حضرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، والرئيس يواخيم غاوك، وعدد من الوزراء الألمان، تظاهرة "نحن جميعا ألمانيا" التي نظمت مساء الثلاثاء في برلين بمبادرة من منظمات إسلامية. ونظمت التظاهرة التي شارك فيها أزيد من 10 آلاف شخص عند بوابة براندبورغ في قلب العاصمة الألمانية، للتنديد بالمخاوف التي تحاول بعض الجهات بثها في المجتمع الألماني حول الإسلام على اثر الهجوم الذي شهدته باريس الأسبوع الماضي، "نحن جميعا ألمانيا". ودعا الرئيس الألماني يواكيم غاوك إلى الوحدة من أجل التصدي لتنامي العداء ضد المسلمين وهجمات المتشددين، معتبرا أن "الإرهابيين أرادوا تفريقنا لكن المسلمين والأقليات الأخرى والمهاجرين هم جميعا جزء من ألمانيا. ولا نسمح بتفريقنا (...) نحن جميعا ألمانيا، نحن ديمقراطيون بخلفياتنا السياسية والثقافية والدينية المختلفة، نحترم ونحتاج بعضنا البعض". من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك على تنديد المسلمين بالاعتداء الدموي الذي استهدف الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو " مبرزا أن مسلمين تصدوا أيضا لهذا الاعتداء من خلال الشرطي أحمد مرابط ، الذي قتل بسلاح الإرهابيين وحسن موسى باثيلي الذي انقذ أرواح عدد من الرهائن في متجر المواد الغذائية. وأخذ الكلمة في هذا الحدث الذي وصف بالتاريخي، عدد من الشخصيات كنائب رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا ابراهام ليهرير الذي أدان "بشدة أعمال الانتقام التي استهدفت بعض المساجد"، معربا عن تقديره الكبير للشاب باتيلي الموظف المسلم المالي الذي أنقذ حياة عدد من الرهائن. أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي حضرت هذه التظاهرة دون أن تلقي كلمة فقد أشادت في جلسة الثلاثاء للبرلمان "البوندستاغ" بمبادرة المسلمين لتنظيم هذه الوقفة التضامنية مع ضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس، مؤكدة أن التظاهرة إشارة مهمة للغاية كونها جاءت بمبادرة من المسلمين في ألمانيا. وحضر التظاهرة التي انطلقت بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم بالوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا اعتداء باريس، رئيس "البوندستاغ" نوربيرت لامرت وعدد كبير من أعضاء الحكومة الألمانية ومن أحزاب الائتلاف الحاكم وقادة أحزاب المعارضة وعدد من ممثلي الديانات الاسلامية واليهودية والمسيحية. وقام المسؤولون في المنظمات الإسلامية قبل ذلك بوضع باقة من الزهور البيضاء أمام مقر السفارة الفرنسية قرب بوابة براندبورغ، كتب عليها "الإرهاب.. لا يحدث باسمنا". وقد رفع المشاركون في التظاهرة، من مختلف فئات المجتمع الألماني ومختلف الجنسيات والحساسيات والديانات، لافتات تدين العنف وتدعو إلى السلم والتسامح والتعايش والحوار بين الأديان وتدين العنف أيا كان مصدره ودوافعه. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة التي مرت في أجواء سلمية وهادئة، بعد يوم واحد عن المظاهرات التي شهدتها ألمانيا وخرج فيها معارضو وأنصار حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب " أو ما يسمى ب"بيغيدا" المعادية للإسلام، كتعبير عن رفض برلين لدعوات هذه الحركة الرامية إلى بث مخاوف مما يسمى ب"أسلمة ألمانيا".