أسفرت الحملاتُ التي قادتها مصالحُ الأمن البلجيكيَّة ضدَّ الإرهاب، في الآونة الأخيرة، بعددٍ من المدُن في البلاد، عنْ اعتقالِ خالد بولُودُو، الضالع في المساعدة والتدبير بهجمات السَّادس عشر من مايْ؛ التي هزَّت الدَّار البيضاء، سنة 2003. وكشفَتْ مصادرُ بلجيكيَّة أنَّ الجهَاديَّ المغربيَّ؛ كانَ ضمنَ الجهاديِّين الأربعة الذِي جرى اعتقالهم، على خلفيَّة تجنِيد مقاتلِين منْ أوروبا لإرسالهم إلى القتَال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلاميَّة" المتطرف بالعرَاق وسُوريَا. ويأتِي اعتقالُ بولُودُو بعدما سبقَ لهُ أنْ أُدِين بخمس سنواتٍ نافذة من السجن، عام 2006، على خلفيَّة صلةٍ مع "الجماعة الإسلاميَّة المغربيَّة المقاتلة، التابعة لتنظيم القاعدة، والتي يتواجدُ فرعٌ لها في منطقة "مسيك" البلجيكيَّة. وبالموازاة مع الضلُوع في المساعدة على أوَّل هجماتٍ إرهابيَّة ضربتْ المغرب، ارتبطَ اسمُ بولُودُو، الذِي يبلغُ اليوم من العمر ما يربُو على أربعين عامًا، بتفجيرات مدريد الإرهابيَّة أيضًا، سنة 2004. التحقيقات التي تلتْ اعتقال بولود، قبل نحو عشر سنوات من الآن، كانت قدْ كشفت عن شبكة واسعة لتوزير أوراق الهويَّة من أجل تمكين متطرفين مغاربة وعرب من التحرك بين أوروبا، وعددٍ من الدول كالجزائر والبوسنة والسعوديَّة وسورية والعراق. في غضُون ذلك، أعلنتْ السلطات البلجيكيَّة، في وقتٍ سابق، إحالة الموقوفِين الأربعة إلى قاضي التحقيق، لكشف مزيدٍ من الملابسات حول اشتغال الخليَّة، واضعةً إيَّاهمْ رهن الاعتقال الاحتياطِي. وفي بحثها عنْ سبل أكثر تجاعة لمحاربة الإرهاب، تقبلُ البلجيكا على اللحاق بالتجربة الفرنسيَّة، من خلال سحب الجنسيَّة ممنْ يثبتُ تورطهم في أعمال إرهابيَّة، على اعتبار أنَّ ما بينَ 300 إلى 350 منْ المواطنين البلجيكيين حاولُوا المغادرة إلى سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة فقطْ. بيدَ أنَّ مقترح نزع الجنسيَّة من الإرهابيِّين يلاقِي رفضًا في بلجيكَا لدى الحزب الاشتراكي، الذِي شبه الخطوة عبر قياديِّيه بالرُّجوع إلى وصفاتٍ سبقَ عملتْ بها النازيَّة، لدى سحبها الجنسية من اليهُود على عهدِ أدُولفْ هتلرْ.