أوردت صحيفة "إلباييس" الإسبانية خبرا عن شاب مغربي يقيم بإسبانيا يدعى حسن وهو اسم مستعار، كان قد سافر إلى إحدى دول أوروبا الوسطى على أساس أنه يبحث عن عمل، ليكتشف فيما بعد أنه ينشط في صفوف جماعة إرهابية تطلق على نفسها "جنود الإسلام"، وفق تصريح صديقته المغربية المسماة فاطمة القاطنة بمدينة برشلونة الإسبانية للصحيفة. وأكدت فاطمة أنه في ال21 من شهر شتنبر وبالضبط أثناء تناولها لوجبة غداء، اتصل بها حسن عبر "الوتساب" ليودعها ويخبرها بأنه جاهز للسفر إلى سوريا، موردة أنه بعد إنهاء المحادثة معه قامت بالاتصال هاتفيا بأمها التي تعرف الكثير ممن ينشطون في صفوف التيارات الراديكالية لتخبرها بما جرى وهي في حالة من الذعر والصدمة. كما أوردت فاطمة أنها في البداية لم تتعامل مع كلامه بمحمل الجد، لكنها أدركت أخيرا خطورة ما كان يحكيه، فيما حاولت هي وأمها إخبار شرطة إقليم كتالونيا (لوص موصوص دي اسكوادرا) بما وقع، حيث طلب منها تسجيل المكالمة التي جمعتهما. وفي اليوم الذي كان ينوي فيه حسن المغادرة، تحكي فاطمة، لم ينم الليل كله، ووفق حديث صديقها فإنه لن يحمل معه جواز السفر، كونهم يحصلون على بطائق تعريفية مزورة، مؤكدا لها أنها ليست المرة الأولى التي يذهب فيها إلى سوريا، كلام جعل صديقته تشك في غياباته المتكررة لمدة طويلة، كما أنها تطرقت لتواصله الدائم بالجماعات الجهادية خصوصا بعدما بدأ ينهج سلوكات غريبة تبين مدى تأثيره بالأفكار الراديكالية على حد قولها. كما قامت شرطة كطالونيا بالاستماع لحكايتها وقراءة رسائله عبر الهاتف، وتصفح صوره مع أصدقائه، كما دعوا الفتاة إلى اتخاذ الحيطة والحذر منه. ووفق محادثة حسن لصديقته فاطمة فإنه "كان ذاهبا في يوم من الأيام لشراء سكاكين من أحد المحلات فإذا ببائع في المحل يقنعه بأن يرافقه إلى مسجد، وهناك تعرف على أصدقاء آخرين يتبنون الفكر الجهادي، ما جعله ينساق في ظل غياب أسرة تحميه وتبعده من مثل هذه الأفعال تقول المتحدثة. وتحكي أم الفتاة للجريدة بأن حسن "وصل إلى اسبانيا رفقة 17 من أصدقائه على متن قارب للموت وآخرون عبر شاحنات لنقل السلع، وعند وصوله إلى اسبانيا توجه مباشرة إلى مدينة برشلونة حيث يوجد أحد أصدقائه ممن كان يعرفهم في المغرب" وزادت "هم لا يشتغلون وأغلبيتهم يمتهنون السرقة، وحسن يشكل طرفا منهم" تقول الأم لصحيفة "إلباييس". وأضافت أم فاطمة بأن من "كان يقودهم في هذا التوجه الراديكالي كان يلقبهم ب"جنود الإسلام"، وكانت تصرف عليهم أموال مهمة، وهذا كان يغريهم، فهم يلتقطونهم كالطيور، ومحادثاته مع صديقته تثبت ذلك فهو يقول لها أنه الآن أصبح ممكنا أن يرتدي الملابس الغالية، كما لا يتوانى في إرسال صور ما كان يشتريه، ليبين لها كيف أن وضعيته المادية تغيرت تماما، وأنهم بخير وعلى خير يأكلون ما يشتهون ويرتدون أغلى الماركات العالمية" وفق تصريحها. وفي اتصاله الأخير، أكد حسن لصديقته أنهم تسلموا بطائقهم المزورة قصد التوجه لسوريا، وأنهم يتواجدون في مكان ما باسبانيا لخوض التداريب ولتعلم فنون القتل والتفجير، مؤكدا أنه سيموت في سبيل الله وهذا شيء يسعده ويرضي الله. وقد سبق لوزير الداخلية باقليم كتالونيا رامون اسبدلير أن قال في تصريح له على خلفية إلقاء القبض ببلغاريا على ثلاث مواطنين مقيمين بكتالونيا، إن "لوص موصوص "على علم بحالة 20 شخصا ممن كانوا قد غادروا اسبانيا نحو أحد دول الشرق الأوسط للانضمام لصفوف "الدولة الإسلامية" المعروفة بإسم "داعش".