شكل تعرض مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة اليوم الثلاثاء لهجوم إرهابي، الحدث الأكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما على الأقل، إذ خلف مصرع 12 شخصا من بينهم أربعة رسامين معروفين: شارب وكابو وولينسكي وتينوس، وشرطيين كانا يتواجدان أمام مقر "شارلي إيبدو"، إضافة ل سبعة أشخاص جرحوا في الهجوم بينهم أربعة إصاباتهم خطرة. إيمانويل كيمينير، رئيس نقابة الشرطة " أليانس" روى تفاصيل الهجوم للصحفيين قائلا: :" لقد تم قتل 12 شخصا من بينهم شرطيان كانا يتواجدان أمام مقر صحيفة "شارلي إيبدو". في البداية ضل المسلحون العنوان وذهبوا إلي رقم 6 من شارع نيكولا أبير حيث تتواجد الصحيفة، لكنهم بعدما سألوا سكان في العمارة أكدوا لهم أن مقر "شارلي إيبدو" يقع في رقم 10 وليس في رقم 6. فقصدوا مباشرة المقر وقاموا بإطلاق النار بالداخل بشكل كثيف وبواسطة أسلحة حربية." وأضاف بعد قيامهم بهجومهم لاذ المسلحون بالفرار على متن سيارة من نوع " ستروين" إلى ضاحية "بانتان"، ثم استقلوا سيارة أخرى من نوع " رينو" قاموا بالاستيلاء عليها بالقوة، مشيرا إلى أن الأمن الفرنسي لا يزال يبحث عنهم وسيعثر عليهم". ريال ياسين شاب في السابعة عشرة وأحد سكان العمارة حيث مقر شارلي إيبدو روى لفرانس 24 ما وقع وقال: لقد شعرت بخوف كبير عندما سمعت طلقات الرصاص. أنا أسكن في نفس العمارة التي يتواجد فيها مقر "شارلي إيبدو"، لكن لحسن الحظ كنت خارج العمارة خلال وقوع الهجوم ولم أتمكن من الدخول بعد وقوع الحادث.. وأضاف: "لقد تلقيت مكالمة هاتفية من والدتي التي كانت متواجدة داخل البيت وهي تبكي وتقول لي: ياسين لا تقترب من المنزل لا تقترب من العمارة. هناك إرهابيون بالداخل. أهرب بعيدا ولا تعد إلى الدار. وأضافت أنها سمعت طلقات رصاص عديدة وأصوات مرتفعة، وكانت تبكي من شدة الخوف والحزن. العديد من المواطنين الفرنسيين إستنكروا تمكن المهاجمين من عبور مدينة باريس، وهم يحملون أسلحة ثقيلة، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من توقيفهم بالرغم من تطبيق خطة "فيجي بيرات" الأمنية، كما استنكروا رفع الحراسة عن مقر المجلة منذ شهر ونصف تقريبا رغم قيام التهديدات. ونشير إلى أن جرأة الأسبوعية وسخريتها من العديد من المواضيع المرتبطة بالدين الإسلامي، وخصوصا بالنبي محمد، عرضها مرارا للعديد من التهديدات والإحتكاكات مع متشددين ومتدينين إسلاميين. وهكذا شب حريق متعمد في مقر الصحيفة الفرنسية في نفس اليوم الذي كانت تستعد فيه لإصدار عدد خاص تحت عنوان "شريعة إيبدو" في سنة 2013، وسنة قبلها تمت قرصنة الموقع الإلكتروني للأسبوعية الفرنسية بشكل عطل عملية الدخول إليه، وذلك على خلفية نشرها رسومات كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للرسول، وهو الأمر الذي استندت إليه جمعيتان فرنسيتان تدافعان عن المسلمين لرفع دعوى ضد المجلة، طالبتا من خلاله بمبلغ 780 ألف أورو كتعويض عن الضرر، وكانت شارلي إيبدو قد نشرت في 2013 كتابا مصورا حول سيرة الرسول، وصفه مدير المجلة حينها ب"المقبول إسلاميا". هجوم اليوم والذي نفذه وفقا للسلطات القضائية الفرنسية ثلاث مواطنين فرنسيين من أصل جزائري، خلف ردود فعل قوية داخل فرنسا وخارجها، حيث تم إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، والوقوف دقيقة صمت اليوم ظهرا بكافة المؤسسات العمومية الفرنسية.