لقي شخص أربعيني مصرعه مساء أول أمس بالجبهة التابعة لإقليم الشاون بعد أن جرفته مياه الفيضانات في أحد الأودية بالمنطقة. وحسب شهود عيان، فإن الهالك كان يحاول أن ينقذ فتاة من الغرق في السيول بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة طيلة اليومين الماضيين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ونجا رئيس دائرة بالمنطقة بأعجوبة من الغرق، حيث اضطرت السلطات أن تنقله على إحدى الجرافات. الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في المنطقة تسببت في ارتفاع منسوب مياه واد مسيابة، الشيء الذي أدى إلى قطع الطريق الوطنية الرابطة بين تطوانوالحسيمة مرورا بالجبهة أزيد من عشر ساعات. وخلفت التساقطات المطرية القوية أضرارا جسيمة بالمنشآت والمنازل، كما عرت هشاشة البنية التحتية، حيث انقطعت المحاور الطرقية وتسربت المياه إلى منازل السكان. وقال السكان، في تصريحات متفرقة للجريدة، إن الفيضانات حاصرت المدينة من كل النواحي وأدت إلى إغلاق جميع المحلات التجارية، فيما أصبح العشرات منهم معرضين للتشرد بعدما غمرت المياه منازلهم، مؤكدين أن المنطقة عرفت قبل 4 سنوات فيضانات مشابهة، «ورغم ذلك لم تتدخل السلطات ولم تقم بأي شيء لحماية المدينة من الفيضانات»، يضيف السكان. وخيم الظلام على مدينة الجبهة أكثر من عشرين ساعة، بعد أن انقطع التيار الكهربائي عن المدينة، فيما قطعت الأمطار الطريق الرئيسية المتوسطية الرابطة بين تطوانوالحسيمة، واضطرت الحافلات والسيارات إلى الانتظار أكثر من 7 ساعات للوصول إلى مدينة الحسيمة المتاخمة للجبهة.