قوت المنتجات الفلاحية المغربية صادراتها بالسوق الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، حتى أن الطماطم الإسبانية لم يعد لها مكان في السوق الفرنسية..هذه هي الخلاصة التي توصل إليها التقرير الذي أعدته "فيدرالية منتجي ومصدري الخضروات والفواكه بإسبانيا". وأفاد التقرير، الذي أعده خوان كارلوس ميسا، أستاذ الاقتصاد بجامعة "ألميريا" الإسبانية، أن "العرض المغربي من الطماطم بلغ معدل 70 في المائة في السوق الفرنسية خلال الشهور الأخيرة، بينما المنتوج الإسباني لم يتخط 13 في المائة، حتى أن المغرب في أصبح المزود الرئيسي للسوق الفرنسية بدون منافس. هذه الأرقام حولت السوق الدولية "سان شارل" المخصص لعرض المنتجات الفلاحية بمدينة "بيربينيون"، في جنوبفرنسا، إلى فضاء شاسع تعرض فيه فقط الصادرات المغربية، وفق ما خلص إليه بيريث ميسا، الأستاذ المحلل في العلوم الزراعية. ولم تقتصر المنتجات المغربية في السوق الفرنسية على هذه المادة فقط، حيث استطاعت أن تغزو أيضا وبقوة بريطانيا، وأن تنافس الجارة الشمالية بمعدل 23 في المائة، أي بنسبة 4.45 طن في الوقت الحالي. ويعتزم المغرب تخصيص 700 ألف هكتارا لزراعة الفواكه والخضروات ضمن مخطط "المغرب الأخضر"، الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة، وذلك من أجل بلوغ معدل 10 ملايين طن مستقبلا. هذا الأمر دفع منتجي الطماطم باسبانيا، المنضوين تحت لواء "الفيدرالية الإسبانية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضروات"، والمعروفة اختصارا ب"فيديكس"، إلى رفع شكوى للبرلمان الأوروبي في بروكسيل، بسبب "ولوج الطماطم المغربية إلى السوق الأوروبية بأثمان منخفضة، الشيء الذي يعرقل عملية تسويق منتجاتهم التي تجد صعوبة في الخروج للأسواق الأوروبية ". ويرى المنتجون الأسبان أن صادرات المغرب من الطماطم بإمكانها أن تسبب اضطرابات خطيرة في السوق الأوروبية المشتركة، وبالتالي خسائر كبيرة لمنتجي الاتحاد الأوروبي، خاصة أن معطيات سوق "سان شارل" بفرنسا، باعتباره النقطة الرئيسية لدخول المنتجات المغربية لسوق الاتحاد الأوروبي، تفيد بأن صادرات المملكة أصبحت تطغى بشكل ملفت.