بعد تعيينكم وزيرا أول أود أن أقدم التهاني بهذه المناسبة الجديدة في تاريخ المغرب الحديث بمعنى أنكم أول وزير أول عين من رحم الإنتخابات لتتحملوا المسؤولية التامة في إطار حكومة تقسم بالله على أن تخدم البلاد والعباد وتحقق المواطنة التامة لجميع المغاربة دون استثناء . السيد الوزير الأول , لا تنزعج من القيل والقال وغضب الشارع فأنت اليوم وزيرا أول واللي بغ هو هداك واللي ما بغاش إضرب راسو مع الحيط فعلا ماذا تفيد الإحتجاجات فسواء رضي الشارع أم لم يرض فأنت وزير أول أنت رئيس الجوقة الحكومية اليوم , تشاور مع الأحزاب وغير الأحزاب وانتقي الأفراد الذين سيعينونك على ثقل المهمة الجديدة لكونها أصعب من المهمة القديمة كوزير بدون حقيبة (...) فأنت ما شاء الله مكلف الآن بهمة الحقائب كلها , وحتى نكون على بينة من الحديث فنحن لا نتحدث عن حقائب السفر والمحطة الطرقية والكرسونات , إننا نتحدث عن المهمة الوزارية والبرامج التي ستخلص المغاربة من شر البرامج القديمة برامج هادفة ترقى بالبلاد والعباد , برامج توفر الخبز الكافي وليس الحافي برامج توفر السكن اللائق والصحة والعافية برامج تقضي على المحسوبية والزبونية وتضرب على أيدي المتلاعبين والخونة , برامج تعطي لكل حق حقه , برامج تعيد المقاومة والنضال لجميع المواطنين المغاربة . السيد الوزير الأول : بيني وبينك اللي اعطى الله عطاه , فأنت اليوم السي السيد كما يقول إخواننا المصريين فقضية " النجاة " التي اقترن اسمك بهذه الفضيحة بإمكانك اليوم تسويته فلا يعقل أن تبقى هذه البصمة في تاريخ نضالك الطويل فماذا يعني 30 ألف مواطن , لا شيء ! المهم أن تسكت الأفواه المفتوحة وتخرس ألسنتهم بتشغيل المتضررين حينها تبدو الصورة مبشورة ولا أحد يشكك في الرجل المناسب في المكان المناسب . السيد عباس : نعرف بأن أطر ومناضلي حزب الإستقلال يكنون لك الإحترام والتقدير وأكدوا ذلك يوم الإقتراع حيث كان الفوز حليف اللون الوردي لكن هذا لا يشفع إلا إذا كرستم سياسة التصحيح والتغيير وقلصتم عدد الوزارات وأنهيتم ما سارت عليه الحكومات السالفة لأن الذي يحدث في تاريخ المغرب الحديث هو تصفية الحسابات وكلما صعدت حكومة إلا واقترحت قوانين جديدة مما يجعل البلاد تبدأ من نقطة الصفر وهكذا تضيع مصالح الأمة في حين يغتني السادة الوزراء ويكرمون . السيد عباس الفاسي : إذا تفضلتم دعني أتحدث معك كصديق وليس وزير , فبلادنا بلد الخير , دعنا من قضايا الجفاف والأزمات فكلنا يعرف البلاد فالثروة البحرية ما شاء الله والفلاحية مزدهرة في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب لكن اللامعقول أن تحتكر هذه الثروة من قبل بعض قادة الأحزاب وبعض العائلات التي كيهرس إسمها الصخر والحجر فالشعب المغربي شعب طيب مسامح متسامح لكنه عايق أفايق أمعندوا ما يدير . أنتم الذين بإمكانهم العمل من خلال مهمتكم كوزير أول , عليكم أن تتجندوا لإصلاح القضاء وتوفير الشروط اللازمة للعمل أوان لنصرة المهمشين والمقصيين والطبقة الفقيرة وإعادة تأهيل الجميع إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا فلا يعقل للدول الأقل من المغرب مجاعة أن تصبح من الدول الديمقراطية والراقية . السي عباس قبل أن أختم رسالتي أود أن أقول لك بأني لا أرى في الأحزاب خيرا أكثر ما أرى في رجالات هذا البلد خيرا والمغرب يزخر بطاقات شابة تنتظر الفرج القريب لتخدم البلاد دون يمين ولا يسار بل من أجل المصلحة العامة يسقط الإنتماء وتختلط الألوان وبما أن الملك هو الذي عينك وزيرا أول فما علينا إلا السمع والطاعة. للرد والتعبير [email protected] حسن أبوعقيل - صحفي ""