لم تمرّ خمسَة أيّام على وفَاة "الخديجة" الأولى، واحدة ضمن التوائم الخُدَّج الخمسة الذين وضعتهم سيدة بزاكورة، حتّى ودّع الأب باحاج حمادي، اليوم الخميس، مولودته الثانية التي توفيت قبل يومين بعدما استعصت كلّ التدخلات الطبية عن إنقاذ حياتها، وجرى دفنها اليوم، فيما تمكنت الأم "يزانة" من مغادرة المستشفى الإقليمي بورزازات بعد تحسّن حالتها الصحية. ويحكي حمادي، في تصريح لهسبريس، أنه ظل قريبا من مواليده الجُدد وهو يزورهم بشكل راتب حيثُ يرقدون داخل حاضنات طبية متطورة، داخل مركز الإنعاش لحديثي الولادة وطب الأطفال بالرباط، مشيرا إلى أنه تنقل على عجل أمس إلى مسقط رأسه من أجل دفن ثانية مواليده المتوفاة، بمقبرة زاكورة، ومن أجل اصطحاب زوجته للقدوم إلى العاصمة قصد الاطلاع عن كثب على وضعية باقي الأبناء (أُنثيَين وذكر)، "جئت هنا (زاكورة) لكي أدفن المرحومة..". وكان الأب قد نقل توائمه الأربعة غير مُكتملي النّضج إلى الرّباط، الأحد الماضي، من زاكورة حيث يقطن، عبر طائرة خاصة، من أجل متابعة وضعيتهم الصحية، التي تحتاج لحاضنات طبية متقدمة والغائبة عن مستشفيات مناطق الجنوب المغربي، في وقت جرى فيه نقل الأم "يزانة"، على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الاقليمي بورزازات، عبر سيارة الإسعاف، بعد تدهور حالتها الصحية. الدكتور حسن أفيلال، رئيس قسم الإنعاش بمركز الإنعاش لحديثي الولادة وطبّ الأطفال بالرباط، قال في تصريح لهسبريس، إن قدوم توائم زاكورة للعاصمة قبل أربعة أيام، جاء بعد اتصال تلقته مصالح المركز بغرض تخصيص أماكن للمواليد الخُدّج داخل حاضنات طبية، "وفّرنا لهم في البداية 5 أماكن.. قبل أن نُخبَر بأن مولودة واحد توفيت هناك"، مشيرا إلى أن فريق المركز تنقلوا عبر طائرة خاصّة إلى المنطقة بالجنوب المغربي، من أجل إحضار بقية التوائم الأربعة، "وجدنا أربعة مواليد خُدّج من بينها واحدة في حالة صحية خطيرة..". وأضاف الدكتور أفيلال أن ما زاد التأثير على صحة المولودة الثانية هو عامل التنقّل عبر الطائرة، في ظلّ غياب أي وسيلة أخرى وانعدام الآليات لدى أقرب منطقة من زاكورة، "مخاطر السفر عبر الطائرة تتمثل كونها تضاعف الوفاة 11 مرة"، مورداً "عملنا ما بوسعنا بكل الوسائل الطبية المتقدمة المتاحة لدينا من أجل إنقاذ تلك الحالة، لكن الموت سارع إليها". وأورد المتحدث أن باقي المواليد الثلاثة يعانون من "بوصفير"، "لأجل ذلك، فهم معرضون لإضاءة طبية خاصة من أجل القضاء على تلك الأعراض"، فيما تحدث كون مُمرضتين اثنتين لكل مولود هو مُعدل الكوادر التي تعتني بكل حالات الخُدّج داخل الغرفة المخصصة لهم، "نتابع كل حالة بدقة بشكل راتب.. والمرحلة القادمة ستكون تغذية التوائم عبر وسائل طبية خاصة". وتابع الطبيب المتخصص في طب الأطفال، قائلا إن باقي التوائم الثلاثة في حالة صحية مستقرة بعد أن تجاوزوا مرحلة الخطر، مضيفاً "لا أنسى هنا مساهمة المصالح العسكرية التي تدخلت من أجل الوقوف إلى جانب الأب.. رغم أنه جندي عادي إلا أن المصالح العسكرية تجنّدت كاملة ووفّرت جميع الوسائل لإنقاذ حياة المواليد الخُدّج".