اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بجملة من المواضيع من أبرزها الإعلان المفاجئ للمصالحة التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكيةوكوبا بعد خمسين عاما من الصراع. ففي إسبانيا، وإلى جانب القضايا المحلية، شكل إعلان قرار تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا أمس الأربعاء من قبل قائدي البلدين أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الخميس. وهكذا أوضحت صحيفة (إلباييس) أن الأمر يتعلق ب"نهاية الحرب الباردة" في أمريكا بعد 53 سنة، وأن الخصمين التاريخيين دشنا عهدا جديدا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن الحصار المفروض على كوبا فشل، وأن واشنطن تأمل في أن تعزز بهذه المبادرة مكانتها في منطقة أمريكا اللاتينية. من جانبها، ذكرت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "الولايات المتحدة وكوبا تهدمان جدارهما" أن البابا فرانسيس لعب دورا رئيسيا في وضع حد للحصار المفروض على هذا البلد، وأن "أحد الجدران الأخيرة المتبقية من الحرب الباردة بدأ هدمه"، مبرزة أن "الولايات المتحدة وكوبا بدأتا أولى الخطوات نحو تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما". وأوردت اليومية، في هذا السياق، رد فعل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، الذي رحب فيه بالاتفاق قائلا إنه "إذا تم احترام الديمقراطية فإن مستقبلا أفضل سيفتح أمام كوبا". وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "الولايات المتحدة تنفتح على كوبا" أن البلدين استأنفا علاقاتهما بعد 18 شهرا من الاتصالات السرية وذلك بتشجيع من البابا فرانسيس. ومن جهتها أوضحت صحيفة (لا راثون) أن اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم الكوبي راؤول كاسترو بشكل متزامن بداية تطبيع العلاقات بينهما يشكل تحولا تاريخيا في العلاقات بين البلدين. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بعدد من المواضيع كان أهمها عودة الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية الأمريكية الكوبية بعد قطيعة دامت سنين ، وإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن بدء عهد جديد بين واشنطن وهافانا ، بفتح سفارتي البلدين في الأشهر القليلة المقبلة. وكتبت صحيفة (شبيغل أولاين ) في تعليقها تحت عنوان " أوباما وكاسترو يعيدان كتابة تاريخ العلاقات " مشيرة إلى أن هذا الحدث سيحرك الأقلام بصحف العالم بأكمله. من جانبها كتبت صحيفة (فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ) أن أوباما وضع لبنة جديدة في العلاقات بعزمه رفع الحظر على كوبا الذي فرض عليها منذ سقوط جدار برلين أي منذ ربع قرن مشيرة، إلى أن هذا التطور يحدث بالرغم أن كوبا مازالت بلدا يسودها حكم الحزب الوحيد والكلمة الاخيرة للجيش ، وحيث أن أمور الحريات المدنية تبدو سيئة للغاية ، والاقتصاد يعتمد ب"التنقيط" على فنزويلا. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فرحبت من جانبها بتغيير مسار العلاقات الأمريكية الكوبية، مبرزة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنهى سياسة المقاطعة التي إذا استمرت أكثر ستبدو مبالغ فيها. ووفق صحيفة (بوست راينيشه) فإن الحرب الباردة قد انتهت في منطقة البحر الكاريبي ، لكنه على ما يبدو تم إحياؤها مرة أخرى في أوروبا " ملاحظة أنه " بينما يثر فلاديمير بوتين المواجهة القديمة بين الشرق والغرب ، أبان راؤول كاسترو عن إرادته في إقامة سلام مع عدوه الرأسمالي اللدود". كما اهتمت الصحف الالمانية ، في الشأن الداخلي ، بالحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية الألمانية أمس والقاضي بعدم دستورية الإعفاءات الضريبية للشركات التي تديرها العائلات خاصة وأنه وفق منتقديه يهدد آلاف الوظائف في قطاع يمثل جزءا رئيسيا من الاقتصاد الألماني ، فكتبت صحيفة ( زاخزيشه تسايتونغ) أن القضاة أقروا بهذا الحكم مبدأ المساواة في المعاملة بين الشركات. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية الصادرة اليوم الخميس بالأزمة التي تمر منها روسيا جراء انهيار الروبل وانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، الذي تعتبر موسكو من بين المصدرين الرئيسيين له على المستوى العالمي. وكتبت صحيفة (داغبلاديت) أن الأوساط الإعلامية في روسيا تصف يوم الاثنين الماضي ب "الاثنين الأسود" جراء التراجع الكبير والدراماتيكي للروبل الروسي، مشيرة إلى مواصلته الانخفاض. وقالت إن أجواء الأزمة المالية تخيم على روسيا بعد انهيار الروبل مما يجعل البلاد على شفا أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وتطرقت إلى ما ميز السنة الجارية داخل روسيا، مسترجعة أهم القضايا التي استأثرت باهتمام هذا البلد خاصة في مجال العلاقات الخارجية ومن بينها أزمة أوكرانيا. من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن انهيار الروبل خلق اضطرابات في روسيا على المستوى الاقتصادي، بسبب انخفاض أسعار النفط الذي تعتمد عليه البلاد. وأبرزت الانعكاسات الاقتصادية لهذا الوضع المالي الذي هز روسيا خاصة على مستوى كبار رجال الأعمال الذين تقلصت ثروات بعضهم. أما صحيفة (افتنبوستن) فاعتبرت أن روسيا تحاول التغلب على الأزمة بالتقليص من الهوة المالية التي قد أحدثها تراجع قيمة عملتها المحلية. وأشارت الصحيفة إلى تداعيات الأزمة الحالية على روسيا وإلى أسبابها التي جعلت البلاد تواجها وضعا غير مسبوق. وفي اليونان شكل موضوع فشل البرلمان اليوناني أمس الأربعاء في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بفارق كبير من أربعين صوتا الحدث الأبرز لاهتمامات الصحف المحلية التي لم تخف تشاؤمها من نفق سياسي مظلم قد تدخله البلاد في حال لم ينجح البرلمان خلال جلستي تصويت متبقيتين في اختيار رئيس للبلاد. صحيفة (كاثيمينيري) كتبت أن مرشح الحكومة لمنصب الرئيس وهو المرشح الوحيد لم يحصل سوى على 160 صوتا من أصل المائتين المطلوبة، ويتبين أن خمسة نواب فقط انضموا الى الائتلاف الحكومي الذي يتوفر على 155 نائبا من أجل التصويت لفائدة المفوض الاوربي السابق في البيئة ستافروس ديماس. وأضافت الصحيفة أن 135 نائبا صوتوا ضد في حين غاب خمسة نواب، مشيرة الى أن حزب المعارضة الرئيسي تحالف سيريزا لليسار الجذري أعرب عن تفاؤله من النتيجة وقال إن سياسة الترهيب والضغط لن تقضي على الديموقراطية التي انتصرت. ونقلت الصحيفة أن نوابا برلمانيين وسياسيين من الائتلاف الحكومي يعتزمون القيام بحملة لدى النواب المستقلين لحملهم على التصويت لفائدة مرشح الرئاسة خلال الدور الثاني من الانتخابات ثم الثالث والحاسم حيث ينزل نصاب الاصوات المطلوبة للانتخاب الى ثلاثة أخماس أي 180 نائبا فقط من اصل 300. صحيفة (تو فيما) كتبت أن نتائج التصويت الثاني المتوقع في 23 دجنبر لا يثير هو الآخر أية حماسة ويتوقع أن يفشل لكنه قد يمهد لخلق شروط أفضل لإنجاح الدورة الثالثة والأخيرة المتوقعة في 29 دجنبر. غير أن الصحيفة تضيف أن فرص انتخاب رئيس جديد تقلصت بدرجة كبيرة ، ومن المحتمل ان تمضي البلاد إذا فشل التصويت، الى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها قد تجري في 25 يناير المقبل. وأضافت أن العديد من البرلمانيين المستقلين الذين تعول عليهم الحكومة للتصويت لمرشحها سجناء لمنطق المخلفات السلبية لسياسة الانقاذ المالي مثلهم مثل أحزاب المعارضة ما لا يفتح المجال لحدوث توافقات. لكن الصحيفة حذرت من أنه في حال فشل انتخاب الرئيس والمضي لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها فإنها ستكون بدورها صعبة. ودعت الصحيفة السلطات المالية في البلاد الى حماية خزائنها في انتظار عودة البلاد الى الاستقرار الطبيعي، وقالت إن الثقل الأكبر سيكون على حماة المالية العمومية البنك المركزي اليوناني الذي عليه مهمة حماية الاستقرار المالي والخزينة التي عليها جمع الضرائب وحصر النفقات. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالإعلان المفاجىء عن تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، حيث كتبت صحيفة (لاتريبون) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن الاربعاء عن رغبته في الانخراط في مسلسل لتطبيع العلاقات مع هذا البلد، مع الاشارة الى اقامة سفارة بهافانا. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الامريكي الذي كان يتحدث من البيت الابيض اقر بأن استراتيجية "الجمود" التي نهجتها بلاده تجاه كوبا خلال العقود الاخيرة لم يكن لها تأثير وفشلت بالتالي في تيسير بروز كوبا ديموقراطية مزدهرة ومستقرة، مشيرة إلى أن الخطاب المتلفز للرئيس أوباما يأتي بضع ساعات من الافراج عن الامريكي ألان غروس الذي قضى خمس سنوات سجنا في كوبا بعد ادانته سنة 2009 بتهمة التجسس. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن هذا "الاتفاق التاريخي" تطلب ثمانية عشر سنة من المفاوضات بوساطة كندية وتدخل من البابا فرانسوا مضيفة ان العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام الشيوعي الكوبي منذ 1962 سيتم تخفيفها بشكل كبير من قبل الادارة الامريكية. وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة الامريكية شددت على أن هذا التحول لن يثني واشنطن عن الاهتمام بموضوع حقوق الانسان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله "سنجري لاحقا محادثات مباشرة مع الحكومة الكوبية حول هذه القضية". وأضافت الصحيفة أن هذا التفاؤل لا يشاطره النواب الجمهوريون (أغلبية في الكونغرس) الذين يعارضون هذا الاتفاق ، مشيرة الى أن ردود الفعل الاولية للجمهوريين لا تبشر بإمكانية تعاون بين البيت الابيض والكونغرس الذي يتوفر على سلطة الرفع الكلي للحصار الامريكي المفروض على كوبا منذ 1962. وفي السويد، تناولت الصحف عددا من المواضيع منها كشف (داغينس نيهيتر) عن وجود معدات تجسس متطورة قرب مبان حكومية في ستوكهولم، من بينها مكتب رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن هذه الأجهزة بمكنها أن تساعد في التجسس على السياسيين والموظفين العاملين بالمنطقة. وبحسب هذه اليومية فإن معدات التنصت، التي تستخدم لاعتراض المكالمات الهاتفية، لاسيما الهواتف النقالة، وتتبع تحركات مستعمليها توجد في روزينباد، مشيرة إلى أن المعدات نفسها كان قد عثر عليها مؤخرا بأوسلو قرب عدد من المباني الحكومية، وأنه تم أمس وأول أمس رصد 42 "نشاطا مشبوها" على شبكة الهواتف المحمولة بروزينباد. أما صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) فتطرقت للأزمة الاقتصادية الحادة في روسيا، والي تجسدت في الانهيار المستمر لقيمة الروبل، وتراجع القوة الشرائية للسكان بشكل كبير، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية هي أشد من تلك التي عرفتها روسيا سنة 2008، وإلى أن الروس يرون مدخراتهم تتراجع مع مرور الوقت. وأضافت أنه سيتعين على الرئيس الروسي، اليوم الخميس في المؤتمر الصحفي السنوي بالكرملين، شرح الكيفية التي تدهور بها اقتصاد بلاده بعد أن كانت تتفاخر قبل سنوات بمالية عمومية سليمة، مبرزة أن تراجع قيمة الروبل وارتفاع أسعار الفائدة شلت حياة المقاولات في روسيا، وسيجعل احتياطيات العملة الصعبة تتناقص بسرعة. وبدورها كتبت (افتونبلاديت) أن تراجع أسعار النفط أضر كثيرا بالاقتصاد الروسي، إذ فقد الروبل 45 بالمائة من قيمته مقابل الدولار، مما دفع البنك المركزي الروسي إلى رفع سعر فائدته الرئيسي من 10,5 إلى 17 بالمائة، مشيرة إلى أنه قد ينظر إلى الأزمة الاقتصادية كتهديد لوجود فلاديمير بوتين نفسه. وفي بولندا، رحبت الصحف بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكيةوكوبا والتقارب المذهل بينهما بعد عقود من التوتر الموروث عن الحرب الباردة، إذ كتبت (لاغازيت إلكتورال)، تحت عنوان "قرار تاريخي"، أنه بعد أشهر من المفاوضات السرية ووساطة البابا يوحنا فرانسيس، اتفقت واشنطن وهافانا على تبادل السجناء والإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية. وبالنسبة لهذه اليومية فإن المرحلة المقبلة هي رفع الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على أن تقرن كوبا هذه الخطوة بقرارات تهم الحريات العامة والفردية من أجل دمقرطة البلاد، مبرزة أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيتلوه دفء في العلاقات الأوروبية الكوبية، بعد أن كان الجانبان قد علقا في2003 محادثاتهما حول إقامة علاقات ثنائية طبيعية. وفي سياق متصل وصفت (ريسبوبليكا)، تحت عنوان "أوباما يمد يده لكوبا"، التقارب الأمريكي الكوبي ب"التاريخي" بعد توتر دام أزيد من نصف قرن، مبرزة أن قرار رئيس البيت الأبيض وضع نهاية للمرحلة الأخيرة من الحرب الباردة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وأن البلدين أكملا تقاربهما ودفنا أحقادهما. المنحى ذاته سارت عليه صحيفتا (بولسكا) و(لاغازيت جورديك) اللتان رحبتا بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكيةوكوبا في انتظار رفع الحصار الاقتصادي الأمريكي الذي ينبغي أن يصاحبه من الجانب الآخر (كوبا) إجراء انتخابات حرة وديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بهذه الجزيرة. وفي بلجيكا، شكلت عودة العلاقات بين واشنطن وهافانا في "مصالحة تاريخية" بعد عقود من الخلافات الأيديولوجية الأساسية، أيضا، أبرز اهتمامات صحف هذا البلد. وكتبت (لافنير)، تحت عنوان "مبادلة ومصالحة"، أن الولايات المتحدة تعتزم إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام كوبا الشيوعي، وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ 1962، مبرزة أن أولى بوادر هذه المصالحة، هي طلب الرئيس أوباما من وزير خارجيته جون كيري البدء "الفوري" للمباحثات في هذا الاتجاه، وإعلان فتح سفارة في هافانا "في الأشهر المقبلة". من جهتها أوردت (لوسوار) أن رئيس أمريكا متحرر من ثقل الانتخابات، سيخسرها على كل حال الديمقراطيون، قرر بصم التاريخ بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، مشيرة إلى أن "أوباما أراد الاستثمار في الأمريكيتين قاعدته الخلفية الطبيعية، بشكل منفتح وإيجابي، في وقت يتميز بضبابية الوضع في العراق وأفغانستان، وتفوق الصين اقتصاديا". أما (لا ليبر بلجيك) فأوردت أن أوباما يسعى، على ما يبدو، لاستدراك الوقت الضائع، وهو يدرك أنه لم يتبقى له سوى سنتين لترسيخ رئاسته في التاريخ، وترك شيء آخر للأجيال القادمة إلى جانب إصلاح التأمين الصحي، مشيرة إلى أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أكد أن قرار أوباما جدير بالاحترام ويؤكد استحقاقه لجائزة نوبل للسلام التي منحت له سنة 2009. وفي إيطاليا اهتمت الصحف، أيضا، بالتقارب الأمريكي الكوبي، إذ كتبت (لا ريبوبليكا) تحت عنوان "كوبا، سقوط الجدار"، أن أحد آخر جدران الحرب الباردة سقط بعد قرار واشنطن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع هذه "الجزيرة"، مبرزة أنه "رغم غضب اليمين الجمهوري" سيتوقف الحصار على كوبا، لاسيما وأن الرئيس أوباما يرى أن لم تعد هناك فائدة منه. وذكرت الصحيفة على وجه الخصوص بدور البابا في هذا التقارب بين البلدين والجهود المبذولة في هذا الاتجاه من قبل الكتابة العامة للفاتيكان (وزارة الخارجية) تحت إشراف رئيسها، بيترو بارولين، "الكاردينال الذي يعرف جيدا أمريكا اللاتينية بما فيها فنزويلا، والحليف لكوبا، حيث كان قسا". من جهتها كتبت (المساجيرو)، تحت عنوان "تحول في العلاقات الأمريكية الكوبية"، أن البلدين قررا "إنهاء أزيد من نصف قرن من التوتر" واستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، مشيرة إلى أن إنهاء الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا سيمكن هافانا من إنعاش اقتصادها، لاسيما قطاعي السياحة والصناعة، وفي المقابل سيتعين على الجزيرة تبني إصلاحات سياسية واقتصادية. أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فكتب، تحت عنوان "سقوط آخر جدار بفضل البابا"، أن "لا شيء يدل على أن هافانا ستختار طريق الديمقراطية" لكن "ينبغي الاعتراف بأن صفحة من التاريخ طويت"، مشيرة إلى أنها "المرة الأولى، منذ نصف قرن، التي تتحدى فيها أمريكا، حقا، الشيوعية الكوبية". الصحف البرتغالية تناولت بدورها استئناف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا بعد قطيعة عمرت أزيد من نصف قرن، إذ أوردت صحيفة (إي) تصريحات السفير الأمريكي في لشبونة، روبرت شيرمان، الذي أشار إلى أن قرار الرئيس أوباما بشأن رفع الحظر الاقتصادي على هافانا "يشكل تطورا جديدا في تقاربنا مع كوبا". وتحت عنوان "أوباما وكاسترو يكسران الجليد"، أوردت صحيفة (كوريو دا منها) أنها بداية نهاية 54 سنة من التوتر، وفتح "فصل جديد في تاريخ العالم"، مشيرة إلى أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو أعلنا أمس الأربعاء نهاية سياسة عفا عليها الزمن، لعزل كوبا، وبدأ الخطوات الأولى نحو تطبيع العلاقات الثنائية". أما (دياريو دي نوتيسياس) فقالت إن السفير الكوبي بالبرتغال جوهانا تابلادا روث دي لا توري لم يخف حماسه لإعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، المجمدة منذ سنة1961 ، مشيرا إلى أن ذلك "قد لا يصدق"، لكنه يأتي "استجابة لمطالب الشعب الكوبي والمجتمع الدولي، وأيضا بسبب تغير في سياسة الولايات المتحدة". وفي هولندا، لا زالت الصحف مهتمة بالأزمة الحكومية بعد رفض مجلس الشيوخ الهولندي مشروع قانون يحد من حرية اختيار الأطباء والمستشفيات ، إذ كتبت (صحيفة دي فولكس كرانت) أن الحزب الليبرالي (الأغلبية) اضطر للانتظار ليلة أخرى من أجل تمكين حلفيه العمالي من إيجاد مخرج للأزمة التي تسبب فيها ثلاثة من نوابه. أما صحيفة (إن إر سي) فأوردت أن مصادر في لاهاي لا تستبعد احتمال استقالة وزيرة الصحة إديث شيبيرز، في حال ما لم تتم الموافقة على هذه الخطة، مضيفة أن هذه الأخيرة طالبت الحزب العمالي بتحمل مسؤوليته وإيجاد مخرج للأزمة الحالية. وفي سياق متصل نشرت صحيفة (أ دي) تصريح زعيم الحزب العمالي مساء أمس الأربعاء والذي قال فيه إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لإيجاد أرضية للتفاهم، مضيفة أن وزراء وقادة الحزب عقدوا اجتماعا استمر إلى "ساعة متأخرة من الليل في محاولة لتقديم رد لحليفهم الليبرالي. وبدورها أوضحت صحيفة (تيليغراف) أن نواب الحزب العمالي، أصل هذه الأزمة، برروا رفضهم بتخوفهم من أن يقوي مشروع القانون سلطة شركات التأمين، مشيرة إلى أن جمعيات المرضى والمتخصصين في القطاع رحبت بموقف مجلس الشيوخ.