طالبت السيدة بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، في اليوم الدراسي لمنظمة نساء العدالة و التنمية بحق المرأة العاملة في اصطحاب أولادهاإلى مقرات العمل. فما دعت إليه الوزيرة فهو شيء يحسب لها خاصة فإن وضعية المرأة المغربية عرفت تدهورا حاداً خلال السنوات الماضية. لكن وبكوني مغربي فإنني أرى أنه كان من الأليق القيام بإصلاحات "جذرية" عوض الحلم بحلول قشرية ترقيعية.إذا أردنا الوصول لطموح السيدة الوزيرة، فيجب على المرأة المغربية أن تقطع هذه الأشواط الثلاثة بسلام واطمئنان. أولا، يجب على هذا المجتمع الأبوي أن يرحم المرأة من أشغال البيت والأطفال وهَلُمَّ جَرّا، فربات البيوت وكما وصفهن السيد رئيس الحكومة فهن كالثريات، لكن الذي لم يشر إليه السيد رئيس الحكومة، فالثريا إن لم نأخذ بالنا منها فإنها قد تصبح كتلك المصابيح الصفراء المظلمة التي تزين شوارعنا والتي تحسسننا كلما جن الليل بالهم والكرب و الفزع، مما يجعلك القيام بالمستحيل من اجل الهروب من مدن الظلام إلى مدن الأنوار. ثانيا، على الحكومة أن تتحلى بنوع من الجرأة السياسية وأن تقوم بتفعيل وتنزيل القانون الذي يحرم التحرش الجنسي في أقرب وقت ممكن لأننا سئمنا من الخطابات البوجادية و الشعبوية ، فما تتعرض له الفتيات من تحرش لفظي وجنسي كل يوم فهو خيالي. فلو كان هناك كاس العالم " لدصارة " لكان المغرب قد تبوأ الصدارة و فاز بكل الألقاب و قام بحصد الأخضر و اليابس. أخيراً و ليس آخرا ، أليس هذا هو عين الاستهزاء بالوظيفة وبكينونة المرأة، كيف يعقل أن نطالب بحق المرأة العاملة في اصطحاب أولادها إلى مقرات العمل ونحن عارفون ومتيقنون علم اليقين ب" تشطين الاطفال الصغار". إن أردنا المضي بهذا البلد إلى الأمام فيجب علينا أن نعطي لكل ذي حق حقه، ولكل عمل وقته بدل الغطس في العواطف. إن كانت لنا النية في التغيير فيجب علينا أولاأن نقوم بفرش الورود لسيدات هذا البلد بدل زرع المتفجرات في حدائقهن.