نظم العشرات من الباعة الجائلين، مساء اليوم بخريبكة، مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط المدينة في اتجاه مقر عمالة الإقليم، رفع خلالها المحتجون شعارات تنديدية بما وصفوه بالتضييق الذي طالهم من طرف السلطة المحلية، وإقدام قائد الملحقة الإدارية الثانية على منعهم من عرض سلعهم على طول شارع مولاي اسماعيل. وأمام إصرار السلطة المحلية على تحرير الملك العمومي ومحاربة التجارة غير المهيكلة، لم يجد "الفراشة" من حل سوى دفع عرباتهم، وشد الرحال إلى مقر العمالة لإسماع صوتهم لعامل الإقليم، ومطالبته بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل لوضعيتهم ومعاناتهم اليومية، وذلك بتشييد سوق نموذجي في المستوى عِوض محاربتهم وقطع أرزاقهم. المسيرة الاحتجاجية قابلها استنفار أمني حال دون تمكن الباعة الجائلين من الوصول إلى مقر العمالة، ما اضطرهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية على طول شارع مولاي يوسف المؤدي إلى العمالة، حيث أكد المحتشدون خلال وقفتهم على سلمية احتجاجهم، ومشروعية مطالبهم، وحاجتهم إلى سوق ينظم تجارتهم ويحفظ كرامتهم. وفي مقابل احتجاج الباعة الجائلين، عبر عدد من التجار عن تثمينهم لتحرك السلطات المحلية لفرض القانون ومحاربة التجارة العشوائية، كما لقيت العملية استحسان الساكنة المجاورة لشارع مولاي اسماعيل، والذين طالبوا في أكثر من مناسبة بتحرير الطرق المؤدية إلى منازلهم، واستعادة جمالية ونظافة وسط المدينة. يذكر أن السلطات المحلية والإقليمية والمصالح البلدية بخريبكة، أطلقت في وقت سابق مشروعا لبناء وإعداد سوق نموذجي بحي النهضة، في أفق منحه للباعة الجائلين وتنظيم تجارتهم، إلا أن مشاكل عديدة حالت دون إتمام المشروع وتحقيق الأهداف المتوخاة منه.