دفع موقف صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، بمقاطعة المسيرة التضامنية التي شهدتها أمس العاصمة الفرنسية باريس، للتنديد بالإرهاب والتضامن مع ضحايا سقطوا جراء عمليات دموية بفرنسا، الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان إلى الإشادة بالموقف المغربي. وبعد أن انتقد مدير تحرير جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية ما سماه "المشهد الغارق في السخرية السوداء المرة"، في إشارة إلى تزعم بعض زعماء الدول للمسيرة التضامنية، شدد على أن هناك "نقطة مضيئة لا بد من التوقف عندها احتراما، وهي مقاطعة وزير الخارجية المغربي والوفد المرافق له للمشاركة في "المسيرة التضامنية". ووصف عطوان، في مقال له، موقف المغرب بالشجاع، وقال "كم تمنينا لو أن الزعماء والمسؤولين العرب الذين شاركوا في المسيرة اتخذوا الموقف الشجاع نفسه، ولكن لم تتحقق أي من تمنياتنا السابقة، وربما اللاحقة، عندما يتعلق الأمر بالزعماء والمسؤولين العرب". وعاد عطوان ليشكر موقف الدبلوماسية المغربية بعدم مشاركتها في مسيرة "شارلي" بسبب ظهور رسومات صور معادية للإسلام، ومستهزئة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكتب قائلا "شكرا لوزير الخارجية المغربي على هذا الموقف، نقولها تيمنا بقول الكريم "من لا يشكر الناس لا يشكر الله". وكان بلاغ لوزارة الخارجية المغربية قد أكد سابقا أنه "لا يمكن أن يشارك وزير الخارجية والتعاون، أو أي مسؤول رسمي مغربي في هذه المسيرة التي رفع فيها متظاهرون رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول علية الصلاة والسلام". وقال عطوان إنه عدا موقف المملكة المغربية، فإنه "بعد أن يهدأ غبار عاصفة "التضامن"مع ضحايا "شارلي" الفرنسية، ويذوب "ثلج النفاق" الذي تراكم في مقدمة المسيرة المليونية، وتهدأ العواطف الصادقة والكاذبة معا، ستظهر الحقائق تباعا، الواحدة تلو الأخرى. وشرح الكاتب قوله "معظم المسؤولين العرب والأجانب الذين تقدموا الصفوف هم من أكبر صناع الإرهاب الحقيقي الذي جاءوا لإدانته، والحاضنة الدافئة والمريحة له، بقصد وتعمد أو بغير قصد، ابتداء من بنيامين نتنياهو، ومرورا بأحمد داوود أوغلو، وانتهاء بفرانسوا هولاند وأصدقائه البريطانيين والأمريكان. وأشار عطوان إلى حالة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقال إنه "لم يتزعم مظاهرة واحدة في رام الله، ناهيك عن غزة، تضامنا مع أبنائه ومواطنيه الذين ذبحتهم الطائرات الإسرائيلية، كان الأكثر حماسا في الظهور في مقدمة مظاهرة باريس على بعد أمتار من القاتل بنيامين نتنياهو. واستدرك عطوان بالقول "نؤكد أننا لسنا مع الإرهاب، وأننا مع حرية التعبير، ولكننا لسنا مع حرية الإساءة للأنبياء والرسل، وتطاول المجلة المذكورة على الديانتين اليهودية والمسيحية ورموزها"، مردفا "لا يجب أن يبرر تطاولها ورساميها على الرسول الكريم الذي ضرب مثلا في الرحمة والتسامح حتى مع خصومه".