انقطعت أخبار المغربي صديق سباع منذ مغادرته هولندا متوجهاً إلى بلده الأصلي يوم الخميس الماضي.. هذا ما أفاد به محاميه الهولندي فيلب شوللر، وما أكدته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وكان سباع قد اعتقل مع مجموعة من أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من أصل مغربي، والرابع صومالي، صيف العام الماضي بتهمة الإرهاب، بعد عودتهم إلى هولندا من رحلة إلى كينيا. واتهمت السلطات الهولندية الرجال الأربعة بأنهم كانوا ينوون الالتحاق بمعسكرات للإرهابيين في الصومال. ويؤكد المحامي شوللر أن النيابة العامة لم تتمكن، بعد عام كامل من التحقيق، من تقديم أي دليل على اتهاماتها لموكله بالإرهاب. ويوضح المحامي أن موكله كان في رحلة سياحية عادية إلى كينيا، ولا تربطه صلة بأية نشاطات إرهابية، وأنه هو ورفاقه كانوا يسافرون عبر الطرق السياحية المعتادة بصحبة مرشد سياحي. ورغم عدم ثبوت تهمة الارتباط بتنظيم إرهابي على السيد سباع فقد قررت سلطات الهجرة الهولندية ترحيله إلى المغرب. وقد رفضت المحكمة هذا القرار، وأمرت بوقف إجراءات الترحيل، بسبب احتمال تعرض السيد سباع للتعذيب أو لمعاملة غير إنسانية في المغرب. وبانتظار حكم نهائي في القضية، تقرر احتجاز المغربي البالغ من العمر 23 عاماً في السجن الخاص باحتجاز الأجانب الذين ينتظرون الترحيل. لكن صديق سباع قرر الأسبوع الماضي العودة بشكل طوعي إلى بلاده الأصلية "لأنه لم يعد يطيق النظام الصارم في السجن"، على حد قول المحامي. وفي حديث لإذاعة هولندا العالمية أوضح المحامي، فيلب شوللر، أن موكله كان يمتلك أوراق إقامة قانونية في هولندا منذ ثلاثة عشر عاماً. ومع ذلك فقد قررت السلطات الهولندية سحب الإقامة منه، لأن جهاز الاستخبارات الهولندي اعتبر أنه "يشكل خطراً على النظام العام". ومنذ سفره إلى المغرب يوم الخميس، الرابع من نوفمبر الجاري، انقطعت أخبار صديق سباع، وبقيت عائلته في مدينة تازا، الواقعة شرقي البلاد، تنتظر وصوله دون جدوى. وفي حديث هاتفي مع إذاعتنا أوضح السيد محمد البوكيلي من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومقرها الرباط، أن جمعيتهم قد تلقت في وقت سابق رسالة الكترونية من محامي السيد سباع، يشرح فيها حالة موكله، ويبلغهم برغبته في أن يُرحّل إلى المغرب وأنه مستعد للمثول أمام القضاء المغربي للتحقيق معه في تهمة الصلة بالتنظيمات الإرهابية. ويضيف السيد بوكيلي: "تشاورنا في الجمعية حول الأمر، ثم أرسلنا جواباً إلى المحامي الهولندي ننصح فيه المواطن المغربي بالعدول عن قراره، وحذرناه من احتمال عدم حصوله على محاكمة عادلة في المغرب." وبالرغم من هذا التحذير فقد استقل السيد سباع الطائرة متوجهاً إلى الدارالبيضاء، ويفترض أن يكون قد وصلها على الساعة الثالثة عصر يوم الخميس. وحول هذه النقطة يقول الناشط محمد البوكيلي: "نحن في الجمعية المغربية لا نستطيع أن نؤكد إن كان قد اتخذ قرار العودة بشكل طوعي تماماً، أم انه تعرض لضغوط عندما كان في السجن الهولندي." ويضيف السيد البوكيلي قائلاً "اتصلت بنا عائلة المواطن صديق سباع وأبلغونا أن ابنهم لم يصل. وقالت العائلة إنهم سألوا عنه لدى السلطات الأمنية في مطار الدارالبيضاء، وإن هذه السلطات أخبرتهم في البدء بوجوده، ثم تراجعت عن ذلك. ويوم الثلاثاء جاء والده إلى مقر الجمعية وأودع لدينا نسخة من بلاغ كان قد قدمه للشرطة عن اختفاء ابنه، وطلب منا أن نفعل ما نستطيع لمعرفة مصير الابن." في الحالات المشابهة، يقول السيد البوكيلي، تقوم الجمعية بمخاطبة وزارة العدل، وجهات رسمية أخرى ذات علاقة، وهو ما بدأت الجمعية بفعله في هذه الحالة أيضاً. وتوقع البوكيلي أن تكون السلطات الأمنية المغربية قد احتجزت المواطن سباع فور وصوله إلى الأراضي المغربية، لغرض التحقيق معه حول صلاته المزعومة بالتنظيمات الإرهابية. ويقول الناشط الحقوقي "إن ما يهمنا في هذه الحالة هو ضمان أن يتلقى المواطن معاملة إنسانية وأن يحصل على محاكمة عادلة في حال توجيه تهم له". لكنه استدرك بالقول "من الواضح أن شروط المحاكمة العادلة قد انتهكت من البداية ما دام قد احتجز في مكان مجهول، ولم يسمح له بالاتصال بمحاميه في هولندا، ولا بأسرته في المغرب." *إذاعة هولندا العالمية