قامت الدنيا و لم تقعد في مدينة إسطنبول نهاية الأسبوع المنصرم تضامناً مع الفتاة التركية " اوزكه جان أصلان " التي لقيت حتفها بطريقة وحشية و هي تقاوم مغتصبها الذي كان يريد أن ينعم بجسدها الصغير . تفاعلاً مع هذا الحدث الأليم ، شهدت عدة مناطق في تركيا مسيرات تضامنية مع الفتاة التركية ، الطالبة في قسم علم النفس ،بكلية العلوم و الآداب ، بجامعة "جاغ " ، حيث طالب العديد من المتظاهرين في هذه المسيرات إعادة النظر في إلغاء عقوبة الإعدام من القانون التركي جراء هذه الكارثة الإنسانية. في نفس الصدد دائماً ، كان للحكومة التركية و كما جرت العادة دور كبير في هذه القضية ، فلقد أكد الرئيس التركي " رجب طيب أردوغان " أنه سوف يتابع شخصيا هذه القضية ، واصفاً ، الذين يعتدون على المرأة ، ويمارسون العنف ضدها بحجة أنها ضعيفة ، بأنهم يعتدون على أمانة الله ، حسب وكالة الأناضول للأنباء. بيد أن في مغربنا الحبيب لم يحرك أحدا ساكناً و لو بلوحة تضامنية كما سبق لهم وان فعلوا مع صحيفة "شارلي ايبدو" جراء اغتصاب فتاة " بائعة كلينيكس " في عمر الزهور رغم أن الفيديو الذي يوضح الظروف التي تمت فيه تلك الجريمة انتشر بشكل واسع في المواقع الاجتماعية . تشير بعض التقارير الدولية و الوطنية أن وتيرة اغتصاب الأطفال عرف ارتفاعاً مهولا، خلال السنوات الأخيرة، ب50%، و نسبة 70% منهم تعرضوا للاغتصاب من طرف أقاربهم، فضلا عن الحالات التي لا تريد الإفصاح عن خبر الاغتصاب نظراً لبنية المجتمع المغربي ،الذي يحلل ما يشاء و يحرم ما يشاء و يحكم على المغتصب بالبراءة و بالمغتصبة بالمتبرجة. إن الاغتصاب هو الإرهاب الحقيقي الذي يجب أن نواجهه بكل أنواع الأسلحة السلمية ، لهذا فيجب على الحكومة أن تتحلى بنوع من الجرأة السياسية وأن تقوم بتفعيل وتنزيل القانون الذي يحرم التحرش الجنسي في أقرب وقت ممكن لأننا سئمنا من الخطابات البوجادية ، فما تتعرض له الفتيات من تحرش لفظي وجنسي كل يوم فهو خيالي. فلو كان هناك كاس العالم " لدصارة " لكان المغرب قد تبوأ الصدارة و فاز بكل الألقاب و قام بحصد الأخضر و اليابس. فلو كنا نستحضر هذه الآية من سورة النور كل يوم لكان لسيدات هذا البلد شأن عظيم " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون". -طالب باحث في الدراسات الثقافية و الإعلامية [email protected]