تكبَّدت بلدة الجبهَة، التابعة لشفشاون، خسائر ثقيلة جرَّاء فيضاناتٍ طفتْ فيها يوم أمس، فأسفرتْ عن مقتل شخص واحد، مع إلحاق أضرار بالغة بالمحلات التجاريَّة والبيُوت التي تسربتْ إليها المياه، مع جرفِ زهاء عشر سيَّارات. وبحسب ما أفادَ الناشطُ الجامعِيُّ، محمد الرابُون، في حديث لهسبريس فإنَّ الرجل الذِي لقي مصرعهُ في الجبهة، بالأمس، سقطَ على حين غرَّة في وادٍ، بفعل سرعة الريَاح، فلفظَ أنفاسه قبل أنْ يجرِي الوصُول إليه، فيما علقَ كثيرُون بسبب السيُول، وجرى إنقاذهم بجرافَات. المتحدث نفسه أكد ثقل الخسائر الماديَّة، بعد تسرب المياه إلى دكاكين، ما أفضى إلى إفسادِ البضاعة التي كانت بها، فيما أوجد السكان الفراش ببيوتهم مبتلَّا، بسبب غياب بالوعات لتصريف مياه الأمطار الغزيرة في الأزقَّة. ولا تزال غالبية المحلاتُ مغلقة لليوم الثانِي، بحسب ما يضيفُ المتحدث، حيثُ لا يزالُ السكان يدارُون خسائرهم ويصلحُون ما تضرر منها، فيما انقطعت الطريق الوطنيَّة رقم 16 بين الحسيمة وتطوان، وعلقت السيارات على متنها سبع ساعات قبل أنْ يُعادُ فتحهَا. ويبرزُ الفيضانُ الأخير بحسب الفاعل الجمعوِي، حاجة المنطقة إلى تأهيل البنية التحتيَّة في المدينة التي لا تزالُ تخترقُها الوديَان، كيْ لا تظلَّ رهينة التساقطات المطريَّة، واختراق السيُول الجارفة. وبالرُّغم من حصول تراجع في صبيب واد مسيابة، الذي أسفر عن إغراق الجبهة، إلَّا أنَّ أهالي المنطقة يخشون تجدد الفيضانات، مع توقع المديريَّة الوطنيَّة للأرصاد الجويَّة، هطُول أمطار عاصفيَّة، اليوم الجمعة. في غضون ذلك، حولتت الفيضانات دواويْ تكمُّوت وسيدي الفتوح، بحسب نشطاء، إلى مناطق معزُولة، فيما لمْ يجر إنقاذ رئيس الجماعة سوى بصعوبة، بعدما وجد نفسه محاصرا بالفيضانات، غداة استعدادهِ لعقد دورة الحساب الإداري. أمَّا التيارُ الكهربائيُّ، فقد انقطع بحسب ما أكدهُ الناشطُ الجمعوِي، سهيل فارس، لما يربُو عن عشرين ساعة، بدءً من الثامنة والنصف من مساء الأربعاء الماضي، ولمْ يعد حتى مساء اليوم الموالِي. ما عاشتهُ الجبهة ليس أمرًا غير مألوف، يقول سهيل، إذا عرفت المنطقة فيضانات في 2011، لكن لم تتخذ تدابير تضمنُ عدم تكبد خسائر ثقيلة، وقدْ صارتْ البلدة اليوم، مشللولة، عقب الفيضانات، وقدْ توقف ميناؤُها الذِي تسربت إليه الأوحال والحجارة، ما يستدعِي وقتًا قبل استئناف نشاطهِ.