إستفاق سكان حي "سان كريستوبل دي لوس أنخليس" بالعاصمة الإسبانية مدريد، على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها فريد الداودي، مهاجر مغربي في عقده الثالث، عثر على جثته متفحمة بشكل كامل . وعن حيثيات الجريمة، التي اهتز لها الرأي العام بوقع بشاعتها، كشف شهود أن الضحية كان رفقة بعض أصدقائه، من ذوي أصل لاتيني، ليل آخر يوم من العام المنقضي، هذا قبل أن يتم قتله وإحراق جثته، مع وضعها تحت حاويتين للنفايات، في محاولة لطمس معالم الجريمة. مقربون من الشاب المغربي الضحية أكدوا أن فريد لم تكن له أي عداوة، كيفما كانت شاكلتها، مع أي كان.. مشددين على إصابتهم بذهول شامل جراء علمهم بالواقعة الأليمة التي نالت من الداودي. يونس الهميوط، وهو صديق الضحية، يقول إنه رأى فريد بمعية شابين آخرين وسط نفس الحي الذي وقعت به الجريمة، وذلك قبيل ساعات من مقتله حين كان فجرا يقصد "مسجد السنّة".. نافيا أن يكون قد حدد هويتي مرافقي صديقه. أمّا زهير منار، وهو أحد المقربين من الشاب القتيل، فقد اعتبر أن الجريمة "لها أبعاد عنصرية صرفة"، لافتا إلى أن تعاطي الشرطة كان ينبغي أن يحتفظ بالحواجز التي وضعتها حول مسرح الجريمة الذي اكتشفت به الجثة، بينما الفريق العلمي الذي عاين موضع الجثة المكتشفة عرضه لضياع الأدلة برفع الحواجز فور نقل الجثمان المتفحم. وطالب عبد الحق العري، بصفته رئيس جمعية دار المهاجر بمدريد، إلى ضرورة تحلي جميع أبناء الجالية المغربية، وأصدقاء الضحيّة، بضبط النفس.. وناشد الكل من أجل انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي باشرتها الضابطة القضائية. للشرطة الوطنية الإسبانيّة. من جهة أخرى، شدد فؤاد العمارتي، المستشار القانوني للقنصل العام المغربي بمدريد، على أن التتبع يطال، عن كثب، مجريات التحقيق الجاري على أمل تحديد دوافعه، وما إذا كانت تمييزية أو عرضية.. بينما شهد الحي الذي عرف الجريمة إنزالا أمنيا استثنائيا لتفادي أي رد فعل عنيف.