في غمرة أجواء الحزن ولوعة وداع وزير الدولة الراحل، عبد الله باها، استطاع محمد الوفا، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة، أن ينتزع ابتسامة عريضة من وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ومدير مديرية الدراسات والمستندات، ياسين المنصوري. وشوهد الوفا، مساء أمس في حفل تأبين باها بمنزل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بحي الليمون بالرباط، جالسا إلى جانب كل من الرميد والمنصوري، يتجاذب معهم أطراف الحديث، ليتمكن عبر "قفشاته" أن يخطف ضحكة ظاهرة من ثغري المنصوري والرميد. وكان الرميد، المعروف بصرامته، قد انهار تماما ببكاء مرير وهستيري، مساء الأحد الفائت، عندما كان أول الواصلين إلى مكان الحادثة بالقرب من بوزنيقة، وعاين مشهد جثة الراحل باها المسجاة أرضا، وقد شطرها القطار إلى نصفين من شدة الصدمة. وفي مشهد آخر من حفل تأبين "حكيم" حزب العدالة والتنمية، الذي شهد حضور العديد من الشخصيات السياسية والمدنية، بدا الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، متأثرا بشدة من كلمة ألقاها نجل باها، حيث انخرط في نوبة بكاء حاد. وخانت العبرات العثماني، الذي واكب مسيرة باها وعاش معه منذ فترة الدراسة في الصغر، حتى أن الرجلين تعارفا قبل أن يرتبط باها بصداقة عميقة مع بنكيران منذ 1976، حيث أجهش ببكاء ونحيب متواصل، خاصة لما سرد نجل باها مناقب الفقيد، ما أثار انتباه الحاضرين. وبعيدا عن ضحك المنصوري والرميد، وبكاء العثماني، في حفل تأبين "رجل التوافقات"، كما كان يلقب باها قيد حياته، فقد شهدت هذه المناسبة إلقاء كلمات في حق الراحل، منها الرسالة الملكية التي تلاها مصطفى الخلفي، وزير الاتصال وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورسالة ملكية ثانية موجهة للحزب، ثم كلمة أمين باها، نجل الفقيد. وكما جمع باها، وهو حي يرزق، قلوب ومواقف المعارضة والأغلبية حول شخصه وحكمته التي اشتهر بها في عدد من القضايا، دون أن يظهر في الأضواء، فقد جمعها أيضا بعد مماته، حيث لم تشذ الآراء من مختلف التيارات والمرجعيات عن وسم الرجل بالخير والرصانة. وضج حفل تأبين باها، الذي أقيم في بيت رفيق دربه، عبد الإله بنكيران، بالعديد من الوجوه والشخصيات، بدا منهم على الخصوص كل من المستشار الملكي، ياسر الزناكي، ومدير مديرية الدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، والرئيس المدير العام لشركة اتصالات المغرب، عبد السلام احيزون، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، والرئيس المدير العام لمجموعة التجاري "وفا بنك"، محمد الكتاني. وحضر حفل التأبين أيضا شخصيات من جماعة العدل والإحسان، يتقدمها فتح الله أرسلان، وناشطون سلفيون، من بينهم الشيخ حسن الكتاني، وقياديون من المعارضة، من ضمنهم إدريس لشكر، وعبد الواحد اليازغي، فضلا عن شخصيات معروفة أخرى، مثل القارئ عمر القزابري، والمطرب عبد الرحيم الصويري.