية ضد الإرهاب، معتبرة أن الجريمة المرتكبة بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وبحق 21 مصريا في ليبيا، "رفعت عقيرة تلك الأصوات المطالبة بأخذ زمام المبادرة بإنشاء تحالف عربي فعال في مواجهة التنظيم الذي ظل يتمدد ويتوحش أكثر". وبعد أن أشارت إلى أن أهم دعوة عربية لبناء هذا التحالف كانت هي دعوة الرئيس المصري، قالت الجريدة إنه "إذا كان صحيحا أن هذه الدعوة تملك مشروعية كاملة، وتنطوي على رغبة مبررة بالحاجة الملحة إلى مجابهة الإرهاب من جانب أولياء الدم أنفسهم، فإن من الصحيح أيضا أنها دعوة مبكرة، جاءت قبل أن تستكمل مصر بناء دورها القيادي السابق، وتسترد عافيتها السياسية"، قبل أن تخلص إلى القول إن ذلك "لا يحول دون أن تبادر القاهرة، في القمة العربية الوشيكة، إلى تشكيل القوة الضاربة اعتمادا على نفسها، وبالتعاون فوق الرمزي مع عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الدول الراغبة". وفي اليمن، أكدت صحيفة (نيوز يمن) في مقال لها تحت عنوان "لا بديل عن شرعية الرئيس" أنه بعد عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي لمزاولة صلاحياته من عدن "لم يعد ثمة شرعية يمكن الاعتراف بها عدا شرعيته التي جاءت عبر المبادرة الخليجية التي ما تزال تمثل المرجعية الأولى للمرحلة الانتقالية وخارطة الطريق لنقل السلطة إلى الشعب، كأحد ثمار ثورة 11 فبراير 2011 التي يجري الالتفاف عليها عبر انقلاب تحالفات الثورة المضادة التي أرادت أن تحل محل كل الشرعيات الشعبية والتوافقية، وهو ما يرفضه الشعب اليمني وكل قواه الوطنية ويلقى كذلك الرفض ذاته إقليميا ودوليا". التمسك بشرعية الرئيس هادي، تضيف الصحيفة، "باتت ضرورة ملحة لكسر العزلة الدولية والإقليمية التي أمست تحاصر اليمن وتهدد مستقبله السياسي وتنذر بوضع اقتصادي كارثي، وهي ضرورة كذلك لاستكمال تنفيذ المبادرة ومخرجات الحوار الوطني بما فيها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإقرار مسودة الدستور الجديد والانتقال إلى الدولة الاتحادية"، مشددة على أن كل ذلك "لا يمكن المضي فيه تحت سلطة مغتصبة أو تحت هيمنة طرف معين أو جماعة مسلحة إذ لا بد من توافق سياسي لإخراج البلد من محنته وهو ما لن يتحقق بمعزل عن شرعية الرئيس هادي". من جهتها، انتقدت صحيفة (الأيام) ما وصفته ب"الإجراءات غير الشرعية" التي باتت تصدرها (اللجنة الثورية) لجماعة الحوثي ومسلحيها، والمتمثلة على الخصوص في "فرض الحصار والإقامة الجبرية والمنع من التنقل سواء داخل الوطن أو الى الخارج بحق الرافضين لقرارات الجماعة من مسؤولين في الدولة والحكومة وقيادات الأحزاب السياسية". وسجلت الصحيفة أن جماعة الحوثي ومن خلال "لجنتها الثورية" لم تكتف بمعاقبة الرافضين لها بمحاصرتهم وفرض الإقامة الجبرية عليهم ومنعهم من التنقل والسفر داخليا وخارجيا، بل شرعت الى التهديد بإحالتهم على نيابتها العامة ومحاكمتهم بتهمة "الخيانة الوطنية". أما صحيفة (الخبر) فتوقفت عند تصريحات للرئيس هادي أدلى بها أمس خلال لقائه بعدد من قادة الأحزاب السياسية الذين وصلوا إلى عدن، وأكد من خلالها أن خروجه من صنعاء بعد الحصار والإقامة الجبرية، بقدر أهميته، لا يعتبر نصرا شخصيا له "بل انتصار للإرادة الحرة وللشعب اليمني الذي ينشد السلم والوئام والعيش الكريم". ونقلت الصحيفة عن هادي قوله "إن قوة اليمن في تلاحمها والحفاظ على الثوابت الوطنية الهادفة إلى أمن واستقرار ووحدة اليمن والعيش الكريم في إطار التوزيع العادل للسلطة والثروة"، مشيرا إلى أن هناك العديد من المسؤوليات والمهام المناطة بالجميع "والتي تتطلب تضافر جه وفي قطر، خصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها لموضوع تدشين (ميناء حمد) في مدينة مسيعيد بضواحي الدوحة وغمر حوض الميناء بالمياه، وقالت إن هذا المشروع "من شأنه أن يجعل قطر تنفتح أكثر فأكثر على العالم وتصبح مركزا تجاريا واقتصاديا مهما، بامتياز". ولاحظت الصحيفة أن تدشين هذا الميناء يأتي، بعد وقت وجيز (نحو سنة) من افتتاح مطار حمد الدولي، "والذي يمثل بكل المقاييس أيقونة المطارات العالمية، ليقول شيئا مهما جدا وهو أن قطر قطعت شوطا عظيما في مشاريع البنية التحتية للنقل والمواصلات، على أحدث المواصفات العصرية". وأضافت أنه بنهاية العام الحالي، "سيتم إنجاز المراحل النهائية من المشروع الكبير، وسيتم تدشينه كليا، لتطل قطر بحريا عبر (ميناء حمد) على العالم، ويطل العالم عليها بأكبر سفنه". وحول الموضوع نفسه ،كتبت صحيفة (الشرق) أن هذا الميناء، الذي دشنه أمس الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب الامير وتم غمر حوضه بالمياه إيذانا بالافتتاح الجزئي للمشروع العملاق، الذى سيتم تشغيله بالكامل أواخر عام 2016، "سيكون بوابة قطر الرئيسية لتجارة قطر الخارجية مع العالم ومركزا اقليميا حيويا مستفيدا من موقعه الجغرافي المتميز". وقالت إن المشروع يقدم خدمات متكاملة في الشحن العام والتفريغ واستيراد احتياجات الدولة المتنوعة وتطوير حركة الصادرات والواردات القطرية، والتجارة البحرية للدولة مع العالم، لتصبح قطر نافذة ومركزا تجاريا رياديا في المنطقة. واستطردت أن المشروع، الذي يغطي مساحة 26 كيلو مترا مربعا، يتميز بخصائص مهمة حيث انه قادر على استيعاب ستة ملايين حاوية في العام الواحد، كما أنه يربط قطر ودول التعاون بشبكة من الطرق البرية والبحرية والسكك الحديدية، ويضم مجموعة كبيرة من الرافعات العملاقة لتحسين المناولة في الميناء وتقليص التكاليف التشغيلية، كما يحتوي الميناء على محطات للبضائع والحبوب واستقبال السيارات والمعدات والمواشي، كما يتميز بمعايير عالية للأمن والسلامة. أما صحيفة (الراية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "قطر تستثمر في التعليم" عن زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير قطر، خلال تواجده بالولايات المتحددة الامريكية في زيارة رسمية، لجامعة (جورج تاون)، مبرزة الكلمة التي ألقاها أمام الطلاب وهيئة التدريس والتي رسم خلالها "أبرز معالم السياسة القطرية داخليا وخارجيا القائمة في الأساس على دعم التنمية والتطوير وبناء قدرات الإنسان القطري، وكذلك المحافظة على السلم العالمي واحترام مبادئ حقوق الإنسان ودعم تطلعات الشعوب في تحقيق الحرية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب والتعصب في العالم". وأضافت أن الشيخ تميم أكد أيضا أن الإرادة والقدرة موجودة لدى العرب لمواجهة الحركات الإرهابية، مشددا على ضرورة أن يعتمد العرب على أنفسهم في مكافحة الإرهاب. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الأحكام الصادرة بحق عدد من المتورطين في أعمال القتل والإرهاب، أمس، من المحكمة الجنائية العليا، "جاءت لتسطر فصلا جديدا من فصول التعامل الحازم والعادل للقضاء البحريني مع الخلايا الإرهابية التي استهدفت أرواح رجال الأمن". وأضافت الصحيفة في مقال بعنوان "لا تهاون مع مزهقي الأرواح"، أن "منظمات ودكاكين (حقوق الإنسان) في الشرق والغرب سوف تبدأ، أو ربما بدأت، حملاتها المسعورة على البحرين، وسلطتها القضائية، في أعقاب صدور الأحكام التي قضت بإعدام ثلاثة من المدانين في عملية التفجير القاتلة (السنة الماضية في منطقة الدية بالشمال)، وأحكام أخرى بالسجن على غيرهم". إن البحرين، تردف الصحيفة، "تقف اليوم بقوة لتحقق العدالة وتردع الإرهابيين بحكم القضاء والقانون، كما أن الهجمات الإعلامية والحقوقية والمنظماتية التي كثيرا ما عانت منها البحرين، تعلمنا أن تقديم أي تنازل، أو حتى مجرد الإيحاء بإمكانية إعادة النظر في أحكام القضاء، خارج إطار القنوات القضائية المعروفة، لن يجر إلينا سوى المزيد من التدخلات". وفي مقال بعنوان "استغلال الأطفال باتجاه العنف جريمة إنسانية ودولية"، كتبت صحيفة (الوطن)، أن استخدام الأطفال في القضايا التي تتعلق بالاستغلال المشين تارة وبالعنف تارة أخرى أضحت قصة لا تنتهي في عالم الكبار، بل تطورت قضايا استثمار الطفولة في مسائل العنف، حسب تطور وسائل العصر، محاولة إعطاءها بعض الشرعية، "لكنها لن تستطيع أن تنجح في ذلك، لأن تعريف الطفل لن يتغير كما لن يتغير تعريف العنف، وكل منهما يتسع باتساع حجم المفهوم وتمدده في كل عصر". وأوضحت أن أخطر ما يمكن أن يقع في دائرة استغلال الأطفال في الأعمال الإرهابية أو العنيفة هو التبرير لهم أو إعطاؤهم الشرعية في دخول دائرة العنف، خصوصا من الجهة الدافعة لهم أو المحرضة بجواز استخدام الأطفال في العمليات العنيفة أو الإرهابية، خاصة في المناطق الساخنة من العالم. وتابعت الصحيفة أن صمت الأسرة وغيابها من حياة الطفل يعتبر المدخل الرئيسي في قضايا استخدام الأطفال باتجاه العنف، مبرزة أن القاعدة الإنسانية والعقلية والدينية تقول بأن الطفل غير مكلف سياسيا، ناهيك عن التكليف العسكري، وأن من يبرر لهؤلاء الصغار العنف، يجب أن يحاكم ويحاسب على جرائمه بحق الطفولة. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن تأكيد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على هامش زيارته لمعرض الدفاع الدولي (ايدكس 2015)، على أنه في ظل ما تعيشه المنطقة من ظروف إقليمية وعالمية مضطربة تتزايد فيها التحديات والمخاطر على أمن الدول واستقرارها، لا في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في العالم كله أيضا، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب والمخاوف من انتشار أسلحة الدمار الشامل وغيرها من المخاطر، فإن "دولة الإمارات العربية المتحدة، (..) تحرص على إيجاد وتطوير أدواتها، وآلياتها الخاصة، التي تمكنها بكل اقتدار من الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وصون منجزاته ومواجهة تحديات المستقبل". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحية بعنوان "العمل أم التفرج"، أن ما يجري في اسرائيل يؤثر بشكل مباشر في القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك اقتصاديا أم سياسيا أم غيرهما. وأوضحت في هذا الصدد أن اسرائيل توجد حاليا على أبواب انتخابات تقول الاستطلاعات إنها ستأتي باليمين إلى سدة الحكم وعلى رأسها بنيامين نتنياهو "وهذا يعني أنه يأتي إلى السلطة منتصرا داخليا وحتى خارجيا إذا أخذنا في عين الاعتبار سيره إلى النهاية في تحدي الإدارة الأمريكية واعتلاء منصة الكونغرس". وأضافت (الخليج) أنه حينما يأتي نتنياهو إلى السلطة مدعوما بقوى اليمين، فإن سياساته لن تكون أكثر تطرفا بسبب انتصاره فحسب، إنما أيضا بسبب المزايدات التي ستحصل بين أطراف اليمين، مؤكدة أن العمل لن يزداد على توسيع المستوطنات وبناء الجديد منها، إنما سيكون المستوطنون أكثر استشراسا، " فاليوم يحرقون المساجد والكنائس بعد حرق الأشجار وقلعها، فماذا ستكون وتيرة الحرق والقتل بعد ذلك¿ الإجراءات الإسرائيلية ستكون أكثر فظاعة وأعظم تحديا". أما صحيفة (البيان)، فكتبت في افتتاحية بعنوان "عودة هادي ومقامرة الحوثي"، أن تطورات المشهد السياسي اليمني آخذة في التسارع إثر عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الحكم وسحبه استقالته رسميا والتي كان قد أجبر عليها بعد أن نفذ الحوثيون انقلابا عسكريا وسيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في شتنبر الماضي. وأشارت إلى أن الجماعة تمادت في غطرستها ويبدو أنها تصر على عدم إيجاد أي طريق للدبلوماسية التي يمكن أن تعيد اليمن إلى حالة الاستقرار، حيث هددت باجتياح عدن إذا ما استمر هادي في ممارسة مهامه. ولاحظت الصحيفة أنه يخشى، في ظل عودة هادي إلى الجنوب، وبقاء الحوثي في صنعاء، وإحكام قبضته على مدن أخرى، ودون استئناف الحوار الشامل سيكون قد تم عزل شمال البلاد عن جنوبه، "أن يتكرر النموذج الليبي، في ازدواجية السلطة. والتي قد تؤدي إلى الانفصال، إلا إذا أكمل الحوثيون العملية العسكرية على البلاد كلها، ونفذوا تهديدهم باجتياح عدن". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالهجوم الذي شنه الجيش على مواقع مسلحين يحاولون التسلل الى البلد عبر الحدود اللبنانية السورية، إذ علقت (الجمهورية) بأن المشهد الأمني "فرض أمس نفسه بقوة في الوقت الذي تسود فيه رتابة المشهد السياسي الضائع بين كرسي الرئاسة الشاغر وآلية عمل حكومي المفقودة". وأوضحت أن الجيش نجح في "تحقيق إنجاز عسكري نوعي يبنى عليه لتحقيق إنجاز في مواجهة المجموعات المتطرفة الإرهابية التي تهدد يوميا باختراق الحدود الشرقية للنفاذ إلى لبنان". ونقلت عن مصدر عسكري تأكيده أن الجيش نفذ عملية خاطفة "استعمل فيها سلاح الطيران بنحو حاسم". أما (الأخبار) فاهتمت بخلفيات العملية العسكرية، مشيرة الى أن معركة الجيش "مستمرة على الحدود البقاعية منذ ثلاثة أشهر، في ظل صراع أجنحة (الدولة) في القلمون ومعلومات عن هجوم كبير سيشنه التنظيم المتشدد على قرى البقاع فور انحسار العاصفة الثلجية". واعتبرت الصحيفة أن الكثيرين ينتظرون ذوبان الثلج، على اعتبار أنه "موعد جديد يترقبه كثر بوصفه توقيت انطلاق ما اصطلح على تسميتها (حرب الربيع)". من جهتها، أبرزت افتتاحية (المستقبل) "جهوزية وقدرة الجيش على درء الأخطار عن لبنان والدفاع عن حدود الوطن والتصدي للإرهاب وجماعاته"، معتبرة أن ما حصل أمس "يدخل في هذا السياق ويؤكد مجددا، أن خيمة القوى والأسلاك والأجهزة الشرعية كافية لضب اللبنانيين تحت فيئها، في حين أن السلاح غير الشرعي يفعل العكس، يشرذم الناس ويشرع أبواب لبنان أمام كل شر إرهابي وتدميري". وفي السياق ذاته، اعتبرت (السفير) "أنه وبرغم السقف السياسي المثقوب، وما يمكن أن يستدرج من مخاطر على الاستقرار، قدم الجيش اللبناني، أمس، نموذجا قتاليا عاليا جعله للمرة الأولى، في موقع المبادرة والفعل حماية لمواقعه...، في مواجهة الخطر المتأتي عبر الحدود الشرقية، وتحديدا في منطقة عرسال ورأس بعلبك". وشددت الصحيفة على أن هذا النموذج المتمثل في فرض "قواعد اشتباك جديدة مع المجموعات الإرهابية"، يستجوب حماية "سياسية وطنية شاملة وجهوزية أمنية وعسكرية عالية، خصوصا أن هذه المعركة مفتوحة ولا سقف زمنيا لها ولا ساحة حصرية لها ولا وصفات جاهزة لمواجهتها".