أجمع مشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للشباب، التي انعقدت اليوم بمراكش، على الأدوار الحيوية لفئة الشباب في محاربة التطرف والتصدي للأفكار المنحرفة، باعتبارها القاطرة الرئيسية التي تجر المجتمعات الإسلامية، ولما يحمله الشباب من عزيمة شديدة وطاقات خلاقة. وشدد الدكتور محمد عز الذين الإدريسي، رئيس المجلس العلمي بمراكش، على أهمية الشباب لكونهم حملة رسالة كبيرة، ويمثلون الطاقة الخلاقة والعزيمة التي لا تلين، مبرزا أنهم مصدر كل خير وورثة أمانة، وهم الوقود الذي تترسخ من خلاله العقيدة الصحيحة، ويزول التطرف والإرهاب والأفكار المنحرفة. وقال الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، والمستشار في الديوان الملكي السعودي، إن "الشباب كنوز الأمة، سيوف مسلولة لحمايتها واليد الطولى لبنائها"، مضيفا ضمن مداخلته بنفس الجلسة الافتتاحية، بأن الشباب "ذخيرة يحاول العابثون إبعادها عن رسالتها". وأكد الشيخ صالح بن عبد الله، عضو هيئة كبار العلماء المسلمين، أن الشباب هم من بادروا إلى دعوة المرسلين والأنبياء، وقال "الشباب هم أول المصدقين والمؤمنين، فالصديق والعمر رضي الله عنهما والخباب ابن الأرث كلهم كانوا في ريعان شبابهم". وسرد المتحدث سمات الشباب بيولوجيا، حيث تتأرجح هذه المرحلة الحرجة بين 15 و 40 سنة، بحسب بعض الدراسات الاجتماعية، حيث يميز الشباب الحماسة والاستقلالية وإثبات الذات، ومشاعر القلق والمثالية، والفضول الإيجابي، فهو دائم السؤال لإدراك محيطه". ومن خصائص الشباب أيضا، بحسب الشيخ بن حميد، "النقد لما يحمله الشباب من أفكار مثالية، لذا يسعى إلى مطابقتها مع فكره"، متابعا بأن هذه الفئة لا تقبل الضغط والإكراه، مهما كان مصدره، مما يستدعي مرونة في التعامل معها". وقسم المستشار في الديوان الملكي السعودي، الشباب إلى ثلاث فئات، الأولى متعلمة ومثقفة تقود وتبادر، أما الثانية فهي واعية ولكنها لا توظف إمكانياتها المعرفية وخبراتها في تغيير الواقع المعاش، وبذلك لا تتحول معرفتها من مستوى صرف إلى معرفة تلامس الواقع، بينما تشكل الفئة الثالثة أغلبية صامتة، تحتاج لمن يقودها. أما المشير سوار الذهب، الرئيس السابق للجمهورية السودانية، فأكد أن المؤتمر يستمد أهميته من مواكبة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وهو ما يدفع إلى دعم الندوة العالمية لأهمية عملها، وفعالية برامجها وتنوعها، مما جعلها تقدم لشباب الأمة، برامج حضارية هادفة ومشروعا وسطيا ثاقبا، في ظل عالم اتخذ من الإسلام عدواً بعد هلاك الشيوعية، واتخذ في سبيل هذا العداء أساليب متنوعة".