لازالت الأوضاع جدّ متأزّمة بمدينة العيون ضمن ثاني أيّام الانفلات الأمني الذي يعمّها، كما لازالت حصيلة الوفايات مرتبطة بأربعة أفراد.. ثلاثة منهم منتمون لصفوف الدرك والوقاية المدنية والقوات المساعدة، زيادة على فرد رابع منتم لصفوف الساكنة، ويتعلق الأمر ببابي محمود الكركار البالغ من العمر 26 سنة، هذا في الوقت الذي تشمل لائحة الإصابات المئات من الجانبين. وبدأت تفاصيل التدخل الأمني بمخيم "أكديم إيزيك" تبرز للعلن.. إذ بعد الرواية الرسمية التي نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء ، أخذت منابر البوليساريو في سرد روايتها لذات الواقعة.. إذ أورد بأنّ مداهمة مخيم النازحين قد تمت في حدود الساعة الخامسة من فجر الاثنين بعد أن استُهلّت بتشغيل محركات الآليات العسكرية التي تحاصر المخيم، وأعقبت بإشعال الأنوار وتسليطها على داخل المخيم وكذا توجيه إنذارات عبر مكبرات الصوت. ويورد شهود عيان بأنّ التدخل بأكديم إيزيك قد تمّ بفرق مختلطة من المشاة وتحت غطاء من الرشّ بالمياه واستعمال مكثّف للقنابل الدخانية والرصاص المطّاطي.. وهو الأمر الذي جابهه شباب المخيّم باستعمال الأسلحة البيضاء والرشق بالحجارة. كما تتحدّث الأنباء القادمة من العيون عن تحرّك أمني مفضي ل "اختطاف" الناشط الحقوقي النعمة السفاري.. إذ أفيد بأنّ النعمة قد اعتقل من قبل رجال الشرطة من منزل أحد أصدقائه بالعيون.. فيما فشلت محاولة مماثلة ل "اعتقال" ناشط حقوقي ثان هو حسنة دويهي بعدما دوهم بيته في وقت لم يكن يتواجد به. شوارع العيون لا زالت تغلي لحدود الآن بتحركات لمدنيين ملثّمين لم يتوانوا عن رفع علم الانفصال، إذ يرتكز التوتّر بقوّة وسط شارع السمارة، زيادة على شوارع أخرى كاسكيكيمة وراس الخيمة و المطار وطنطان والأمل.. هذا في الوقت الذي سجّل تعرّض أبناك ومتاجر ومقرات لمؤسسات حكومية لاعتداءات متعدّدة.. في حين عمّمت نداءات من قبل العناصر الأمنية تحضر التجوال ليلا بمختلف أنحاء العيون.