مازال سكان مركز الجبهة البحري بإقليم شفشاون يحصون خسائرهم جراء الأمطار الغزيرة التي تساقطت في وقت وجيز ( حوالي 24 ساعة ) مؤخرا ، والتي ساهمت في فيضانات طوفانية عرت الأخضر واليابس ، إذ غمرت المياه معظم الدكاكين والمنازل والأزقة وغيرها من الإدارات والمصالح وساهمت في قطع الطرق والمسالك والتيار الكهربائي متسببة في خسائر مادية ومعنوية وصفت بالثقيلة ، وجعلت السكان يعيشون أياما عصيبة... في غياب بالوعات لتصريف المياه... وتأتي هذه الفيضانات مرة أخرى ومن جديد - وحسب مصادر من عين المكان - بعدما عرفت المنطقة فيضانات مماثلة سنة 2011 ، لتعري الواقع الهش للبنيات التحتية المُفتقدة ،بسبب اختراق الوديان والسيول الجارفة لوسط المركز ، خصوصا إذا علمنا أن واد " مسيابة " لم يعرف منذ تلك الفترة أية عملية جرف وتنقيل للرواسب الثقيلة ( أتربة وحجارة)، بالإضافة إلى غياب غطاء نباتي نتيجة لعوامل التعرية بالمنطقة ،الشيء الذي تسبب في انجراف التربة بشكل ملحوظ ، فضلا عن عدة عوامل أخرى... وبالتالي أين كانت الجهات المسؤولة في تفعيل أدوارها ولوضع احتياطات احترازية في حالة وقوع فيضانات مباغتة ؟!.. وهل استفادت هذه الجهات من أخطاء فيضانات سنة 2011 خصوصا وأن الأمر يتكرر للمرة الثانية ؟ ! ناهيك عن غياب تأهيل مركز الجبهة بما يلزم من إصلاحات أساسية وربطه بمجالات التنمية باعتبار أنه يتوفر على أهم ميناء بحري بإقليم شفشاون وكثافة سكانية كبيرة ، وهو المطلب الملح والمستعجل الآن لكل الفعاليات المجتمعية بهذا المركز،الذين يتطلعون إلى الاهتمام بقضاياهم وفك العزلة عنهم ... وكانت الأمطار الطوفانية ليومي الأربعاء 18 والخميس 19 من فبراير التي تساقطت بالمنطقة، قد تسببت في وفاة شخصين (رجل وطفل) لازال البحث جاريا عنهما بعدما جرفتهما مياه السيول...