في الوقت الذي اختارت فيه الحكومة المغربية الصمت في مواجهة التصعيد الإعلامي الذي قادته القنوات العمومية ضد نظام الحكم "الانقلابي" في مصر كما وصفته، خرجت أحزاب المعارضة، لتستنكر تعامل السلطة التنفيذية ومعها الحزب الذي يقود الحكومة مع الموقف الذي فاجأ الرأي العام الوطني. وعقد الأمناء العامون لأحزاب المعارضة الأربعة، حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والإتحاد الدستوري، ليلة الاثنين اجتماعا طارئا خصص لمناقشة موضوع ما اعتبروه "توترا إعلاميا مفتعلا بين البلدين الشقيقين المغرب ومصر". واستغرب زعماء المعارضة "من التوتر المفتعل، على المستوى الإعلامي، في العلاقات بين البلدين الشقيقين، المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، واللذين ظلت تربطهما، على الدوام، علاقة التعاون والاحترام المتبادل"، مؤكدين "على المواقف الثابتة حيال الأوضاع الداخلية لدولة مصر، والتي ترتكز على احترام إرادة الشعب المصري الشقيق، في اختياراته وطموحاته المعبر عنها". بيان صادر عن اللقاء أكد أن "أحزاب المعارضة تعبر عن استهجانها للتعامل الحكومي اللامسؤول مع هذا التوتر المفتعل"، مسجلة أن "موقف الحزب الذي يقود الحكومة مطبوع بالانتهازية والحزبية الضيقة". وأشارت أحزاب المعارضة في هذا السياق، إلى "أن التعامل في مثل هذه القضايا يجب أن يترفع عن المصالح الإيديولوجية والحزبية، ويبتعد عن المزايدات السياسية"، مشددة على أن "الولاء أولا وأخيرا للأوطان وليس للتنظيمات والأحزاب". واستنكر البيان الذي توصلت به هسبريس "توجه بعض الأطراف نحو نشر الإشاعات والاستغلال الإعلامي السيئ، بهدف تسميم الأجواء وزرع البلبلة والفتنة بين المغرب ومصر"، مؤكدة من جديد "عمق العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين قيادة وشعبا، والحرص القوي على تطويرها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية". ودعت أحزاب المعارضة المغربية "الحكومتين المغربية والمصرية إلى الإسراع بتحمل مسؤولياتهما من أجل القيام بكل ما من شأنه إنهاء أسباب التوتر"، مطالبة باتخاذ تدابير ملموسة في جميع المجلات، بما يقوي علاقات التعاون بين البلدين ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وكانت القناة الأولى، في نشرتها الإخباريَّة، ليوم الخميس المضي، قد قالت إن " المشير عبد الفتاح السيسي، قاد انقلابا عسكريا، في الوقت الذي وصفت فيه الرئيس المعزول محمد مرسي بالرئيس المنتخب". تقرير حول الوضع في مصر الذي بثته القناة المغربية الرسمية اعتبر أن مصر ب"عاشتْ منذُ الانقلاب العسكري الذي نفذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمنِي، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه".