رغم أن أرقام مبيعاتها تظهر أنها ليست من صحف الفرنسيين المفضلة، إلا أن صحيفة «شارلي إيبدو» دأبت منذ السنوات الأولى لتأسيسها على صنع الحدث في فرنسا وفي خارجها، بسبب خطها التحريري الذي يوصف بالاستفزازي، وهو ما جعلها محط الانتقادات اللاذعة حتى من الحكومة الفرنسية نفسها، ومن مثقفين فرنسيين بسبب خطها التحريري المستفز للزعماء السياسيين ورموز الديانات الثلاث، وبشكل خاص رموز الدين الإسلامي. أسست «شارلي إيبدو» سنة 1970، وجاء تأسيسها لتحل محل صحيفة «هارا كيري»، التي قررت السلطات الفرنسية آنذاك إيقافها بسبب محتوياتها التي اعتبرت عدائية ومستفزة بشكل كبير، ومنذ تأسيسها تخصصت «شارلي إيبدو» في مهاجمة واستفزاز الأديان، حيث رفع المشرفون عليها شعار حرية التعبير وتعهدوا باستفزاز الأديان الرئيسية الثلاث الإسلام، المسيحية واليهودية، بالإضافة إلى السخرية اللاذعة من السياسيين والمشاهير في مختلف المجالات. ولا يتوانى صحافيو الصحيفة عن الافتخار باستفزازهم للجميع بشكل متساوٍ، دون استهداف دين دون غيره من الأديان. وتعد «شارلي إيبدو» صحيفة يسارية التوجه، وغالبا ما واجه صحافيوها تهما ثقيلة أمام المحاكم، خاصة فيما يتعلق بالتشهير بالسياسيين والمشاهير، أو حتى عند السخرية من رموز الأديان، كما حدث مع الدعاوى القضائية التي رفعت ضد الصحيفة عندما نشرت رسوما كاريكاتورية تسيء للنبي محمد «ص»، حيث قدمت مجموعة من الجمعيات الإسلامية شكوى في المحكمة ضد الصحيفة بسبب تلك الرسوم، إلا أن محكمة فرنسية اعتبرت أن الرسوم استهدفت «الإرهابيين» وليس المسلمين. وغالبا ما تنجح المواضيع المستفزة التي تنشرها الصحيفة في الرفع من مبيعاتها الأسبوعية، فقد تمكنت من بيع نصف مليون نسخة من العدد الذي احتوى الرسوم المسيئة للرسول «ص»، في حين لا يتجاوز معدل مبيعاتها 75 ألف نسخة أسبوعيا. كما أصدرت الصحيفة عددا خاصا بعد فوز حزب النهضة بالانتخابات في تونس سنة 2011، وتم تفجير مقر الجريدة، مما أسهم في بروز موجة من التعاطف معها، حيث تم بيع كل نسخ العدد في غضون ساعات قليلة من توفيره في الأكشاك. أما في سنة 2013، فقد عادت الصحيفة من جديد لإصدار عدد من 65 صفحة، وقال المشرفون عليها يومها إن ذلك جزء من سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي تصور حياة النبي محمد «ص». وكانت الصحيفة الساخرة قد خصصت عددها الأخير لرواية «خضوع» للروائي الفرنسي «ميشال ويلبك»، التي تتحدث عن أسلمة المجتمع الفرنسي ووصول مرشح مسلم لمنصب الرئاسة، حيث يظهر غلاف المجلة عناوين «توقعات ويلبك.. في 2015 أفقد أسناني، وفي 2022 أصوم شهر رمضان». كما أن مدير نشرها نشر رسما ساخرا في العدد الأخير وكأنه يتوقع هجمة مماثلة في فرنسا، ويعد رسام الكاريكتور الفرنسي «ستيفان شاربوني»، والذي يوقع رسوماته باسم «شارب»، أحد أبرز أسماء الصحيفة الساخرة، وتقلد منصب مدير نشر منذ سنة 2009، وفي عهده عاشت الصحيفة على وقع أكثر من ضجة بسبب الرسوم الساخرة، وآخر رسوماته الساخرة كانت رسما يظهر مسلحا ملتحيا يقدم تهاني السنة الجديدة ويقول: «لا هجمات في فرنسا، لدينا حتى آخر شهر يناير لننفذ عملية». كما جاء الهجوم، بعد وقت قليل من نشر الصحيفة لرسم ساخر عن زعيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي، وكتب على رسم لصورة البغدادي، الذي نشر على حساب الصحيفة في موقع تويتر "أطيب التهاني للبغدادي" ويرد الأخير بالقول: "وخصوصاً بالصحة». هذه تفاصيل الهجوم المسلح على مقر الصحيفة في تمام الساعة 11 و30 دقيقة صباحا، توقفت سيارة بترقيم فرنسي، وترجل منها ملثمان يحملان رشاشات كلاشينكوف، دخلا البناية رقم 6 في شارع «نيكولا إبير» بالدائرة الباريسية الحادية عشرة، وصاحا في بعض من كان قرب المبنى «هل هنا مقر صحيفة شارلي إيبدو؟»، قبل أن يكتشفا أنهما أخطآ العنوان، وأن مقر الصحيفة في مبنى آخر رقمه 10، ليتوجها إلى المبنى رقم 10 في الشارع نفسه، حيث يوجد مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة. وعندما وصلا إلى مدخل المبنى 10، أطلقا الرصاص على موظف الاستقبال، ثم صعدا إلى الطابق الثاني، حيث يوجد المكتب التحريري. وتكشف صحفية تعمل في الصحيفة أنها اصطدمت بالمهاجمين أثناء دخولها الصحيفة، كانا يتحدثان الفرنسية بطلاقة، وأجبراها على فتح الباب بوضع أرقام الشفرة، ليفتحا النار على كل الموجودين في قاعة اجتماع هيئة التحرير، كما أطلقا النار على الشرطي المكلف بحراسة الرسام «شارب» الذي يشغل أيضا منصب مدير النشر، ولم يتمكن الشرطي من سحب سلاحه للرد عليهما. وأشارت الصحفية، التي نجت من الهجوم، إلى أن المهاجمين اختارا التوقيت المناسب، حيث إن صباح الأربعاء هو يوم اجتماع هيئة التحرير، كما أنهما كانا يعرفان جيدا ضحاياهما بالأسماء، وقالت الصحفية الملقبة ب»كوكو» إنهما أطلقا الرصاص لنحو خمس دقائق، وتمكن أحد العاملين بالصحيفة من الاختباء تحت إحدى الطاولات، وهو من قال لرجال الشرطة إن المهاجمين صرخا «لقد انتقمنا للنبي محمد». جذب صوت الرصاص الناس القريبين من مقر الصحيفة، وقال أحد المواطنين الفرنسيين، الذي يقع مكتبه بالقرب من مقر الصحيفة لوكالة «فرانس برس»: «سمعت إطلاق نار ورأيت ملثمين غادروا في سيارة، كانوا خمسة على الأقل»، بينما قال شخص آخر إنه سمع «في تمام الساعة 11و30 دقيقة حوالي ثلاثين طلقة نارية على مدى نحو عشر دقائق». بينما قال مصدر قريب من التحقيق إنه «قرابة الساعة 11 و30 دقيقة، اقتحم رجلان يحملان كلاشينكوف وقاذفة صواريخ مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في الدائرة الحادية عشرة من باريس، وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن»، بينما يظهر تسجيل شريط فيديو للهجوم صورة أحد الأشخاص الذي كان على مقربة من مكان الحادث، وهو يهتف «الله أكبر الله أكبر» أثناء إطلاق عدة أعيرة نارية. بعدما تلقت الشرطة نداء استغاثة حول إطلاق النار في مقر الصحيفة، سارعت عدة سيارات شرطة إلى عين المكان، حيث تصادف وصولها مع خروج المهاجمين وهما يرددان «الله أكبر»، وبدآ بتبادل إطلاق النار مع دورية تابعة لمكافحة الجريمة المحلية، وأطلق النار على الزجاج الأمامي لإحدى سيارات الشرطة وتمكنا من الفرار. أثناء فرارهما، شاهدا شرطيا على دراجة هوائية، فنزلا من السيارة وأطلقا النار عليه، قبل أن يقترب منه أحدهما حسبما أظهر شريط فيديو تم تداوله، وصرخ في وجهه «هل كنت تريد قتلي، قبل أن يجهز عليه برصاصة في الرأس، وصعدا إلى السيارة بهدوء تام ودون أن يظهر عليهما الارتباك، وبعد أن تحركت سيارتهما قليلا، اصطدما بسيارة أخرى كانت توقدها امرأة أصيبت ببعض الجروح، ليترك المهاجمان السيارة ويستوليان على سيارتها وانطلقا باتجاه شمال العاصمة باريس. وأسقطت رشاشات المهاجمين أشهر رسامي الكاريكاتير في الصحيفة الساخرة، المعروفين بأسماء مستعارة «شارب» و»كابو» و»ولينسكي» و»تينوس»، حسب ما كشف عنه مصدر قضائي لوسائل إعلام فرنسية. من جهة أخرى، قررت السلطات الفرنسية رفع مستوى الطوارئ في باريس والمناطق المحيطة بها، تخوفا من هجمات أخرى، وكشف وزير الداخلية الفرنسي «برنار كازونوف»، مباشرة بعد الاجتماع الذي عقد في قصر الإليزيه، بحضور الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند»، أن «ثلاثة مجرمين» شاركوا في الهجوم الدموي الذي استهدف أسبوعية «شارلي إيبدو» الساخرة، وراح ضحيته 12 قتيلا، منهم أربعة من أشهر رسامي «الكاريكاتور»، حسب شهادة أحد الناجين من الهجوم، وتم التعرف على جثث الضحايا، فيما جرح سبعة أشخاص من بينهم أربعة أشخاص إصاباتهم خطيرة. وأكد المسؤول الفرنسي أن كل الإجراءات تتخذ «للقضاء في أسرع وقت ممكن على المجرمين الثلاثة الذين يقفون وراء هذا العمل الهمجي». ورغم أن التحقيقات في بدايتها، إلا أن الرئيس الفرنسي الذي حل بمكان الحادث، صرح قائلا: «إنه اعتداء إرهابي بالتأكيد، واصفا إياه بعمل على قدر استثنائي من الوحشية». فرنسيون من أصول جزائرية تلقوا تدريبا عسكريا عاليا توصلت الشرطة الفرنسية إلى هوية المنفذين الثلاثة، ويتعلق الأمر بشقيقين من أصول جزائرية، «سعيد «كواشي» (34 سنة)، و»شريف كواشي» (32 سنة)، ولدا بباريس، وكان شريف كواشي قد أدين في سنة 2008 أمام القضاء الفرنسي بسبب تورطه في شبكة لإرسال مقاتلين إلى العراق، أما الشخص الثالث فيدعى حميد مراد (18 سنة). وما أن أصدرت الشرطة الفرنسية مذكرة اعتقال في حقهم، حتى سلم حميد مراد نفسه للشرطة، وهو أصغر الثلاثة المشتبه بهم، إثر ذلك، بدأت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لأصدقائه وزملائه في الدراسة لتبرئته، حيث نشر عدد من زملائه وأصدقائه أنه كان في المدرسة ساعة وقوع الحادث. وأقر خبراء أمنيون فرنسيون أن تحليل الهجوم يظهر أن المسلحين محترفون وتلقوا تدريبا عسكريا عاليا قد يكون في سوريا، أو العراق، أو حتى فرنسا، حيث تظهرهم التسجيلات التي حصلت عليها الشرطة مجهزين عسكريا بشكل متقن، يرتدون لباسا أسود، وجوههم ملثمة، يرتدون أحذية رياضية، جعب لمخازن الرصاص، كما أن هناك شكوك أنهم كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن طريقة تحركهم وهدوئهم الكبير، حتى عندما أخطؤوا في عنوان المبنى حيث يوجد مقر الجريدة، ولم يرتبكوا بل توجهوا إلى المبنى الصحيح بعد أن استفسروا عليه، يظهران مهنية عالية وأن الهجوم كان مخططا له بدقة كبيرة. وأشار خبراء في الشرطة القضائية الفرنسية إلى أن طريقة إمساكهم بالرشاشات الأوتوماتيكية حيث تبدو أسلحة الكلاشينكوف ملتصقة بأجسادهم، تظهر أنهم ليسوا بأشخاص عاديين قرروا فجأة أن ينفذوا هجوما قاتلا على مقر صحيفة ساخرة، بل من المؤكد أنهم تلقوا تدريبا عاليا. وذهب الخبراء ذاتهم إلى أن طريقة إطلاق الرصاص تظهر أيضا احترافية عالية، فعوض إطلاق الرصاص بشكل عشوائي كما يفعل عادة الهواة، كان المهاجمون يطلقون الرصاص طلقة طلقة، مما يشير إلى أنهم تلقوا تدريبا مكثفا على فعل ذلك. ونقلت مصادر أمنية فرنسية أن تصرفهم كان عاديا وباردا عندما أخطؤوا في البداية بالعنوان، وتوقفت سيارتهم أمام الرقم 6 في الشارع، بدل المبنى رقم 10 حيث مقر الصحيفة، فلم يرتبكوا ويطلقوا النار، بل توجهوا بكل هدوء إلى المبنى رقم 10. الرعب ينتشر في عواصم أوروبية أخرى وانتقل الاستنفار الأمني إلى بلدان أوربية أخرى، مباشرة بعد الهجوم على الصحيفة، إذ سارعت الداخلية الإيطالية إلى عقد اجتماع طارئ استدعي إليه خبراء الأمن لتحليل التهديدات الإرهابية التي تهدد إيطاليا، وكشفت الوزارة في بيان لها وزعته على وسائل الإعلام، ساعات بعد وقوع الهجوم، أن لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب الإيطالية، التي تضم خبراء من الشرطة الإيطالية والمخابرات، ستتدارس التهديدات الإرهابية على ضوء الهجوم في باريس، فيما سارعت مجموعة «جي.بي.بوليتكينز هوس» الإعلامية في الدانمارك إلى تعزيز الإجراءات الأمنية قرب صحيفة «يولاندس بوسطن»، التي سبق أن نشرت رسوما تسخر من الرسول محمد، والتي تسببت في احتجاجات في مجموعة من دول العالم، أما في مدريد، فقد سارعت السلطات إلى إخلاء مؤسسة «بريسا» الإعلامية بعد تلقي طرد أثار الشكوك. كما سارعت بلجيكا إلى عقد اجتماعات استخباراتية قررت فيها الإدارات الإبقاء على درجة تأهبها على حالها مع تعزيز الإجراءات الأمنية حول أهداف معينة. في حين تلقى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، تقريراً ملخصاً من أجهزة الاستخبارات حول الوضع الأمني في بلاده، دون اللجوء إلى رفع درجة الاستعداد الأمني، بينما قررت كل من ألمانيا والسويد تعزيز الحراسة الأمنية حول فنانين أثاروا الجدل سابقا، بعد نشرهم رسومات اعتبرها البعض مسيئة للإسلام. تحديد مكان المشتبه فيهما نقلت صحف فرنسية أن رجال مكافحة الإرهاب الفرنسيين توصلوا أن المشتبه بهما يتواجدان في شمال فرنسا، وكشف مصدر من مكافحة الإرهاب أن مشرف على محطة وقود بالقرب من فيليه-كوتريه «تعرف عليهما، مشيرا أنهما كانا يستقلان سيارة من طراز «كليو» رمادية اللون و»يحملان كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ هدية ثمينة لليمين المتطرف وإطلاق النار بشكل عشوائي على أماكن المسلمين رغم أن أي جهة لم تعلن بعد مسؤوليتها عن الحادث، باستثناء بعض الشيوخ الموالين ل»داعش» الذين باركوا العملية، إلا أن تداول أشرطة فيديو توثق لصراخ المهاجمين «الله أكبر» وشهادة الصحفية الفرنسية، التي قالت إن المهاجمين كانا يرددان أنهما من القاعدة وأنهما جاءا للانتقام للرسول، كان كافيا لليمين الفرنسي المتطرف لاستهلال حملته المعادية للوجود الإسلامي في فرنسا، فقد سارعت زعيمة اليمين المتطرف «ماري لوبان» إلى القول إن ما حدث في مقر صحيفة «شارلي ايبدو» من مجزرة راح ضحيتها 12 شخصا وعشرات الجرحى يعد حربا على فرنسا، وعلى الشعب الفرنسي أن يستعد للرد، مؤكدة للفرنسيين أن هذا الحادث وراءه منتمون للفكر الإسلامي المتطرف. كل ذلك، في الوقت الذي تعيش فرنسا على وقع موجة معادية للمهاجرين المسلمين، في ظل الضجة التي خلقها الصحافي الفرنسي «ايريك زمور» بدعوته في حوار مع صحيفة إيطالية إلى ترحيل المسلمين الفرنسيين إلى بلدانهم الأصلية، وصدور رواية «الاستسلام»، التي تتحدث عن أسلمة المجتمع الفرنسي، حيث يتخيل كاتبها فرنسا جمهورية يصل إلى سدة حكمها رجل مسلم. إلى ذلك، نقلت صحيفة «ميدي ليبر» الفرنسية، أنه تم إطلاق النار من طرف مجهولين على قاعة يتخذها المسلمون مسجدا للصلاة بمدينة «بورت لانوفال»، ولم يتم تسجيل أي إصابة، كما أشارت الصحيفة إلى أن عملية إطلاق نار أخرى استهدفت سيارة كانت على متنها عائلة مسلمة، وفي باريس استهدف انفجار آخر مطعم «كباب» يقع بالقرب من مسجد، ومعروف أن مطاعم ال»كباب» غالبا ما تكون ملكا لمسلمين أو لعرب. ونقلت مصادر قضائية فرنسية أن ثلاثة مساجد، حتى الآن، تعرضت لإطلاق قنابل يدوية في ثلاث مدن فرنسية مختلفة، منذ مساء الأربعاء، بينما تم إلقاء 4 قنابل يدوية، تستعمل غالبا في التدريب، على مسجد في مدينة «لو مان»، دون وقوع ضحايا. فيما استفاقت العاصمة باريس على وقع هجوم دموي آخر، صباح أمس الخميس، حيث أطلق رجل يرتدي سترة واقية من الرصاص النار على عناصر من شرطة البلدية، ونقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن مسلحا مجهولا هاجم، صباح أمس الخميس، شرطية وزميلا لها كانا بصدد إجراء معاينة عادية حول تصادم سيارتين، حيث أطلق المسلح النار من مسافة قريبة جدا لا تتجاوز المتر، مما تسبب في جروح خطيرة للشرطية، توفيت بعدها، وتمكن المسلح الذي كان يرتدي سترة واقية من الرصاص من الفرار.