تخلد الشبيبة الاشتراكية هاته الأيام الذكرى التاسعة والثلاثون لتأسيسها كتنظيم شبابي موازي لحزب التقدم والاشتراكية، بزغت للوجود مع جيل من رواد العمل السياسي المغربي في 18 يناير 1976 بالدرا البيضاء حاملة اسم الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، هدفها تأطير الشباب المغربي والتواجد على الدوام إلى جانبه دفاعا عن قضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الاسم الذي تغير مع مؤتمرها الثالث في يوليوز 1994 إلى الشبيبة الاشتراكية، الذي تحمله إلى يومنا هذا. سنة بعد أخرى والشبيبه الاشتراكية تتميز بفكرها وعمق تحليلها، وما تحمله أدبياتها كمنظمة شبابية رائدة على المستويين الوطني والدولي من أفكار واستراتجيات العمل الميداني والتواصلي مع الشباب المغربي عبر ربوع الوطن، مستمدة كنه ذلك من الفكر الحداثي التقدمي، مقاربة لهدا الفكر وحاجة المجتمع له، راسمة لأفق مشرق عبر توسعها النضالي في أكثر من 300 نقطة تنظيمية حاليا مابين الجماعات الحضرية والقروية. حلت هاته الذكرى عد أسبوع من انعقاد المؤتمر الوطني السابع للمنظمة، الذي شكل عرسا نضاليا شبابيا رائعا، وكان محطة تنظيمية ديمقراطة جد هامة، كرست للتوجه السياسي والفكري العميق بدلالات وأبعاد شمولية أرسلت الرسائل وفككت الشفرات، وهو المؤتمر الذي سبقته مؤتمرات محصلتها اليوم تراكمات نضال الأجيال من جيل إلى أخر ممن حملوا المشعل وأوصلوه عبر مختلف المحطات رافعين الشعارات المحملة بثقل المسؤولية وعميق الإحساس بالدور الذي تلعبه الشبيبة الاشتراكية كتنظيم شبابي مواز لحزب التقدم والاشتراكية في المشهد السياسي المغربي، من أولويات عمله رفع تحديات النماء والازدهار ومقاومة الإقصاء والتهميش الاجتماعي. تمر السنوات وتختلف التحديات والرهانات لشبيبة أرادت الانتصار للتغيير مند تأسيسها، مواصلة المشوار حتى اليوم، مؤكدة على ضرورة احتلال الشباب للمكانة اللائقة به، داعية الدولة بكل مؤسساتها إلى الاهتمام بشؤونه وتطوير سياستها تجاهه، ومن أجل ذلك تدعو المنظمة جميع فئات الشباب إلى الانخراط الواسع في الحياة السياسية المغربية، ولعب دوره بكل وطنية صادقة، محفزة على العطاء الدائم في كل الأمكنة و الفضاءات التي يتواجد فيها من مدراس وجامعات أساسا، إلى الأحياء الشعبية والمداشر والقرى، تستفزه للعب دوره في مقاومة كل أساليب الفساد السياسي والانتخابي، تدفعه إلى العمل العقلاني المقنن،منيرة طريق النضال الواقعي له، لتجعل منه قاطرة التنمية والتغيير من أجل تحقيق الاستقرار. هكذا صادق المؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية على أدبيات جد متميزة تخاطب الشباب وتؤطر مجال اشتغاله، وتبرر أهمية أدواره في مغرب اليوم، مغرب الحرية والديمقراطية، اذ لامست الأطروحة الفكرية للمنظمة كل الزوايا باختلاف وجهات النظر على المستويين الوطني والدولي، وقدمت البديل الفكري والعملي، المستمد من خلاصات المسار النضالي لتسعة وثلاثين سنة من العمل والعطاء وسط فئات الشباب، كما خرج المؤتمر بتوصيات عامة بمثابة برنامج عمل متعدد الأهداف على كافة الأصعدة، بحمولة الفكر المنتصر للإرادة العامة للشباب وما يطمح له وما يصبو إليه من إثبات للذات وتحقيق النماء والرجاء. إن ذلك لهو الأساس المتين للشبيبة الاشتراكية الداعية إلى تكريس العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لخيرات هذا الوطن، والأكيد أن مسارها النضالي من محطة إلى محطة يبرز هاته المعاني و يؤثق لذلك، بشكل جدلي مع نضالات حزب التقدم والاشتراكية وكافة تنظيماته الموازية خدمة للمصلحة العليا والعامة للوطن، بصدق الإحساس ونبل العمل وإشراقة الأمل في الغد والمستقبل لشاباتنا وشبابنا. -الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية