أخلف البرلماني المثير للجدل يحيى يحيى وعده الذي سبق وقطعه ضمن بلاغ للرأي العام بشأن عزمه تنظيم مسيرة سلمية تقود صوب المدخل البري لشبه جزيرة "بَادِيسْ" الرازحة تحت التواجد الإسباني على مقربة من سواحل إقليمالحسيمة، وقد كان من المرتقب، حسب الوعود الجمعوية التي قطعها يحيى يحيى، أن تُفعّل يومه الأربعاء 21 يوليوز مسيرة احتجاج سلمية تنظمها الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا إدارة الاستعمار الإسباني والوحدة الترابية صوب الجزيرة المذكورة لإحياء الذكرى ال89 من معركة أنوال الخالدة باستحضار المطالب الرامية لحث الإسبان على مغادرة الثغرين المغربيين المحتلّين والجزر التابعة لهما الخاضعة لنفس الوضع. وقد كان بلاغ صادر عن ذات الجمعية بتاريخ 27 يونيو الماضي، وهي المرؤوسة من لدن البرلماني يحيى يحيى كبير مدبري الشأن العام المحلي ببلدية بني انصار الحدودية مع مليلية، قد أفاد بأنّ "دراسة المحطّات الكبرى التي وسمت التدبير الإداري الاستعماري الإسباني برسم النصف الأوّل من السنة الحالية 2010 وما خلّفته هذه المحطّات من ضحايا في صفوف المغاربة السّاكنين بالمناطق المغربية المحتلّة.. وكذا دراسة ردود الفعل الصادرة عن الجانب الإسباني بخصوص إصرار كافة مكونات الدولة المغربية على نعت مدينتي مليلية وسبتة، وكذا الجزر التابعة لهما بالمحتلّة.. زيادة على ما تمّ من تداول بشأن الزيارة الاستفزازية التي قام بها مؤخّرا زعيم الحزب الشعبي، ماريانُو راخُوي، للتراب المغربي الرازح تحت الاحتلال الإسباني، والتمعن بشأن إصرار الطائرات العسكرية للمستعمر الإسباني بالتحليق فوق سواحل الحسيمة ضمن رحلات إمداد موجّهة لعسكر الاحتلال بجزيرة بادِيسْ.."ن قبل أن يتمّ الإشعار بأنّ "الجمعية الوطنية للدفاع عن إدارة الاستعمار الإسباني والوحدة الترابية قد قررت بالبصم على أولى تحركاتها هذا العام بالاحتفاء بذكرى معركة أنوال الخالدة .. بالاتفاق الذي لا رجعة فيه بجعل الذكرى ال89 لمعركة أنوال، الموافقة ليوم ال21 يوليوز2010، يوما خاصّا بتنظيم مسيرة شعبية سلمية تجاه جزيرة باديسْ المُستعمرة من قِبل إسبانيا..". ويأتي إخلاف الموعد من قبل جمعية يحيى يحيى ليضاف إلى سلسلة عدم الانضباط الإجرائي التي تشوب المواعيد المفصح عنها من قبل ذات المُستشار الشهير بعلاقته المتوتّرة مع سلطات التواجد الإسباني بثغر مليلية.. إذ سبق وأن همّت التأجيلات ذات المسيرة صوب "بّاديسْ" لأكثر من مرّة.. حيث كانت آخرها إبّان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وما أفرزه من فعل تضامني بمنح الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا إدارة الاستعمار الإسباني والوحدة الترابية لميزانية الحدث المحدّدة في 50 ألف درهم إلى السفير الفلسطيني بالرباط قصد الإسهام الرمزي في جهود إعادة إعمار القطاع. حري بالذكر أنّ محاولات "هسبريس" للتعرف على أسباب إخلاف الموعد، وإمكانية وقوف نقص لوجيستيكي وراء ذلك، قد باءت بالفشل بعدما غاب أي بلاغ توضيحي وتعذّر الاتصال بيحيى يحيى طيلة الثمان والأربعين ساعة الماضية، هذا في الوقت الذي لم يُستبعد بأن يكون انضمام يحيى إلى حزب الأصالة والمعاصرة مؤخّرا سببا من أسباب إيقاف التحرّك الجمعوي المعلن عنه آنِفاً والذي كان من شأنه أن يزيد من توتير للعلاقات المغربية الإسبانية بعد الشنآن المخلّف مؤخّرا من قبل حادث اعتداء الأمن الإسباني على 5 شباب مغاربة بداعي حملهم للعلم الوطني المغربي على متن عربهم أثناء محاولتهم العبور صوب الثغر المليلي.