حُزن كبير ذاك الذي اعْتَرى قياديين سياسيين مغاربة، نعوا وزير الدولة الراحل عبد الله باها، ورأوا أنه بغيابه فقد المغرب أحد رجالاته الذين اتسموا بالحكمة والرصانة، وحب الخير لهذا الوطن. وأجمع قياديون حزبيون على أن وفاة باها خسارة كبيرة للمغرب، وأن تعويض رجل مثل باها صعب المنال، وهو الذي رحل على حين غرة، تاركا أسئلة كثيرة حول مصرعه بنفس مكان وفاة القيادي الاتحادي أحمد الزايدي. مدرسة بدون جدران القيادية في حزب العدالة والتنمية، جميلة المصلي، وصَفت الراحل بأنه "مدرسة بلا جدران"، موضحة في تصريح لجريدة هسبريس أنه كان مدرسة في الأخلاق والسلوك والالتزام الحزبي والأخلاقي، وحب الوطن والتضحية من أجل البلاد. " أذكر أنه كلما ذهبنا لاستشارته في أمر نراه صغيرا إلا ويَفتح باها رحمه الله أمامنا أبوابا لم نُدركها، رابطا العمل بالأبعاد الوطنية، حيث كنا نرجع إلى رأيه السديد في أمور كثيرة ونطمئن إلى ذلك الرأي"، تورد مصلي. بنكيران فقد نفسه الثانية البرلماني عن فريق الاتحاد الاشتراكي، حسن طارق، اعتبر موت باها فاجعة كبيرة أصابت المغرب والحياة السياسية، وبرحيله يكون صوت من أصوات الحكمة قد انطفأ. واعتبر طارق أن رحيل باها خسارة للجميع، إلا أنها تظل خسارة إنسانية فادحة لبنكيران الذي فقد نفسه الثانية. " أعرف أنه فارس من فرسان الإصلاح بالمغرب، حيث كان يملك حسا نادرا في تعاطيه مع الإصلاح، ويؤمن بالتراكم والإصلاحات الصغيرة والمتدرجة، حيث إن رؤيته كانت تستشرف المستقبل" يقول طارق في اتصال مع هسبريس. ويرى المتحدث، أن وزير الدولة الراحل كان أحد الرموز الذين جسدوا فكرة مَغْربة الإسلاميين، "عَبره استطاع المغرب بَصم العمل الإسلامي بخصوصية مغربية قحة، " عبد الله باها " تمغرابيت" التي كيَّفت طروحات السياسية وأكسبتها طابعا مغربيا مكتملا" وفق تعبير طارق. خلق رفيع من جهته، يرى الاستقلالي والوزير الأسبق، مولاي امحمد الخليفة، أنه في فقد باها فقد المغرب مدافعا عن قيم الإسلام، وأظهر أنه رجل دولة بامتياز والمصاب فيه جلل والحزن يعتصر القلب، وأضاف أن الله تعالى سيجازيه على ما قدمه، وتاريخ المغرب الحديث سيذكر هذا الرجل بلا شك، مشددا على كون الراحل كان من "الرجال الأفذاذ الذين أنجبهم هذا الوطن، وأنه كان يمتاز بخلق المسلم الرفيع، وبتواضعه الكبير بالرغم من تاريخه الحافل بالنضال في سبيل الأمة" يقول الخليفة لهسبريس. بوصلة عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي بحزب الأصالة والمعاصرة، قال إن باها هو ذاك البوصلة التي تَخلق التوازن داخل حزب العدالة والتنمية، "رجل حكيم رصين من الصعب أن يخلفه أحد، هدوءه كان يطبع حضوره في البرلمان، وبوفاته سنفتقد نوعا من الهدوء"، يقول وهبي مستطردا "رجل بمعنى الكلمة فقده المغرب".