أفردت الصحف الصادرة اليوم الخميس بأمريكا الشمالية حيزا هاما للتعليق على تنظيف دواليب مصالح الاستخبارات السرية الأمريكية بعد رصد العديد من الثغرات المهنية، والحرب "الصعبة" ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في سوريا"، والانتخابات الفيدرالية المقبلة بكندا. وكتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الأجهزة السرية الأمريكية تعيش على إيقاع "تغيير عميق" بعد الفضائح الأمنية التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة، مبرزة أن أربعة من كبار المسؤولين يستعدون لمغادرة السفينة، وفتح الطريق لعصر جديد. وأبرزت الصحيفة أن مغادرة هؤلاء المسؤولين النافذين قد ينعكس سلبا على تسيير المصالح السرية التي تتعرض لانتقادات قوية من قبل أعضاء الكونغرس ومسؤولين في إدارة أوباما، الذين يتهمونها بزرع مناخ عدم الثقة داخل مرافقها وارتكاب أخطاء جسيمة تقوض من مصداقيتها. في هذا السياق، أشارت إلى أن الأجهزة السرية في حاجة إلى قيادة جديدة لاستعادة الثقة في قدراتها وتقوية عناصرها. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (وول ستريت جورنال) إلى مواصلة تقدم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرغم من الغارات الجوية التي تشنها القوات الأمريكية، معتبرة أن الضربات الأمريكية لم تتمكن من وقف بسط سيطرة التنظيم على مزيد من الأراضي السورية. واعتبرت أن هذا الوضع الجديد يثير مزيدا من التساؤلات حول الاستراتيجية العسكرية للرئيس باراك أوباما في منطقة الشرق الأوسط، موضحة أن المعركة ضد الإسلاميين في سوريا أمر أصعب من القتال في العراق. أما صحيفة (دو هيل)، التي يصدرها الكونغرس، فقد تناولت ملف إصلاح نظام الهجرة بالولايات المتحدة، والذي تحول إلى نقطة خلافية داخل الحزب الجمهوري الذي يستعد لإجراء مناقشات معمقة لبحث تفاصيل وآفاق هذا الملف خلال اجتماعه المرتقب بمدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا. بكندا، كتبت صحيفة (لو سولاي) أن فرضية إجراء الانتخابات الفيدرالية في الربيع المقبل، بدل 19 أكتوبر المحددة وفق قانون إجراء الانتخابات في وقت ثابت، يجري تداولها منذ مدة بالعاصمة أوتاوا، مبرزة أن العديد لا يعتقدون بهذه الفرضية، إلا أن الليبراليين والديمقراطيين الجدد (معارضة) يستعدون لهذه الإمكانية لكونهم على اقتناع أن رئيس الوزراء الحالي، ستفين هاربر، لن يتوانى عن تجاوز مقتضيات القانون وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها إذا ما بزرت له مصلحة في ذلك. على الصعيد الاقتصادي، اعتبرت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن وزير المالية الكندي، جو أوليفر، أكد أن الحكومة ستحقق التوازن المالي خلال 2015 2016 رغم الانخفاض الكبير في أسعار النفط، وذلك بعد تحذيرات الاقتصاديين من كون انهيار أسعار النفط قد تتسبب في خسائر بقيمة 2,3 مليار دولار للخزينة خلال سنة 2015، معتبرة أن الوزير أشار إلى أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح من أجل استعادة التوازن المالي. من جهتها، أشارت صحيفة (لا بريس) إلى أن مجلس الخزينة بإقليم كيبيك نقل إلى الوزراء، قبل متم السنة الجارية، انتظاراته بشأن الاقتطاعات المالية الواجب القيام بها لتحقيق التوازن المالي وبلوغ معدل عجز يعادل صفر في المئة، موضحة أنه ما زال هناك مجهود أخير يتعين القيام به في مجال الاقتطاعات العمومية لتحقيق ادخار بقيمة مليار دولار إضافية، لكون مجلس الخزينة رفع الهدف، وطالب بعض الوزارات بالقيام باقتطاعات سنة 2015 تصل إلى 10 في المئة من ميزانية الاستغلال. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الملياردير المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم رفع من مساهمته في صحيفة (نيويورك تايمز) من 8 بالمئة إلى 17 بالمئة، ليصبح بذلك أكبر مساهم فردي فيها، مشيرة إلى أن سليم الذي يعد ثاني أغنى رجل في العالم، اشترى 15.9 مليون سهم من أسهم الصحيفة، قيمة الواحد منها 6.3572 دولار. وأضافت أن مجموعة "سليم الحلو" القابضة أصبحت تمتلك 27.8 مليون سهم، أي ما يشكل 16.8 بالمئة من أسهم المجموعة الإعلامية التي تضم صحيفة "نيويورك تايمز" و"أنترناشونال نيويورك تايمز"، وبذلك يصبح كارلوس سليم أكبر مستثمر فردي في الصحيفة لا ينتمي إلى عائلة "سالزبرغر" التي تسيطر على المجموعة الإعلامية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أنه ابتداء من اليوم الخميس تم إقرار بروتوكولات جديدة للشرطة الوقائية بمنطقة العاصمة الاتحادية المتعلقة في مجال استخدام الأصفاد لشل حركة المشتبه في ارتكابهم جرائم وإلزامية قراءة الشرطة لحقوق المعتقلين، مشيرة إلى أن البروتوكول، الذي نشر في الجريدة الرسمية لمدينة مكسيكو، ينص على أن المتهم له الحق في التزام الصمت، وبإخطار أي شخص عن وضعيته، بالإضافة إلى أن لديه الحق في المساعدة القانونية من قبل محام. وببنما، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن المدعي العام المكلف بمحاربة الفساد أصدر قرارا بمنع وزيرة التعليم السابقة، لوسي مولينار، من مغادرة البلاد في إطار التحقيقات الجارية حول "شبهة الاختلاس" خلال إشرافها على القطاع، موضحة أن المحققين، قبل إصدار قرار منع السفر، أخضعوا الوزيرة السابقة لجلسة استنطاق فاقت 12 ساعة، شملت أسئلة حول الكلفة المرتفعة لمجموعة من الصفقات التي وقعت عليها الوزيرة والتي فاقت قيمتها 12 مليون دولار. من جهتها، نقلت صحيفة (بنماأمريكا) انتقادات الرئيس السابق وزعيم حزب التغيير الديمقراطي المعارض، ريكاردو مارتينيلي، لمخطط الرئيس الحالي، خوان كارلوس فاريلا، للتضييق على معارضيه من خلال فتح مساطر قضائية وافتحاصات في حق عدد من المسؤولين السابقين، مبرزة أن الحكومة أحدثت خلية متخصصة في التحقيق وافتحاص "الملفات الراهنة والكبيرة" للموظفين السامين خلال الإدارة السابقة. أما بالدومينيكان، فقد أشارت صحيفة (دياريو ليبري) إلى افتتاح أول منتدى للدبلوماسية، الذي تستمر أشغاله من 14 إلى 16 يناير بحضور السفراء والقناصل المعتمدين بالخارج، لوضع أسس سياسة خارجية جديدة وتعزيز صورة البلاد في المحافل الدولية سواء على الصعيد الثنائي أو المتعدد الأطراف، مشيرة إلى خطاب الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، الذي ألقاه بالمناسبة، والذي أكد فيه على ضرورة جعل الدبلوماسية في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ودعم الجالية المقيمة بالخارج. وفي هذا الإطار، توقفت صحيفة (إل كاريبي) عند مساهمة الجالية الدومينيكانية المقيمة بالخارج في الاقتصاد الوطني إذ ارتفع مبلغ التحويلات من 4 مليارات دولار في سنة 2012 إلى 4 مليارات و620 مليون دولار في سنة 2014، مبرزة أن تحويلات المهاجرين بالخارج بلغت خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 13 مليار دولار، أي ضعف الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تلقتها البلاد خلال نفس الفترة والتي بلغت 5ر7 مليارات دولار.