«الخادمات المغربيات نساء خارقات!». هذا ما تترجمة ردة الفعل القوية التي أبدتها نساء سعودات تعالت أصواتهن مبديات رفضهن الشامل لاستقدام سيدات مغربيات للعمل خادمات في المنازل السعودية. وقد بررت سعوديات عاملات وربات منازل معارضتهن لهذا التوجه بالخوف من المرأة المغربية، مشيرات إلى أنهن يسمعن كثيراً بأن المغربية امرأة فاتنة وجميلة، ولربما يقع الزوج في فتنتها أو لربما تغويه هي في ظل انشغال الزوجة عن زوجها تحت وطأة الضغط وعدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت، فيما أشارت أخريات إلى أنهن سمعن كثيراً أن المغربيات يحبكن الأعمال السحرية. وهي المخاوف التي دفعت ببعض النساء إلى مطالبة مجلس الشورى بالتدخل وتعطيل هذا التوجه وعدم إنفاذه أو السماح به، كما دفعت بأخريات إلى التهديد بالاستقالة من عملهن والجلوس في البيت خوفاً من انفراد العاملة بالزوج خاصة إذا كان متقاعداً. رفض السعوديات لاستقدام المغربيات للعمل في البيوت قابله غضب مغربي من «الصورة النمطية» التي ترسخت في المخيال الجماعي لدول الخليج عموما. إذ تنم تلك المخاوف عن جهل كبير بالنساء المغربيات، وعن انعدام الثقة في النفس والإحساس بالنقص الذي تعانيه المرأة السعودية حيال المرأة المغربية «الفاتنة والمغوية والساحرة والمشعوذة والقادرة على إغواء الرجل السعودي والدفع به إلى رمي الزوجة ومغادرة البيت.. إلى غير ذلك من الأوصاف والنعوت!». وقالت أصوات نسائية إن ذلك الرفض يخفي، في العمق، تخوف المرأة السعودية من قوة المرأة المغربية وقدرتها على إدارة شؤون البيت. كما يخفي تلك «القسوة» التي يداريها المجتمع السعودي داخل بيوته، وهي القسوة التي دأبت على نقلها وسائل الإعلام الدولية بخصوص إقدام السعوديات على تعذيب الخادمات الأسيويات واستغلالهن جنسيا. وهذا ما دفع فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة، إلى دق ناقوس الخطر، محذرة الحكومة من مغبة السقوط في خطأ جسيم إن هي شجعت أو رعت أي شكل من أشكال هجرة المغربيات للاشتغال كخادمات في البيوت السعودية ، معتبرة أن ليست هناك أية ضمانات متوفرة للاشتغال في هذا المجال، وقالت العسولي في اتصال هاتفي إن الرابطة سبق لها أن نبهت إلى حالات التعذيب والاغتصاب والتحرش التي تعاني منها المغربيات في البيوت السعودية ، موضحة أن الأمر لا يتعلق بمهنة مكشوفة، بل بعمل حساس لا يمكن أن تتوفر فيه أية ضمانات طالما لا يمكن لأحد أن يعرف ماذا يمارس على الخادمات خلف الجدران ، وقالت رئيسة الرابطة إن المغربيات لسن أقل كرامة من الأندونيسيات اللواتي أصدرت حكومتهن قرارا بمنعهن من الاشتغال في السعودية بعد الحادث الاجرامي الشهير في حق خادمة أندونيسية. ودعت العسولي الى ضرورة تحرك السلطات المغربية لمنع هذا النوع من الهجرة الذي لا يحفظ للمغربيات أدنى مستلزمات الكرامة موضحة أن دراسة ميدانية أثبتت أن ظروف الاشتغال في البيوت السعودية جد مزرية حيث الأجور لا تزيد أحيانا عن 1500 درهم في الشهر. الحديث عن خدمة البيوت في السعودية، يجرنا إلى واقع الخادمات المغربيات، والشروط المهنية التي يشتغلن فيها..