أبدَى الأمينُ العام لحزب الاستقلال، حميد، شباط، استغرابهُ إزاء نأيْ الحكومة بنفسها عنْ ملفِّ الصحراء، والتعاطِي معهُ كمَا لوْ كان خارج اختصاصاتها، قائلًا إنَّ الفراغ الذِي تركتهُ في الساحة، هو الذِي دفع أحزاب المعارضة الأربعة إلى إعلان تعبئة للمنافحة عنْ القضيَّة الأولى للملكة، خلال العام الجاري. شباط الذِي كان يتحدثُ خلال لقاءٍ لأحزاب المعارضة، في مقرِّ حزب الأصالة والمعاصرة، بالربَاط، صباح اليوم، قال إنَّ تدبير المغرب لقضيَّة الصحراء ينبغي أنْ ينتقل إلى مستوى الهجوم، ولا يظلَّ محصورًا فِي الدفاع، على اعتبار أنَّ تندُوف نفسها أرضٌ مغربيَّة، وأنَّ طبقةً سياسيَّة في إسبانيا باتتْ تنادِي بإعادة سبتة ومليليَّة إلى المغرب. وأردف شباط أنَّه ما لمْ يجر الهجُوم فإنَّ المغرب سيظلُّ في نطاق الدفاع، علمًا أنَّ الغرب لا يتعامل إلَّا بالمصالح، ولا اكتراث عندهُ بوجاهة ما يمكنُ أنْ يسَاق منْ حجج ووثائق تاريخيَّة، "الغربُ الذِي يزعمُ الجزع لاحترام حقوق الإنسان والديمقراطيَّة، هو الغربُ نفسهُ الذِي لا يجرؤُ عنْ النبس بكلمة واحدة في وقع الجزائر السياسي، ووجود رئيس البلاد، في غيبوبة موشكًا على الموت". أمَّا الورقة الحقوقيَّة التي تشهرُ في كلِّ مرَّة عبر الدعوة إلى توسيع صلاحيَّات المينورسُو لتشمل مراقبة احترام حقُوق الإنسان فمفتعلة يردفُ شباط، "الغربُ لا تهمهُّ حقوق الإنسان، ولا يركضُ سوى خلف مصالحه، والبترُول والاستثمارات"، حتَّى أنَّ شخصًا مثل رئيس الوزراء الإسرائيلِي، بنيامِين نتنياهُو، خرج، بالأمس، في مسيرةٍ ضدَّ الإرهاب بالعاصمة الفرنسيَّة. وفي إشارةٍ إلى التوتر الأخير بين مصر والمغرب، رأى الأمين العام لحزب المِيزَان، أنَّ الغرب نفسه سعَى إلى الحفاظ على علاقاته ومصالحه على مصر، في حين يخرجُ منْ يروج للانقلاب. شباط هاجمَ حركة التوحِيد والإصلاح، مستغربًا إصدارها بيانًا تدِينُ فيه الهجُوم على صحيفة "شارلِي إيبدُو" الفرنسيَّة، دونما اكتراثٍ أوْ إشارةٍ إلى الرسومات المسيئة لشخص الرَّسول الكريم "انقلبتْ الأمور، فما بتنا نعرفُ المسلم من غيرهم، ولا منْ يكون ذُو المرجعيَّة الإسلاميَّة، ولا منْ هو الصهيونِي". وتطرق الأمينُ العام لحزب الاستقلال، إلى وضعٍ صعب قال إنَّه وقف عليه لدى مقاومِين في الأقالِيم الجنوبيَّة، منهم منْ وهنتْ صحته بعدما فقد أعضاءً وأصيب في الحرب، ولمْ تتم تسوية وضعيته حتَّى اليوم، "ثمَّة أناس قدمُوا الشيء الكثير، ولا يسألوننا اليوم سوى العرفان". وتوقعَ شباط أنْ تظلَّ التعبئة للصحراء معطلَّة ما لمْ تبادر فعاليَّات سياسيَّة من خارج الأغلبيَّة للتحرك، مشددًا على أنَّ لدى الحكومة قناعةً راسخة بأنَّها غيرُ معنيَّة بقضيَّة الصحراء.