ما زال كثر من مشاهدي التلفزة يستحضرون صورة الفنانة الرقيقة الراحلة هند أبي اللمع التي سحرتنا ونحن ما زلنا في الشباب الأول، حيث تتبعناها هنا في المغرب على شاشة التلفزيون المغربي، بالشغف نفسه والمحبة التي حظيت بها في لبنان، وهي تقف جنباً إلى جنب الفنان عبدالمجيد مجذوب، في الكثير من الأعمال التلفزيونية التي جمعتهما معاً، هذا الفنان اللبناني القدير الذي كنا نتابعه أينما حل وارتحل، ونعجب به كثيراً وهو يقوم بتجسيد شخصية الشاعر «أبو الطيب المتنبي» أو يقوم بتجسيد شخصية «عازف الليل» في المسلسل الشهير الذي يحمل الاسم نفسه والذي شاركته بطولته الفنانة هند أبي اللمع طبعاً، والذي اشتهرا به معاً كثيراً هنا في المغرب. كما كنا نردد بإعجاب اللازمة التي أصبحت دالة على الفنان عبدالمجيد مجذوب، وهي كلمة «أبداً» التي كان ينطقها في شكل تفخيمي مدهش. هكذا أعادنا كلام الزميل عبده وازن الى الماضي الذهبي في مقاله «هند أبي اللمع نجمة بعد 20 عاماً على رحيلها» المنشور في جريدة «الحياة» يوم الأربعاء 1 كانون الأول (ديسمبر)2010، وهو يقول: «كان الإعلامي زافين سبّاقاً في برنامجه «سيرة وانفتحت» (المستقبل) في توجيه تحية إلى الممثلة الراحلة هند أبي اللمع في الذكرى العشرين لرحيلها. لكن هذه التحية كانت أجمل ما يمكن التوجه به إلى هذه الممثلة التي ملأت أمسيات اللبنانيين في أواسط السبعينات بوجهها الجميل وابتسامتها الآسرة وأدائها الحيّ، لا سيما في المسلسلات التي أطلّت فيها مع الممثل القدير عبدالمجيد مجذوب، وكانا أفضل ثنائي عرفه تاريخ التلفزيون والدراما التلفزيونية في لبنان»، هكذا أعادنا كما قلت، إلى ذلك الزمن التلفزيوني الفني الجميل بكل ذكرياته الحلوة وبكل ما حملته لنا المسلسلات اللبنانية خصوصاً وهي تعرض على شاشة التلفزيون المغربي في ذلك الوقت، من متع فنية سواء على مستوى المسلسلات أو على مستوى البرامج الأدبية كذلك. وفي الإطار نفسه، ما زلنا نستحضر مسلسلات لبنانية وأردنية جميلة أخرى جمعت بين كل من الفنان القدير محمود سعيد والفنانة المطربة اللبنانية الكبيرة سميرة توفيق مثل مسلسل «فارس ونجود»، أثرت كثيراً في ذائقتنا الفنية والأدبية ومنحتنا جمالاً ثقافياً غنياً بالقيم الإنسانية الرفيعة، إن صح التعبير، كنا محظوظين بالحصول عليه في ذلك الوقت. إن هذه اللحظات التلفزيونية العربية الجميلة التي عشناها واستمتعنا بها كما استفدنا كثيراً منها، تستحق أن تستعاد بكثير من النوستالجيا المصاحبة لها بالضرورة. ويستحق الفاعلون فيها تقديراً كبيراً. ومن هنا هذه التحية المغربية للفنانة الكبيرة الراحلة هند أبي اللمع والفنان الكبير عبدالمجيد مجذوب وللفنان المقتدر محمود سعيد وللفنانة الكبيرة سميرة توفيق ولكل الذين رافقوهم في أعمالهم الفنية الجميلة التي أمتعونا بها أيما إمتاع. *عن الحياة اللندنية