سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على التطورات التي تشهدها عدد من بؤر التوتر في المنطقة العربية ، في مقدمتها فشل عملية السلام في الشرق الأوسط بسبب الانحياز الأمريكي الدائم لإسرائيل ، وتنامي أعمال العنف في العراقوسوريا ، وتواصل حالة الانفلات الأمني في اليمن وليبيا ، علاوة على تطرقها لعدد من القضايا ذات الطابع المحلي. ففي مصر، أبرزت صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان " الأمن والحرية والتنمية.. المخرج للأزمات العربية" أن عام 2014 يطوي صفحاته اليوم على مشهد عربي مثقل بالأزمات والجراح في العديد من جنباته، لا تبدو في الأفق أي بوادر في إمكان حلها وتسويتها سلميا، ووقف دوامة العنف والقتل والتدمير المستعرة منذ سنوات في العديد من الدول العربية، خاصة سورياوالعراق واليمن وليبيا". وقالت إن "الصراع في العراق يرتكز في جزء كبير منه على الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة، وبين الإرهاب الذي تمثله التنظيمات الدينية المتطرفة وبين الدولة المركزية، وفى اليمن يرتكز الصراع في جزء كبير منه على الصراع الشيعي السني، وعلى الصراع بين التنظيمات الدينية والدولة اليمنية، وفى سوريا نفس الثنائية بين النظام والمعارضة التي تلعب التنظيمات الدينية دورا كبيرا فيها، وكذلك الحال في ليبيا". وأبرزت أن ثورات الربيع العربي أثارت إشكالية مدى إمكان التعايش بين الإسلام السياسي، والتيارات المدنية ومفهوم الدولة الديمقراطية، مشيرة إلى أن "الاختلاف الفكري والإيديولوجي لكل طرف ونظرته إلى مفهوم الديمقراطية أدى لتحول الصدام السياسي إلى الصدام العسكري وفقا لمنطق المباراة الصفرية". وترى الصحيفة أن "الأزمات في العراقوسوريا واليمن وليبيا لن تحل دون التوافق والتفاهم بين كل أبناء هذه الدول، على كل اختلافاتهم السياسية والطائفية، على المستقبل والمصير المشترك، والحفاظ على وحدة الدولة وحماية مؤسساتها العسكرية والاقتصادية والانحياز لمطالب الشعوب، وتكريس الديمقراطية الحقيقية التي تستوعب الجميع في بوتقة الوطن، وأن تتحول بنية الصراع من التقاتل على السلطة ونفى الآخر، إلى التنافس على التنمية والتقدم إلى الأمام، وتكريس القناعة أن الكل في مركب واحد إما أن يغرق أو ينجو بهم جميعا". وفي الشأن المحلي ، قالت صحيفة (الوفد ) في مقال بعنوان " التنمية والتزايد السكاني" إن " التنمية الاقتصادية تعد عاملا أساسيا ورئيسيا في حل أزمة الانفجار السكاني الذي تعرفه مصر ولذلك اهتمت الدول بوضع الخطط التي تهدف إلي تأمين الغذاء والاستفادة من التكنولوجيا الزراعية لرفع مستوي الإنتاجية". وترى أنه لابد أن يكون هناك اهتمام بالغ بالتنمية الاقتصادية والبشرية، بما يتوافق مع ظروف المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد من سعي نحو البناء الذي يسير الآن حتى تتحقق النهضة المنشودة في مصر الجديدة". واعتبرت صحيفة ( الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "المشاريع القومية.. المستقبل" طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المشاريع القومية الكبرى طريقا للانطلاق بمصر إلي مصاف الدول المتقدمة وهدفا لرفع مستوى معيشة الشعب ". وأكدت أن "مصر وهي تدخل عام الأمل في 2015 مصممة علي تنفيذ هذه المشاريع وفي مقدمتها مشروع قناة السويسالجديدة الذي شاركت فيه مختلف الفئات الشعبية بمدخراتها من أجل مواجهة التحديات وتحقيق المعجزات". وتحت عنوان " تجربة مصر وتونس تجربة رائدة " قالت صحيفة الأخبار إن " مصر علي موعد مع الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق وهو انتخاب البرلمان الجديد خلال الربع الاول من عام 2015 وبذلك يستعيد الشعب المصري كل استحقاقاته ويتجه بسرعة نحو الديمقراطية والبناء بمشاركة كل المواطنين لبناء دولة حديثة قوية قادرة علي زعامة امتها العربية". وأكدت أن " ما حدث في مصر وتونس ستمتد آثاره قريبا جدا إلي باقي الدول العربية التي تعاني من جماعات العنف والتطرف الخارجة عن الدين الحنيف، معربة عن أملها في أن تستعيد العراقوسوريا واليمن وليبيا أمنها واستقرارها والتفاف شعوبها حول قضاياها الوطنية خلال العام الجديد. و في قطر، تحدثت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان " قضية السلام والتحرك الفلسطيني المشروع" عن المنعطف الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية ووصفته ببالغ الخطورة، وذلك نظرا لتكثف الخطوات المضادة من جانب الطرف الإسرائيلي لعرقلة التحركات الراهنة للفلسطينيين من أجل الحصول على حقوقهم العادلة والمشروعة. يحدث ذلك ، تقول الصحيفة، وسط تداعيات تثير القلق، من بينها أن واشنطن أبدت بشكل علني معارضتها لمشروع إنهاء الاحتلال الذي تقدمت به فلسطين في الأممالمتحدة، مشيرة إلى إعلان واشنطن رفضها التحركات الفلسطينية لطرح مشروع القرار الذي يحدد موعدا نهائيا لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مجلس الأمن. وأكدت أن هذا الوضع يتطلب التعجيل بخطوات عربية وإسلامية أكثر قوة لمؤازرة الفلسطينيين، مضيفة انه ينبغي على المستوى الداخلي أن تتسارع خطوات تحقيق وتعزيز وحدة الصف بين جميع الفصائل الفلسطينية. وفي موضوع ذي صلة ، قالت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان "قطر.. مواقف ثابتة من دعم القضية الفلسطينية" إن قطر لا تفوت مناسبة دون التأكيد على دعم القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب قادتها المناضلين في غزة ورام الله والقدس المحتلة، تعبيرا عن التضامن مع حقوقهم المشروعة في الخروج من نير الاحتلال الإسرائيلي. وبعد أن تحدثت عن مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمته المجموعة العربية لمجلس الأمن التي تتوقع دون شك "فيتو" أمريكا، أكد الصحيفة " أن مجرد تمرير القرار سيبعث رسالة صادمة لإسرائيل مفادها أن بقاء الاحتلال لم يعد مستساغا لا عربيا ولا دوليا(..)، وأنه حان الوقت لأن تجد القضية طريقها إلى الحل، وإلا فالقادم أسوأ". أما صحيفة (الراية) فتحدثت في افتتاحيتها عن الانجازات التي حققتها قطر في السنة التي تنقضي اليوم وقالت "إنه يحق لكل قطري ومقيم على هذه الأرض أن يفخر بما حققته دولة قطر من نهضة عملاقة ونجاحات حققت الرخاء والأمان والتي توزعت على كافة المجالات والأصعدة" . وبالإمارات، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الولاياتالمتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو)، بشكل استباقي على مشروع القرار العربي بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حتى قبل أن يعرض رسميا على مجلس الأمن، وذلك من خلال التعبير عن رفضها للمشروع لأنه لا يلبي احتياجات "إسرائيل" الأمنية، ولأنه يتضمن "مواعيد عشوائية" لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. واعتبرت الصحيفة أن هذا "الفيتو" الاستباقي، هو في واقع الأمر "هجوم استباقي أمريكي لتبديد الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإعلان عداء صريح وعلني لهذه الحقوق، ودعم لا لبس فيه لاستمرار الاحتلال والتهويد وإقامة المستوطنات" . وشددت الافتتاحية على أن الأمر يتعلق ب"موقف عدائي واضح ومكشوف للفلسطينيين والعرب والشرعية الدولية، ويكشف الحد الذي بلغه انهيار القيم الأخلاقية في الممارسة السياسية، وخصوصا عندما تذعن دولة كبرى لهيمنة لوبيات صهيونية نافذة، وتسيطر على قرارها، في لقاء خبيث بين العنصرية والاحتلال والعدوان، وبين قوة إمبراطورية غاشمة تحاول تطويع إرادة الشعوب وقهرها ". بدورها ،انتقدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، الانحياز الأمريكي الدائم لإسرائيل، مؤكدة أن موقف واشنطن " يعمي الدبلوماسية الأمريكية عن الصواب، ويبعدها أميالا عن الموضوعية، ويجعل مواقفها ومبادئها محل شك". وشددت على أن المغالطات الأمريكية أصبحت لا تليق بمكانة "دولة تقول إنها عظمى، وهي تعلم أن لمثل تلك المكانة مسؤولية دولية لحفظ السلام ورعاية الأمن بإعادة الحقوق الكاملة لفلسطين والفلسطينيين". وأضافت أنه كان من الأجدر أن تساهم الدبلوماسية الأمريكية بإضافات لمشروع القرار العربي بخصوص إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وليس رفضا له بحجج واهية ومغالطات بائنة تقلل من حجم واشنطن السياسي والدبلوماسي في العلاقات الدولية، وهو ما "نشهد آثاره تحدث تدريجيا في عالم اليوم، حيث تتغير الموازين ولو ببطء، وتتبدل المواقع ولو على مدى ربع قرن". من جهتها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها للمجازر الوحشية التي يرتكبها تنظيم (داعش) في العراق، مشيرة إلى إعلان اعتبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق من خلاله أن 2014 هو أكثر الأعوام عنفا ووحشية بسبب جرائم التنظيم. وأبرزت أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها "العصابات الإرهابية" تجاوزت ثلاثة ملايين انتهاك، في رصد مرعب ومخيف لأوضاع العراقيين، التي على يبدو ستزداد سوداويتها، ولن تتحسن على المدى القريب، لتضيف مأساة جديدة على مآسيهم التي يعيشونها منذ سنين. و في اليمن ، دعت صحيفة ( الثورة) إلى وضع حد لحالة الانفلات الامني التي تشهدها البلاد ، مؤكدة أنه يتعين على جميع الفرقاء أن يدركوا "مدى خطورة تلك الممارسات والأحداث المتعاقبة التي تسببت في عرقلة عجلة التنمية والتطور في اليمن (..) وأن الفرصة ما زلت متاحة لتجاوز أخطاء الماضي الذي سبب الأوجاع والآلام والأحزان والمآسي". وكتبت الصحيفة في مقال لها " أن الولاء الوطني الحقيقي يتجسد في القول والفعل ، بمعنى أنه يتوجب على أطراف العمل السياسي في اليمن أن تتحد في مواجهة مخاطر تهدد الأمن القومي، وتختلف في برامج العمل والسياسات الاقتصادية وغيرها"، مبرزة في هذا السياق أن الاختلاف "مشروع حين يكون في النظريات الاقتصادية والبرامج، ويكون جريمة حين يتحول الصراع بين القوى السياسية إلى الاستخدام المفرط لكل أنواع الأسلحة وإزهاق أرواح البشر". أما صحيفة ( نيوز يمن) فنشرت أبرز مضامين البيان الذي أصدرته أمس رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، بتينا موشايت ،عن واقع حقوق الانسان في اليمن، حيث شددت على أن الحكومة اليمنية الجديدة "لن تستطيع تقديم خدماتها للمواطنين ، في ظل وجود نزعات مسلحة بالبلاد"، مؤكدة أن النزاعات المسلحة في اليمن "تعد العقبة الأكبر أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية". كما أكدت موشايت ، تضيف الصحيفة ، "أن دعم المانحين الدوليين لليمن لا يمكن أن يسهم في إحداث تغيير لحياة الناس للأفضل"، في ظل وجود النزعات ، مبرزة أنه بوجود حكومة جديدة "فإن اليمن مستعد لاستئناف انتقاله السلمي مع الإدراك الكامل لتجنب البدائل الكارثية". من جهتها ، توقفت صحيفة (الأولى) عند تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا سلطان العتواني، مستشار الرئيس اليمني ،وأكد من خلالها ، أن مسلحي جماعة تنظيم (أنصار الله) التابع لجماعة الحوثي من جهة ، وتنظيم (القاعدة) من جهة أخرى، يمارسان "حرب إبادة" ضد اليمنيين، مشيرا إلى أن " المظاهر المسلحة انتشرت كالجراد في البلاد، عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء". و لاحظ العتواني ، تضيف الصحيفة ، أن "بروز تنظيم (القاعدة) كثيرا في الوقت الحالي، كان بسبب تمدد الحوثيين إلى محافظاتò عدة، بعد سيطرتهم على صنعاء، في سبتمبر الماضي". وفي البحرين، كتب رئيس تحرير صحيفة (الوطن) أن أطراف عدة تحاول مجددا اختبار الديمقراطية البحرينية من أجل التأكد من استمرار نفوذها السياسي، والتأكد من تأييد الجماهير لها، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تمكنت فيه الدولة من بسط سيادتها وفرض هيبتها على الجميع، "يظهر من يهدد ويتوعد الدولة وهيبتها إذا تم المساس بإحدى الشخصيات السياسية أو الدينية اعتقادا بأن هذه الخطوة من شأنها المساس ب(الطائفة) أو (المذهب) أو (الدين)..". وشددت الصحيفة في مقال بعنوان "اختبارات الديمقراطية"، أن اختبار الديمقراطية أمر ممكن ولكن عبر القنوات الدستورية، لا عبر المواجهات السياسية التي دائما ما تنتهي بالفشل، معتبرة أن الاختبار الذاتي للديمقراطية ظاهرة إيجابية إذا كان الهدف منها التأكد من قوتها وعمقها ومدى استقرارها وقدرتها على تجميع المصالح والمطالب المختلفة في عملية معقدة تمثل جوهر الديمقراطية، ولكنها "تتحول إلى ظاهرة سلبية منبوذة تتطلب مواجهة حقيقية وصارمة عندما يتعلق التحدي بالوجود الكياني لها". وفي مقال بعنوان "رسالتنا إلى النواب الجدد"، كتب رئيس تحرير صحيفة (أخبار الخليج) أنه على هؤلاء النواب ألا ينسوا مطالب الناس التي كانت وراء مجيئهم إلى البرلمان، ومنها بالأساس الارتقاء بخدمات التعليم، والصحة، والإسكان، وتوفير فرص العمل، وبناء الاقتصاد الناجح، وقبل هذا كله وبعده تحقيق الأمن والاستقرار، لأنه من دون أمن واستقرار، وسلام، وحكم القانون، لا يمكن أبدا تحقيق أي من الأهداف والتطلعات. وأضاف أن النواب الجدد مطالبون بأن ينحوا جانبا أي اعتبارات طائفية وأي تأثير لهذه الاعتبارات، وبأن لا ينساقوا وراء أي إغراء أو رغبة لتكوين تكتلات يكون هدفها عرقلة إستراتيجية الدولة او إثارة اللغط والشكوك حولها، متسائلا عما إذا كان لديهم من الشجاعة والقدرة والإصرار كي يعبروا بالوطن إلى بر الأمان، وأن تخرج البحرين خلال السنوات الأربع القادمة من عمر البرلمان الجديد أكثر قوة ومنعة وحكمة ورشدا.. على صعيد آخر، قالت صحيفة (الأيام) إن القمة الخليجية الأخيرة أحيت بنجاحها بعض الآمال في استعادة مجلس التعاون الخليجي لدوره الحيوي في بناء الوحدة والتنمية والازدهار لأبناء المنطقة، وتجديد الحلم الخليجي الدائم في قيام الاتحاد الخليجي، وتوفير المقومات الموصلة له في أقرب وقت ممكن. وأبرزت الصحيفة أهمية الحفاظ على الكيان الخليجي العربي موحدا، والحاجة إلى جعل الثقافة والنخب الثقافية والفكرية والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين في صلب بناء هذا الاتحاد، والدور المطلوب من المثقف والمكانة التي يجب أن يحظى بها في قلب الكيان الخليجي الموحد، فكرا ورؤية وإنجازا، حيث "لا يعقل أن يظل المثقف في المقاعد الخلفية، فمكانه الطبيعي أن يكون في المقدمة (...)". وفي قراءتها للمشهد السياسي في لبنان، كتبت صحيفة (البلد) بأنه و"رغم كل الجلبة الدبلوماسية والسياسية وزحمة المواعيد للزوار العرب والأجانب، يقفل العام 2014 على انعدام الحلول مع تسجيل بوادر أمل بانفراجات مطلع العام الجديد لجهة استئناف الحوار في جولة ثانية بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) وما له من تداعيات على تنفيس الاحتقان و"ضبط الشارعين" وكذلك انطلاق الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، مشيرة الى أنه من "المتوقع أن يكون لنجاح هذين الحوارين في مراحل متقدمة تأثيرات ايجابية على مسار الاستحقاق الرئاسي". وفي ذات السياق كتبت (الجمهورية) "مع سقوط آخر ورقة من روزنامة سنة 2014، تنتقل تركتها الثقيلة من ملفات كبرى عالقة إلى السنة الجديدة، لتجعلها سنة الملفات والاستحقاقات الكبرى، والتي يتصدرها ملف الاستحقاق الرئاسي بما له وما عليه، وبكل أبعاده وخلفياته المحلية والإقليمية والدولية، إذ يعول أن يكون إنجازه فاتحة المعالجة لبقية الملفات الداخلية العالقة، وفي مقدمتها ملف قانون الانتخاب والانتخابات النيابية، وللتصدي لكل تداعيات الأزمات الإقليمية على لبنان". إلا أن "الأمن ومكافحة الإرهاب"، تبرز الصحيفة، و"اللذين كانا محور الاهتمام والمتابعة طوال السنة التي يودعها اللبنانيون نهاية هذا النهار، سيظلان يحتلان الأولوية المطلقة، على اعتبار أن الأمن السليم يؤمن الحياة السياسية السليمة، وبالعكس"، مضيفة أن "قضية العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية ستكون هي الأخرى أيضا في رأس الأولويات السياسية والأمنية للوصول بها إلى الخواتيم السعيدة". في سياق متصل ، علقت (الأخبار) بأن "مقاتلي (داعش) يتسلون في أحراش عرسال، يطالبون بإعلان الجرود (الأحراش بين لبنان وسورية) منطقة عازلة، ما عجزوا عن أخذه بقوة السلاح يريدون الحصول عليه بالابتزاز، ورقة قوتهم الجنود الرهائن، وتسرب مقاتلي المجموعات الأخرى إليهم، ومعلومات تشير إلى قرب هيمنتهم التامة على ملف المخطوفين برمته". من جانبها، اعتبرت (السفير) بأن ملف العسكريين المخطوفين "لا يزال أسير الاستعراضات والعروض الملتبسة، فيما ملف سلامة الغذاء (ينضح) كل يوم بمزيد من الفضائح المتدحرجة في كل الاتجاهات، وصولا إلى إهراءات (مخازن) القمح في مرفأ بيروت، والتي تحول محيطها إلى (ملاذ) آمن للجرذان والطيور!". وخلصت إلى أنه "يبدو أن الآتي أعظم، مع توقع إعلان وزير الصحة وائل أبو فاعور اليوم الأربعاء عن أسماء مطاعم فخمة في وسط بيروت، غير مطابقة للمواصفات الصحية، ضبطت بالجرم المشهود في مطابخها".