في واقعة مثيرة أثارت جدلا في السويد، تعرض طفل مغربي لا يكاد يتجاوز عمره تسع سنوات لاعتقال مهين وعنيف من طرف عنصري أمن بالمحطة الرئيسية للقطار بمدينة "مالمو" السويدية، حيث ألقاه أحدهما أرضا، وجلس عليه بكل قوته ضاغطا على وجهه وفمه. الحادثة وقعت قبل أيام قليلة في السويد، ولم تكن لتعرف كل الجدل الذي أحيط بها لو لم يتم بث مقطع فيديو يوثق لما وقع للطفل المغربي، وهو ما أفضى إلى استنكار العديد من وسائل الإعلام بالسويد، التي شجبت طريقة تعامل رجلي الأمن مع الطفل المغربي الذي بدا منهارا ومرعوبا. وتضمن المشهد المُصور طفلا مغربيا كان يستغيث ويصيح بأعلى صوته، من فرط الخوف الذي استبد به بعد أن رماه رجل أمن سويدي على الأرض، حيث كان يضع الأصفاد في يديه، ويطلب منه الجواب عن أسئلته، بينما كان الطفل ممددا بدون حول ولا قوة، بسبب وزن الرجل الذي كان يجلس على بدنه الصغير. ورغم تعنيف رجل الأمن السويدي للطفل المغربي، ووضعه ليده على فمه ووجهه بطريقة خشنة، فإن الصغير صاح في غفلة من حارس الأمن بأعلى صوته، وهو يرفع السبابة بالقول "أشهد أن لا إله الله"، حيث علقت صحف سويدية بأن الطفل المغربي بدا كأنه يستعد للموت". وبدا في مقطع الفيديو، الذي بثته منابر سويدية، كيف امتلكت الهستيريا الطفل الصغير الذي كان خائفا، ويطلب النجدة، فيما تحلق حوله بعض الأشخاص يظهر أن أحدهم على الأقل كان مغربيا بسبب ورود عبارة نابية في الشريط، كأنه يستنكر ما قام به رجل الأمن في حق الطفل الصغير. مصادر إعلامية سويدية تحدثت عن كون الحادثة تتعلق بطفلين اثنين، وليس بواحد فقط، وبأن الضجة أثيرت بخصوص الطفل المغربي لأنه قاوم رجال الأمن الذين حاولوا تهدئته بتلك الطريقة، فيما اختلفت الأسباب التي أفضت إلى تلك الحادثة، بين من قائل إن الطفل لم يسدد تذكرة القطار، ومن قال إنه كان هاربا رفقة صديقه من مركز للعلاج. وأفاد مهاجر مغربي من السويد، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن ما حدث للطفل المغربي يعتبر أمرا مؤسفا، و"ألفناه نحن المهاجرين خصوصا المسلمين، حيث تكاد تحدث هذه الاعتداءات على المسلمين خاصة بشكل شبه يومي، سيما بعد أحداث "شارلي إيبدو". ولخص المهاجر ما حدث، وفق ما أوردته منابر إعلامية محلية، بأن الطفل كان رفقة أصدقائه بمدينة مالمو، غير أنه نسي أن يحمل معه بطاقة "طرام"، فعاقبه رجل الأمن الذي يزن 90 كيلو غراما بالضرب، فما كان من طفل الا أن صرخ مستنجدا أشهد أن لا إله إلا الله".