كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة صباحا وكان الجو رائعا. أذكر بعد ذلك أنه لم يكن هناك ضجيج في الشارع بل كان هناك هدوء. كل الناس في عملهم يشتغلون في احترام متبادل ينم عن احساس بالمواطنة. والقطاعات الاجتماعية بالمغرب تخدم المواطن وتحد من تعاسته .والتعليم فعال يخرج الاكفاء ويستوي فيه الغني والفقير. وقطاع صحي يضمن طبيبا لكل ثلاثين فردا.. الجزائر تقدم البترول للمغرب. والمغرب في تعاون ثنائي مثمر معها حيث الحدود مفتوحة بين البلدين. كما أن المغرب العربي حقق وحدته ولم شمله. كل الدول الاسلامية تساعد بعضها البعض. وكل الدول الاسلامية استرجعت قوتها مثل ما كانت في عهد ابن سينا وابن طفيل وابن رشد وابن خلدون ومثلما كانت في عهد بني العباس من الناحية العلمية والأدبية. لا وجود لعاطل بالمغرب. لا وجود لفقير. الكل يستفيد من حقوقه و يؤدي واجباته باعتزاز كبير. الجامعة المغربية منفتحة على سوق الشغل. والأساتذة يكرمون كل يوم. والتلاميذ يقدمون التحية لهم كل صباح. لا وجود لمشادات كلامية في الشارع النظيف. لا وجود لازدحام في الطرق وفي المحطات الطرقية. كل المغاربة ينعمون بسكن لائق يحفظ كرامتهم. لا وجود للشغب في الملاعب فالمنهزم يبارك الفوز للمنتصر والمنتصر يحترم المنهزم. اذا فشل مسؤول معين في قطاع معين قدم استقالته بمحض إرادته دون أن يصل الأمر الى الاحتجاج أو التظاهر والقتل. الضعيف يعترف بالقوي والقوي لا يحتقر الضعيف. والحاصل على الشهادة الجامعية لا يخشى الامتحان. والدولة تضمن تكافؤ الفرص. القنوات العربية تخلت عن معجم القتل والضرب والتهديد والاغتصاب والقمع والاضطهاد وانحازت الى لغة السلم والسلام. والعالم العربى استرجع قوته ولم يعد خاضعا لأي سلطة غربية. ولم يعد المسلم يقتل أخاه. ...بعد هنيهة وجدت يدا تضربني بلطف وأنا اسمع: استيقظ. استيقظ. استيقظ. لقد حل الصباح