يُحاول تنظيم "داعش" اللعب على توتُّر العلاقات الفرنسية المغربية، التي عادت إلى مسارها الطبيعي بعد لقاء الملك محمد السادس بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل أيام في باريس، ببثها لعدد من الإصدارات المرئية التي تحمل خطاباً مُحرّضا على الكراهية تجاه الفرنسيين.. حاثّاً على تنفيذ هجمات إرهابية ضدهم وهو يستغل انضمام عدد من الفرنسيين ذوي الأصول المغربية لتمرير تلك التهديدات. الأشرطة، التي تعتمد على وسائل حديثة لتصويرها وإنتاجها، ركزت على مجزرة "شارلي إيبدو" التي تبناها تنظيم القاعدة، وعلى قتل 4 يهود وشرطية من طرف أحمدي كوليبالي الذي أعلن ولاءه ل"داعش"، وقدمتها على أنها عمليات انتقامية للمس بدين الإسلام. وتحرض الفيديوهات المصحوبة بترجمة للغة العربية، من تسميهم "الفرنسيين الغيورين على رسول الله" لتنفيذ عمليات إجراميّة جديدة في فرنسا وباقي "الدول المحاربة للإسلام ورسوله" حسب تعبير عدد من المقاتلين الذين ظهروا أمام الكاميرا وسط مناطق طبيعية مختلفة، متوجهين بواسطة لغة موليير ولكنة قريبة من الدارجة المغربية برسائل تهديد للرئيس الفرنسي، ودعوة له من أجل الانضمام ل"الدولة الإسلامية" ومبايعة زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي. رسالة إلى فرنسا في آخر شريط أصدره التنظيم، وحمل عنوان "رسالة إلى فرنسا"، عمد في مقتطفاته الأولى التركيزَ على جزءٍ من خطاب الرئيس الفرنسي، فرونسوا هولاند، وهو يتحدث عن الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، قائلا إن "فرنسا ضُربت في عقر دارها وعاصمتها وفي المكان الذي يتنفس فيه الحرية والبقاء"، إلى جانب كلمة للرئيس الأسبق نيكولا سياركوزي وهو يعبر عن اندهاشه ويقول إن "الهجوم شنه متطرفون ضد الأبرياء". الفيديو الجديد وهو حريصُ التركيزِ على حادث "شارلي إيبدو"، بث مقتطفاً لأحمدي كوليبالي، الذي انتهى به المطاف قتيلا في مركز تجاري يهودي بباريس بعد قتله شرطية وأربعة رهائن، وهو يعلن بيعته لزعيم "داعش" أبي بكر البغدادي، إلى جانب خطاب للرجل الثاني في التنظيم، الملقب بأبي محمد العدناني، وهو يثمّن قتل عدد من الفرنسيين في الحادث الإرهابي، فيما حملت رسالته وعيداً لدول غربية بن هجومات متطرفة جديدة. ويبدو في الشريط، الذي يمتد لتسع دقائق وبضع ثوان شابان يجلسان إلى جانب علم "داعش" الأسود في مكان طبيعي يضم مرتفعا، ويرتديان زيّا عسكريّا ويعانقان سلاحين رشاشين.. بينما اللكنة التي نطق بها الشابان تظهر أصلهما المغربي، حيث بدأ الأول حديثه بعبارة "رسالة إليك يا فرنسوا هولاند.. ولكل من يقطن في فرنسا" قبل أن يستمر في حديث يحمل الوعيد بتنفيذ هجمات إرهابية داخل فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، وكرر عبارة "الكابوس بدأ الآن.. لقد تعديتم الخط الأحمر بشتمكم رسول الله وشتمكم أبا بكر البغدادي". وأضاف المقاتل أنه وباقي المتواجدين معه ضمن التنظيم "ينتظرون الأوامر للتفجير والقتل والذبح.. بلا رحمة"، فيما توجه الشاب الثاني، الذي سل خنجره مهددا، بالخطاب إلى المتطرفين في فرنسا وهو يدعوهم ل"الرجوع والهجرة" إلى سوريا والعراق، مضيفا: "حرام أن تكونوا أصدقاء للكفار.. إنهم يذلونكم وتطلبون منهم المساعدات والمنح.. ومنذ سنوات وهم يقاتلون الإسلام". الأسود المنفردة وبعد أحداث "شارلي ايبدو"، التي طالت أرواح 12 شخصا بين صحافيي الصحيفة الفرنسية ورجال شرطة وتبناه تنظيم "القاعدة"، أصدر "داعش" شريطاً مصورا يحتفي بالدموية بعدما جعل له كعنوان: "إلى الأسود المنفردة"، مورداً تصريحات لمقاتلين من جنسيات فرنسية، يبدو أن أصولهم مغاربية أيضاً. وتحدث المقاتلون، ممن ظهروا حاملين أسلحة رشاشة وسط شارع عام، عما أسموه "النعمة الكبيرة في مقتل الفرنسيين في باريس مطلع هذا العام"، فيما دعا أحدهم "كل الإخوة في كل مدينة وشارع أن يعيدوا تلك الهجمات.."، قبل أن يبدي آخر فرحته لتنفيذ هجمات "شارلي إيبدو" الدموية، أما شخص آخر فقال إن تلك الجريمة "جاءت استجابة لنداء الشيخ العدناني". من المرابطين وفي شريط إضافي يحمل عنوان "رسائل من المرابطين"، تقدم مقاتل "داعشي"، يبدو أنه من أصول مغاربية وفقا للكنته الفرنسية، ما يقارب 20 مقاتلا ملثمين ومتشحين بالسواد، وكلهم مسلحون ومتموقعون أم سيارات رباعية الدفع، مقدما على تحريض "الفرنسيين" على " فعل شيء في فرنسا لأجل الدين"، متوعدا بتنفيذ "عمليات قادمة". الخطاب التحريضي على القتل شمل قول المقاتل الفرنسي: "لاتتركوا الفرنسيين يعيشون في طمأنينة"، كاشفا أن "داعش" يضم حاليا عددا من المقاتلين من المغرب والجزائر وتونس وافريقيا والصين.. قبل أن يتوجه لهولاند قائلا: "لن تهنأ بالأمن في بلادك أنت ومن يأتي بعدك.. بسبب حربكم على المسلمين.. التي لن نتركها تمرّ دون عقاب".