قال كريم السباعي، مدير التواصل للشركة الوطنيّة للإذاعة والتلفزة، إن المادّة التي تمّ تقديمها على القناة الأولى، ضمن أولى النشرة الرئيسة للعام الجديد مساء أمس، وهي التي وصف مضمونها وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة ب"الانقلاب"، تعدّ "عاديَة للغاية بتطرقها لمعطيات معروفَة أصلا عن الأوضاع بمصر ومتداولة على نطاق واسع". وأضاف السباعي، ضمن تصريح لهسبريس، أن التعبير عن الموقف السياسي الرسمي، وما إذا كان هناك تغيّر في المواقف تجاه "حكّام مصر الجدد"، يتخطّى صلاحياته المهنيّة.. وزاد أن السلطة الحكوميّة المختصّة، محدّدة في وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، هي التي ينبغي أن يتمّ التوجه إليها لنيل الجواب عن أي سؤال له علاقة بهذا الشأن. وعمد التلفزيون الرسمي المغربي، ضمن تقرير مصوّر يعود إلى ما جرى للإطاحة ب"خلف حسني مبارك"، بثّ دون مواكبته لمناسبة واضحة، إلى الإشارة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ب "المشير الذي قاد انقلابا عسكريا"، في الوقت الذي وصف فيه الرئيس المعزول محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب". من جهة أخرى، كان الملك محمّد السادس، في الثالث من يونيو الماضي، قد بعث برقية تهنئة إلى عبد الفتاح السيسي بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية، معربا عن أحر التهاني وأخلص المتمنيات. ومما ورد ضمن برقية الملك للرئيس السيسي: "أشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث، لقيادته إلى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة، وتقدم وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار". كما أضاف الملك محمد السادس على متن ذات النص الذي توصل به السيسي: "لي اليقين أن ما تتحلون به من خصال رجل الدولة المحنك، ومؤهلات القائد المتبصر، ذي الغيرة الوطنية الصادقة على مصير بلد عظيم كجمهورية مصر العربية، سيكون خير سند لكم للاضطلاع بهذه المسؤولية الجسيمة بكل تفان وإخلاص، وتعزيز دولة القانون والمؤسسات، وتجسيد التزاماتكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أكمل وجه، بما يمكن مصر الشقيقة من تبوئ المكانة التي هي أهل لها، واستعادة دورها الوازن والفاعل إقليميا ودوليا ". فجائيّة بث ذات المادّة الإعلاميّة التلفزيّة، وهي التي تأتي بعد تحركات رسمية عديدة بصمت عليها الرباط دبلوماسيا تجاه القيادة المصريّة الجديدة، ألقت بظلالها على تفاعلات موقع التواصل الاجتماعي فَايسبُوك.. حيث أجمعت غالبية مستعملي فضاء التواصل على وجود "خطب ما بين البلدين".. هذا قبل أن يتم إطلاق العنان لسيل القراءات والتفسيرات. يرى فايسبوكيُّون أن نعت السيسي ب"الانقلابي" من على التلفزيون المغربي الرسميّ، بقناتيه الأولى والثانية، يأتي ل "الردّ على هجومات طالت الملك محمّد السادس عبر قنوات مصرية، انتقدت شاكلة تنقله في عطلة نحو تركيا، خاصّة ما أثير من لدن تلفزيونات الجمهوريّة بخصوص الطائرات المدنية والعسكرية التي قالت إنّها توافدت بكثرة على إسطنبول بالرغم من قلة تعداد أفراد الأسرة الملكيّة".. بينما نشطاء فايسبوكيُّون آخرون عبروا عن كون "مثل هذه الانتقادات بصم عليها منشط تلفزي مصريّ واحد، ولا ترتقي إلى درجة البصم على تحرك تلفزيوني بالمغرب يطال القيادة المصرية الحالية، خاصة وأن مهاجمي الملك قد اعتذروا وتلمّسوا مبرّرات لما قدّموه"، مرتأين بأن وراء الأمر "دوافع أخرى أكبر". "التقارب المصري الجزائري المسجل مؤخرا قد يكون وراء غضب بالمغرب" يقول فايسبوكيّون ضمن بواكر ردود الأفعال المسجّلة، فيما يزيد آخرون أن "الخرجة التلفزيّة المغربيّة ضدّ الانقلابي السيسيّ"، وفق تعبيرهم، ما هي إلاّ "رسالة إلى المنابر المصريّة التي ألفت السخريّة المهاجمة لكل ما هو مغربيّ".. "التلفزيون المغربيّ تعامل مع التلفزات والصحف المصريّة بمنطق معروف من قِبلها، وهي التي لا تكل ضمن بحثها عن أي حالة فرديّة لاستهداف المغاربة وسمعتهم" يقول أحد الفاسبوكيّين المغاربة قبل أن يردّ عليه آخر: "لاَ دَاعي للاستعجَال، يَا خَبَر بفلُوسْ بُكْرَا يِبْقَى بِبلاَشْ".