اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بجملة مواضيع منها تطورات الوضع في اليمن عقب إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته وموضوع الإرهاب خاصة تنظيم (داعش) المتطرف وسبل القضاء عليه وقضايا محلية أخرى. ففي مصر، قالت صحيفة ( الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان " المصريون يحمون ثورتهم" ، إن " ذكرى ثورة 25 يناير تأتي هذا العام، في أجواء مختلفة، حيث تستعد البلاد للاستحقاق الثالث من خريطة الطريق، بإجراء انتخابات مجلس النواب خلال شهري مارس وأبريل المقبلين، كما تشهد مصر الاستعدادات النهائية للمؤتمر الاقتصادي بعد 6 أسابيع تقريبا". وأضافت الصحيفة أن هذه الذكرى تأتي أيضا ومصر تستعيد دورها الخارجي بخطوات واثقة، عربيا وآسيويا وأوروبيا، مبرزة أن كل هذه الوقائع تخلق مناخا مواتيا ومبشرا بمستقبل واعد، لتحقيق أهداف الثورة. وأشارت إلى أن وتيرة العمل تتسارع في تنفيذ مشروع قناة السويس الثانية، واتخاذ الحكومة المصرية إجراءات فعالة للإفراج عن بعض الشباب من المحبوسين احتياطيا على ذمة اتهامات غير خطيرة وهو ما يفتح الباب أمام خطوات أخرى لعودة بعض الشباب إلى مواقعهم كفاعلين في المجتمع. وتحت عنوان " وماذا بعد تمكين مصر مستقبل المنطقة العربية"، قال محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) إن " زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبعض الدول العربية أكدت الحاجة الملحة لبناء كتلة عربية موحدة إزاء جملة من قضايا الواقع العربي الصعب، وعلى رأسها ما يحدث في سورياوالعراق وليبيا واليمن، حيث تمهد تلك الزيارات المتتالية لأقطار عربية شقيقة السعي المصري الحثيث لإنجاح المؤتمر الاقتصادي لدعم التنمية والاستثمار في مصر والقمة العربية المقبلة التي سوف تستضيفها مصر أيضا في أواخر شهر مارس المقبل". وأضاف أنه " يمكن القول إن خطة دول الخليج هي المساعدة في تمكين مصر داخليا من الناحيتين الاقتصادية والتنموية كأحد السبل الضرورية لإعادة التوازن في العالم العربي في مواجهة التدخلات الخارجية ومؤامرات التفتيت والتقسيم والتفكيك وكذلك في مواجهة محاولات إعادة إنتاج الفوضى والاضطرابات". من جهتها، قالت صحيفة ( الجمهورية ) في افتتاحيتها بعنوان " تصحيح الخطأ .. مسؤولية الأحزاب"، إن على الأحزاب والقوى السياسية أن تصحح أخطاء الماضي وتبادر إلى توحيد الصف ودخول الانتخابات الحاسمة في تاريخ مصر بقائمة وطنية تضم شخصيات تدرك مسؤولياتها وتقدر على الوفاء بمتطلبات مرحلة إعادة بناء الدولة ". وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة ( المصري اليوم) في مقال بعنوان " هل نحن مقبلون على صراع ديني عالمي" أن " الغرب بدأ يبحث عن خصم جديد يصارعه حتى تتحقق له المزايا الدولية التي يسعى إليها واستبدل بالخطر الشيوعي الأحمر الخطر الإسلامي الأخضر حتى جاء 11 سبتمبر 2001 ليشعل جذوة الصراع ويفتح الأبواب أمام صدام طويل يبدو أننا لا نزال في بدايته". وأشارت إلى أن " الحادث الأخير بالاعتداء على صحيفة فرنسية كان مقدمة لمرحلة جديدة في المواجهة المصطنعة وبداية لهجمة شرسة على الدين الحنيف وأتباعه في أنحاء الأرض واعتباره دين عنف وعدوان متجاهلين أوضاع المسلمين في بعض دول غرب إفريقيا، وشرق وجنوب آسيا، والضغوط التي تتعرض لها الأقليات المسلمة في تلك الدول". وأشار إلى أن ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي الذي تكون من فلول الجيش العراقي بعد أن تم تسريحه على يد الأمريكان، قد بدأ يكتسح أمامه الأقليات الدينية الآمنة والأطفال الأبرياء والنساء وانتشر ذلك التنظيم السرطاني ينهش في أجزاء من العراقوسوريا ويحاول السيطرة على المدن. وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان (اليمن يدخل النفق المظلم) أنه باستقالة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي وهو تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي واستقالة الحكومة، يدخل اليمن في فراغ سياسي خطير لا يملأه حاليا إلا ميليشيات جماعة الحوثي التي سيطرت على كافة المقار الرئاسية والحكومية والعسكرية في صنعاء . وأضافت أن جماعة الحوثي المسلحة باتت اليوم مسؤولة أمام الشعب والعالم عن كل تدهور محتمل للوضع في اليمن، فهي القوة العسكرية الوحيدة الموجودة حاليا، والتي فرضت نفسها بقوة السلاح على الشعب اليمني، مخالفة كل مقررات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ودفعت اليمنيين جميعا إلى حافة اليأس التي "نرجو أن يتجاوزها الشعب اليمني بحكمته اليمانية المشهورة". أما صحيفة (الراية) فقالت في افتتاحيتها بعنوان (اليمن يعيش فراغا دستوريا) ، إن اليمن دخل في نفق مظلم يتحمل عواقبه الحوثيون وحدهم بسبب محاولاتهم فرض واقع جديد على الجميع وعدم التزامهم بأي اتفاق أو تعهد وممارستهم سياسة الابتزاز والعنف والتمسك بمصلحة تنظيمهم على حساب مصلحة اليمن الأمر الذي قاد الجميع باليمن إلى طريق مسدود خاصة بعد استيلائهم على دار الرئاسة ومحيط مقر الرئيس . وأكدت أن المطلوب الآن إنقاذ اليمن من النفق الذي أدخله فيه الحوثيون بمؤامرات تدلل على مخطط كبير، وأن الشعب اليمني قد أدرك هذه الحقيقة ولذلك رفض المخططات الحوثية، كما أنه مطلوب من الدول الراعية للمبادرة الخليجية التحرك سريعا لإجبار الحوثيين على الانسحاب من جميع مؤسسات الدولة والتخلي عن طموحاتهم السياسية والعسكرية والالتزام بمقررات اتفاق الشراكة والسلم القائمة على المبادرة الخليجية. وفي الأردن، أجمعت الصحف على إبراز زيارة الملك عبد الله الثاني إلى سويسرا للمشاركة في الاجتماع السنوي ال45 للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، إلى جانب "الجهود السياسية والاقتصادية" التي يبذلها في أروقة المنتدى. وأشارت، في هذا السياق، إلى لقاء العاهل الأردني برؤساء وفود وممثلي كبريات الشركات المشاركين في المنتدى، ولقائه أيضا بالملك فيليب، عاهل بلجيكا، حيث "تم بحث العلاقات بين المملكتين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة". كما توقفت الصحف الأردنية عند المباحثات التي أجراها الملك عبد الله الثاني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش المنتدى، وقالت، بالخصوص، إن الجانبين بحثا تعزيز التعاون وسبل توطيد ودعم العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال تحت عنوان "نحو وضع نهاية للإرهاب: أفكار أولية "، إنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من دون القضاء على منظماته. ولا يمكن القضاء على منظماته من دون تغيير العقول التي تمارسه وتديره، مؤكدة على ضرورة وضع استراتيجية متماسكة للقضاء عليه، من خلال أربعة طرق تتمثل في "التصفية الفكرية بالحوار المستفز لأعمق أعاميق المنظمين في الجماعات الإرهابية الذين يتم القبض عليهم قبل التحاقهم بالقتلة"، و"التصفية التنظيمية، أي تفكيك منظماتهم وتعطيلها"، و"طريقة التصفية المالية، أو ما يسمى بتجفيف منابع تمويل الإرهاب"، ثم "طريقة التصفية الجسدية وتكون بالرد على الإرهابيين بالقوة". وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن الإرهابيين "لن يقدروا على كسب الحرب وإقامة دول لهم، لأنهم مجرد فقاعة ثاني أكسيد كربون انفجرت في الصندوق الأسود الذي تراكمت فيه نفايات التاريخ العربي الإسلامي على مر القرون". ومن جانبها، قالت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "لكي يخرج المسلمون من العزلة..."، إنه لا يمكن للمسلم اليوم أن "يعتزل" العالم أو أن يضرب على نفسه جدرانا من القطيعة، وبالتالي "فهو مطالب بأن يتعامل مع عصره، ومع العالم أجمعين. لكن هذا التعامل يحتاج إلى مقدمات وشروط أهمها أن يفهم دينه، وأن يعتز بأمته وحضارتها (...) وأن يسعى إلى التقدم للعالم من دائرة القوة لا الضعف، ومن إطار الشعور بالعزة لا الذلة ومن منطلق التشارك لا التبعية". وأضاف كاتب المقال قائلا "لا نستطيع اليوم أن نقدم للعالم مصانع للطائرات أو مشروعات لارتياد الفضاء أو غيرهما من منتجات الحداثة التقنية التي سبقنا إليها ، ولكننا نستطيع أن نقدم مشروعا أخلاقيا وقيميا، أو روحا تعيد للإنسان حياته وسعادته أيضا"، مؤكدا أنه "لا يجوز للمسلم أن يخاف من العصر، ولا أن يتعامل معه من منطلق الخصومة التامة ، فهذا المنجز الإنساني في العصر لنا نصيب منه بعد أن كنا شركاء فيه، وهؤلاء المليار ونصف المليار مسلم يمكن أن يضعوا بصماتهم على عصرنا.. إذا ما التزموا بالإيمان.. وفهموا الدين وتحرروا من الخوف والانقياد". وفي اليمن ، رصدت صحيفة ( الثورة) آخر المستجدات السياسية عقب تقديم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته أمس وذلك بعد وقت قصير من تقديم حكومة خالد بحاح استقالتها ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن مجلسي النواب والشورى سيعقدان اجتماعا مشتركا طارئا لهما للوقوف على مستجدات الأوضاع الراهنة في البلاد وذلك بناء على دعوة رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي. الصحيفة ذاتها أفادت بأن جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن ، الذي حل أمس بصنعاء ، سيجري خلال الساعات القادمة لقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وقيادات الأحزاب والمكونات السياسية، لتقييم الخطوات المحرزة على صعيد العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وكذا الجهود المبذولة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، فضلا عن مناقشة تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية والسبل الكفيلة بتكاثف كافة الجهود لإنجاح المرحلة الانتقالية . ومن جهتها، كتبت صحيفة (نيوز يمن) في مقال لها "أنه كان مأمولا حتى اللحظات الأخيرة أن يتغلب التعقل والحكمة على نوازع الغلبة والاستئثار والإقصاء للحيلولة دون جر اليمن إلى متاهات الفوضى والحرب الأهلية، خصوصا أن الأرضية باتت جاهزة ووقود الحرب ينتظر عود ثقاب "، مضيفة أن المجهول بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعه الحكومة "يعني أن اليمن بات بلا رأس ومن دون سلطة، وأن عاصفة النار قد تأكل الأخضر واليابس" . أن يدخل اليمن في المجهول، تقول الصحيفة ، " يعني أنه دخل في الفراغ بعد سقوط مؤسستي الرئاسة والحكومة، والفراغ يعني الضياع والفوضى"، ملاحظة أن الحوثيين لديهم أجندتهم الخاصة "للتحكم بمفاصل الدولة وفقا لمنطق الغالب والمغلوب، ما يجعل قطاعا واسعا من الشعب اليمني يرفض منطق الهيمنة والغلبة، كما أن الدول المجاورة قد ترى في الأمر استفزازا مقصودا لتهديد أمنها القومي، ذلك أن تحكم الحوثيين بمصير اليمن يعد خروجا على نصوص المبادرة الخليجية التي تم التوافق عليها إقليميا ودوليا كمدخل لحل الأزمة اليمنية". من جهتها، توقفت صحيفة ( الخبر) عند تصريحات لقياديين في تنظيم ( أنصار الله ) -الجناح السياسي لجماعة الحوثي - تشير إلى أن هذه الجماعة تعتزم تشكيل "مجلس رئاسي لإدارة البلاد"، بعد استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مضيفة أن هذا التوجه أكده علي العماد ، القيادي في الجماعة ، حين قال في تصريحات صحفية إن جماعته "لا تعترف بشرعية مجلس النواب لانتهاء شرعيته، وتعتزم تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد". وذكرت الصحيفة في نفس السياق، أن أبو مالك يوسف الفيشي، أحد أبرز قياديي الجماعة ، اقترح بدوره تشكيل مجلس رئاسي يحكم البلاد، يضم ما وصفها "المكونات الثورية والسياسية الشريفة ويمثل فيه الجيش والأمن واللجان الشعبية ليشترك الكل في إدارة بقية المرحلة الانتقالية". وبلبنان، كشفت (الأخبار)، نقلا عن مصادر أمنية، عن عدة مواقع بالبلد كان الإرهابيون يستهدفونها منها "كازينو لبنان وفندق رويال في الضبية (قرب بيروت)". وأوضحت الصحيفة أن المكانين "كانا موضوعين على لائحة أهدافها" إذ كشفت التحقيقات، حسب ذات المصدر، "التي يجريها الجيش بإشراف القضاء العسكري مع أفراد خلية انتحارية موقوفة لدى السلطات الأمنية، أنهم كانوا يعدون لاستهداف مرافق مسيحية، وتحديدا كازينو لبنان في جونية وكازينو رويال وفندق رويال في الضبية". وفي ذات السياق، أشارت إلى أن الموقوفين اعترفوا بأن "عملية تفخيخ السيارات كانت تجري في منطقة جرود عرسال والقلمون (الحدود الشرقية للبنان مع سورية)، قبل أن تهرب إلى الداخل اللبناني". وقالت إن هؤلاء كانوا يستهدفون "حسب الأولوية تجمعات شيعية وعلوية، ومراكز الجيش اللبناني وحواجزه، وأخيرا المرافق المسيحية التي ينعكس استهدافها سلبا على عجلة السياحة اللبنانية". وتأكيدا لما سبق، ذكرت ب"تفكيك" الجيش، أمس، ل"سيارة مفخخة على مدخل بلدة عرسال الغربي، وهي محملة بما يزيد على 20 كيلوغراما من المواد المتفجرة وموصولة بقذيفة هاون معدة للتفجير". وأمنيا دائما كتبت (الجمهورية) أن "مرحلة حبس الأنفاس مددت ثمانية أيام إضافية، في انتظار أن يضع الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله حدا لكل التساؤلات عن مرحلة ما بعد اعتداء القنيطرة الإسرائيلي، في كلمة يلقيها"، حسب الصحيفة، "يوم الجمعة 30 يناير الجاري". وأبرزت أن هذا الاعتداء "أرخى بظلاله" على الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء أمس، موضحة أن الاتصالات السياسية والمواقف التي سبقته نتج عنها "إجماع" على إدانته مع التذكير ب"ضرورة احترام القرار 1701 الذي تخرقه إسرائيل باستمرار". وعلى الصعيد ذاته، قالت (السفير) إنه وفي الوقت الذي "يعزز" فيه الجيش الإسرائيلي "في الأيام الماضية قواته بشكل تظاهري على الحدود مع لبنان، في محاولة لتوجيه رسالة استعداد مزدوجة إلى كل من الداخل والخارج"، يواصل (حزب الله) " سياسة الصمت" في انتظار "الموقف الذي تقرر أن يعلنه حسن نصر الله في احتفال مركزي يوم الجمعة المقبل".