لم تفلح التنظيمات الشبابية للأحزاب السياسية المغربية، وكذا بعض التنظيمات الجمعوية التي نسقت وإياها، من الوفاء بما سبق وأن أعلنت عنه بجعل يوم أمس السبت موعدا لانطلاق "مسيرة التحرير" وتوجيهها صوب ثغر مدينة سبتة الرازح تحت التواجد الإسباني، إذ لم يرصد أمام معهد سِيرْفَانْتِيسْ بالرباط إلاّ تواجد قلّة قليلة من الأفراد الذين عبّروا عن رغبتهم في الانخراط ضمن المبادرة قبل أن يكتشفوا عدم تواجدها من الأصل. وقد كان نداء وطني قد عمّ من لدن ثلّة من التنظيمات الشبابية الحزبية المغربية، تتصدرهم قيادات شبيبة أحزاب الكتلة، داعيا إلى مشاركة مكثفة في هذا التحرك الرامي إلى إثارة انتباه المنتظم الدولي تجاه ملف احتلال إسبانيا لثغري سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما وكذا التعبير عن الرفض شباب المغرب لسياسات العنصرية والتغليط التي لجأت إليها بعض المنابر الإسبانية والحزب الشعبي الإسباني بشكل واضح تجاه المغرب بُعيد أحداث العيون الأخيرة.. إلاّ أنّ حلول موعد إعطاء انطلاقة "مسيرة التحرير" شهد غياب الدّاعين إليها وكذا غياب أي تبرير صادر عنهم لحدّ كتابة هذه السطور. وفي الوقت الذي غاب التطرق للموضوع عن قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء، رغم كونها قد بادرت لنشر الإعلان عن تنظيم الخرجة المذكورة، وكابت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفِي"الحدث بعرض تصريحات منسوبة لإدريس الرضواني، الكاتب العام لشبيبة التقدّم والاشتراكية وعضو لجنة التنظيم ل "مسيرة التحرير"، قال ضمنها إنّ الموعد قد ألغي حتّى يتم "الإعداد له بتعبئة بشرية ولوجيستيكية كافية. وفي اتصال ل "هسبريس" بمحمّد سعيد السوسي، عضو اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما ومقرها تطوان، أكّد بأنّه لا علم له بإلغاء "مسيرة التحرير" التي كان من المقرر لها أن تنطلق صباح السبت من الرباط في اتجاه سبتة المحتلّة كما أشعر بعدم علمه بأي إجراءات عملية تمّ تفعيلها من لدن المنظمين الذين فعلوا اتصالات للتنسيق معهم فور الوصول إلى مدينة تطوان، قبل أن يردف: "الغريب في الأمر أن الفروع المحلّية للتنظيمات المركزية المُنظمة قد فعّلت اتصالات مع اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما قصد الاستفسار عن الموعد.. وهذا لا يدل إلاّ عن انعدام التواصل داخل صفوف المنظمين للموعد غير المُفعّل". وقد كان تخوف كبير قد ساد وسط الساكنة الإسبانية لمدينة سبتة بعدما تداولت منابر محلية نبأ الدعوة ل "مسيرة تحرير" بالرباط، ما حذا بقائد الشرطة المحلية إلى طمأنة الساكنة بتأكيدها على الطابع السلمي الاحتجاجي للموعد الذي يرتقب أن ينتهي لدى الجانب المغربي من معبر المدينة زيادة على ما تمّ من لدن ذات القائد الأمني الإسباني من إفصاح عن حجم التعزيزات التي من شأنها التصدي لأي محاولة ولوج بالعنف إلى الثغر الذي تبسط عليه إسبانيا سيادتها.