تفكرُ بلجيكا مليًّا في ترحيل مهاجرين مغاربة غير نظاميِّين من أراضيها إلى المغرب، في بادرةٍ تشملُ مهاجرِين ينحدرُون من أكثر من بلدٍ، حيثُ يقودُ وزير اللجُوء والهجرة، تيُو فرانكِينْ، عدَّة مشاورات للدفع قدمًا بالإجراء، عوض تسوية وضعيَّة المقيمين بصفة غير قانونيَّة في البلد الأوروبي. الوزيرُ البلجيكيُّ الذِي ينوِي القيام بزيارة إلى المغرب، في مارس المقبل رفقة وزير داخليَّة بلاده، جُون جامبُون، يصبُو إلى التوصل لاتفاق مع السلطات في الرباط، يمهدُ لترحيل المهاجرِين المغاربة غير النظاميِّين، موازاةً مع مباحثاتٍ يجريها مع مسؤُولين في عددٍ من البلدان المصدِّرَة للهجرة. وتفيدُ أرقام مديريَّة " Eurostat" المكلفة بالإحصاءات داخل الاتحاد الأوروبي، أنَّ 2970 مغربي كانُوا مقيمين بصورة غير قانونيَّة فوق التراب البلجيكِي، خلال سنة 2013، فيما تستلزمُ عمليَّة الترحِيل وقتًا غير قصير، بحسب ما أوضحه مسؤول أوروبي، ساقتْ منابر أجنبيَّة تصريحه، إذْ إنَّ ترحيل مهاجر واحد إلى المغرب، قدْ يستدعِي فترةً زمنيَّة من التنسيق تتراوحُ ما بينَ شهرين إلى ستة أشهر، فيما لا تستدعِي العمليَّة سوى أيَّام بالنسبَة إلى الألبان. وزيرُ الهجرة واللجُوء البلجيكي بدَا صريحًا لدى زيارته الأخيرة إلى ألبانيا، تحدث إلى مواطنيها ممنْ يرغبُون في اللجُوء، قائلًا لهم "عليكُمْ أنْ تعُوا أنَّ بلجيكا ليستْ فردوسًا، وبالتالِي لا حاجة لكمْ لأن تبددُوا وقتكم ولا مالَكُمْ من أجل الحصُول على اللُّجوء، بناء على معطيات مزورة في الغالب". في غضون ذلك، قررت وزارة الهجرة البلجيكيَّة زيادة عدد الرحلات الجويَّة صوب ألبانيا، لأجل حفز المهاجرِين الراغبِين في العودة إلى بلادهم على ترك بلجيكا، حيثُ سيجرِي رصدُ طائرة واحدة كل شهر للمهاجرين الألبان غير النظاميين كيْ يعودُوا إلى بلدهم، بعدما كانتْ رحلة واحدة متاحة كلَّ ثلاثة أشهر، فيما مضَى. وكان عشراتُ المهاجرين السريِّين قدْ دخلُوا في نونبر الماضِي، إضرابًا عن الطعام في بلجيكا، حدَّ نقلهم إلى المستشفى بعد تردِّي أوضاعهم الصحيَّة، بعدمَا ظُّلوا يطالبُون دُون كلل بتسوية أوضاعهم، وقدْ قضْوا سنوات في البلاد دون أوراق قانونيَّة، دون مساكن وفي ظروف لا تراعِي كرامتهم التِي جاؤُوا يبحثُون عنها ببلجيكا منْ عدَّة بلدان.