صورة من الأرشيف استغرق شرطيون منتمون للمنطقة الإقليمية لأمن النّاظور مُدّة 6 أيّام لاعتقال فرد أقدم على سرقة مسدّس وأصفاد كانت في عُهدة زميل لهم، إذ بعد بحث مُضن استطال على المُدّة المذكورة جرت عملية الاعتقال يوم الأربعاء الأخير بتدخّل أمني مُركّز أُفلح أثناءه في وضع اليد على المحجوز فوق النفوذ الترابي لبلدية بني انصار، وذلك في أعقاب مطاردة شرسة استعملت خلالها السيّارات. تفاصيل الواقعة تعود ليوم عيد الأضحى حين كان أحد عناصر الشرطة القضائية بالنّاظور منهمكا في أجواء المناسبة، إذ حالت انشغالاته دونه والانتباه لفقده مسدّسا وأصفادا مسلّمة له ضمن إطار ممارسته المهنية وعمد إلى وضعهما فوق طاولة بقلب بيته قبل أن يكشف غيابهما.. فتمّ تحرير محضر أمني بتفاصيل الواقعة مرفوقا باسم "ح.ب"، وهو جار الشرطي الذي طالته الشبهات، بعدما كان قد زار ذات العنصر الأمني ببيته وقبل أن يختفي على الأنظار بشكل فورري ويُرصد انقطاعه عن التردده على كافة الأماكن التي اعتاد قصدها. عملية البحث كُلّف بها فريق أبحاث من الدّائرة الرّابعة لأمن النّاظور، إذ أجريت تحرّكات تمشيط مدققة رامت مُحاولة كشف مكان تواجد "ح.ب" باستهداف ثلّة من الأحياء مثل برَاقة واولاد بوطيب واولاد لحسن.. هذا قبل أن يُلجأ إلى تدخل أمني بُني على وشاية حددت مكان تواجد المبحوث عنه.. وهو التدخل الذي شُرع فيه وسط احتراز كبير من المُتدخّلين جرّاء امتلاك "ح.ب" لسلاح ناري قابل للاستعمال.. هذا قبل أن تتطوّر العملية إلى عملية مُطاردة بعدما رفض الضنين المطلوب تسليم نفسه لرجال الشرطة وفضّل الارتماء بداخل سيّارة من أجل تأمين الفرار من قبضة البوليسيين، إلاّ أن هذا المسعى قد باء بالفشل جرّاء اختتام العملية على بُعد 12 كيلومترا من بدايتها وبنجاح في إيقاف "ح.ب" وكذا تحريز المسدّس المسروق المحشو ب 25 عيارا من الذخيرة الحيّة. المحاضر المنجزة من قبل الضابطة القضائية خلال فترة الحراسة النظرية التي خضع لها "ح.ب" عرفت تسجيل اعتراف باقتراف عملية سرقة المسدّس والأصفاد باستغلال لمعطى الثقة المتواجد بين الشرطي و"ح.ب" وهي الثقة المعزّزة بروابط الجوار التي مافتئ يحترمهما الطرفان.. كما تمّ تضمين ذات المحاضر أقوالا للمستمع إليه وهو يعتبر إدمانه على تناول المخدّرات القويّة عاملا أضعفه وجعله يُقدم على فعل السرقة الخطرة التي نالت من عهدة شرطي. ولم يوضّح "ح.ب"، ضمن فترة الاستماع إليه، مراده الصريح من عملية السرقة التي اقترفها في حقّ حامل سلاح، كما لم يؤكّد ما إذا كان قد لجأ إلى محاولة تسويق المسدّس المسروق.. حيث اكتفى بالتشديد على كونه جاهلا بكيفية استعمال الأسلحة النّارية وأنّ المسدّس الذي عُمد إلى سرقته قبل 6 أيّام لم يُحرّك صمّام أمانه قطّ كما لم تُفعّل أيّ محاولة لاستعماله.