شاعر كبير جادت به أرض تافيلالت، كثير الميولات متعدد التوجهات في مجال الإبداع من شعر وقصة ورواية ومقامة وسينما وإعلام...معروف بغيرته الكبيرة على اللغة العربية، انه عبد الحميد العمري...الشاعر الذي "ولد ولم يصنع". فلسفتي في مجال الابداع ، كما يؤكد العمري، أن " الشاعر يولد ولا يصنع "، ذلك أن تعلم العروض واللغة والبيان هي آلات الإبداع ووعاؤه الموهبة... فإن لم يكن الوعاء فطريا فلن ينفع البيان ولا اللغة ولا العروض في تكوين شعر ولا ولادة شاعر.. فالموهبة شرط الشعر. يقول العمري: "منذ طفولتي كان لي ميل كبير نحو الشعر والأدب بصفة عامة، كنت كثير المطالعة شغوف بالشعر ولم يكن أحد من أهل بيتي يكتب شعرا أو يقرؤه بشكل مستمر يستدعي الانتباه اللهم إلا ما كان من بردة البوصيري".. ويزيد: " كان لأسرتي فضل كبير على ما أنا عليه الآن، يضيف العمري، فقد كانت حريصة على تعليمي وتربيتي على محبة العلم، إذ كلما كان هناك كتاب أو مجلة قد تنفعني في مسيرتي إلا وقدمته لي في وقت كان أمر الحصول على ذلك شيئا عسيرا في منطقتي، كما ان نشأتي في بيئة أمازيغية علمتني الأخلاق الكريمة والبذل و الاعتزاز بالنفس". شخص عنيد لا يقبل أن يفوقه أحد في أي مضمار يتنافس معه فيه ، وليس الأمر حسدا بل اعتزاز وثقة بالنفس لا أكثر، يؤكد الشاعر العمري، " أتذكر وأنا ابن إحدى عشرة سنة في الأيام الأولى للانتفاضة الفلسطينية الثانية أطالع مجلة للأطفال بها محاولة شعرية لطفلة في مثل عمري بعنوان " أختي الفلسطينية" وسرعان ما أخذت قلمي وكتبت على منوالها. "أخي الفلسطيني" شكلت بداية مسيرة العمري الشعرية إذا ما أن تعلم الأوزان والقوافي وأدرك كنه الشعر وجوهره حتى وجد نفسه قد كتب قصائد موزونة مقفاة دون علم منه. أنظم القصائد الشعرية، كما يبرز العمري، لأن الشعر يعتبر أرقى الفنون التعبيرية ذلك أن "الشاعر ينظر للحياة نظرة شمولية بعيدة عن متناول الناس البسطاء فهو قادر على النظر إلى بواطن الأمور في محاولة لاستشراف المستقبل". وللشاعر العمري اهتمامات أخرى طرقت أبواب الاعلام والسينما "فقد كنت ولا أزال شغوفا بمجال السينما والإعلام منذ نعومة أظفاري، وتعلقت بالأفلام التاريخية بشكل ملفت للنظر، ولي تجربة في مجال التوضيب (المونتاج) والإخراج فأنتجت فيلمي الأول بالأمازيغية " أبريد ن الخير " (سبيل الفلاح). والحقيقة ، يقول العمري، أن هذا الفيلم شجعني كثيرا في أن أنهل من هذه الثقافة ما استطعت إلى ذلك سبيلا حتى تمكنت من تطوير مستواي السينمائي مع فيلم وثائقي آخر بعنوان "العائد" الذي يحكي عن قصة شاب مدمن على المخدرات. وللشاعر عبد الحميد العمري، الحاصل على الإجازة في الدراسات العربية والذي نال عدة جوائز محلية وجهوية على مستوى الجامعة والملتقيات الثقافية، عدة مؤلفات منها "امسح دموعك"، (ديوان شعر- مصر 2012)، و"سحر الأدب ...الأدب مدخلا إلى النهضة وبلوغ الأرب" (لبنان 2013) و"على نوافذ التيه (ديوان شعر- المغرب 2014) و" قلبي إليك" ( ديوان شعر- مخطوط ) و" الجزار" ( مجموعة قصصية -مخطوط).