خصصت وسائل الإعلام الإسرائيلية حيزا مهما لخبر تعيين الجنرال، من أصل مغربي، غادي إيزنكوط، على رأس أركان الجيش الإسرائيلي، محتفية بسيرته العسكرية، التي تقلد خلالها مناصب عسكرية متقدمة، أبرزها قيادة "جولاني"، لواء النخبة بالجيش الإسرائيلي، الذي تكبد خسائر كبيرة في الحرب الأخيرة على غزة. وسيزوال غادي إيزنكوط مهامه بشكل رسمي يوم 15 فبراير من العام القادم، خلفا للجنرال لبيني غانتس، إذ جرى أمس الأحد تنصيب إيزنكوط، رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، بعد أن كان أبرز المشرفين على الجيش الإسرائيلي في الشمال، لمتابعة التطورات الأمنية في لبنان وسوريا. وحظي إيزنكوط بثقة كل من رئيس الوزارء، بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، موشي يعلون، نهاية الأسبوع الماضي، حيث وجه نتانياهو رسالة تقدير للقائد العسكري الجديد، "متمنيا له، بإسم الإسرائيليين، النجاح في مهامه"، وفق صحف إسرائيلية، التي نقلت تصريحات لنتانياهو يعبر فيها عن ارتياحه لاختيار إيزنكوط على رأس جيش الاحتلال. وترى الحكومة الإسرائيلية أن اختيار إيزنكوط يأتي ضمن فريق استثنائي من جنرالات الجيش، من أجل تدبير شؤونه ومواجهة التحديات الأمنية داخل الكيان العبري، فيما تقدمت المعارضة السياسية بإسرائيل، على لسان اسحاق هيرزوغ، القيادي في الحزب العمالي، بالثناء على القائد الجديد، بوصفه "ضابطا بارعا ولا يخاف أحدا في التعبير على آراءه". وسيحمل إيزنكوط ملفات حارقة بين يديه وهو يتولى رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة ما يتعلق منها بالحدود المتوترة مع الجولان السوري، أمام تهديدات تنظيم "داعش" والجماعات المسلحة المعارضة لنظام بشار الأسد، والوضع الحذر مع الجنوب اللبناني الذي تسيطر عليه كتائب "حزب الله"، إلى جانب الوضع الأمني في سيناء مصر، الذي يعرف توترا أمنيا غير مسبوق، لتدخل الجيش المصري في المنطقة المجاروة للاحتلال بداعي محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة، في مقدمتها "أنصار بيت المقدس". وفيما يظل الملف الإيراني بعيدا عن الاهتمام الحالي للجيش الإسرائيلي، خاصة وأن قائده الجديد عرف بموقفه المعارض لأي تدخل عسكري إسرائيلي لضرب إيران، لاعتبار الأخيرة لا تشكل أي تهديد راهن للكيان العبري، إلا أن الوضع الداخلي بفلسطينالمحتلة يبقى أبرز تحديات إيزنكوط، خاصة ما يهم ملف المقاومة الفلسطينية في غزة، وبروز بوادر "انتفاضة فلسطينية ثالثة" في القدس والضفة، بعد مقتل 5 إسرائليين على يد فلسطينيين خلال الأسابيع الماضية. وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية في تعيين غادي إيزنكوط، على رأس أركان الجيش الإسرائيلي، خلفا للجنرال لبيني غانتس، عقابا لهذا الأخيرة على الفشل الذريع الذي طال الجيش الإسرائيلي، إبان عدوانه الأخير على غزة، خاصة مع الخروج إسرائيل من حرب الخمسين يوما، الصيف الماضي، دون تحقيق أهدافها، في نزع سلاح حركة "حماس" والقضاء على المقاومة. وتضم سيرة غادي إيزنكوط، 54 سنة والأب لخمس أبناء، مسيرة 33 سنة من الخدمة العسكرية، شارك خلالها في عدد من الحروب التي شنتها إسرائيل خلال عدوانها على لبنانوفلسطين، توجته بإعلانه مسؤولا على لواء النخبة "جولاني" عام 1997، قبل أن يعينه إيهود باراك، رئيس الحكومة عام 1999، ملحقا عسكريا، ثم مكلفا بمهام عسكرية في الشمال الاسرائيلي. صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تساءلت، وهي تنبش في سيرة إينكوط، الذي ولد بمنطقة طبرية شمال فلسطين، عن أصله الحقيقي، حيث أوردت عدة تحليلات تشير إلى كون أسرة إيزنكوط أصلها يهود أشكناز، من المنحدرين من أوروبا الشرقية، بعد نزوح عائلات يهودية من روسيا وبولندا إلى المغرب، بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى عائلة إيزنكوط بقيت عل قيد الحياة وتناسلت في المغرب، مقابل انقراض عائلات يهودية أخرى. ووفقا للمصدر ذاته، فإن اسم إينكوط كان منتشرا في المغرب وتونس، قبل تلك الحقبة، محيلة في ذلك إلى وجود عائلة معروفة تحمل اللقب ذاته في طنجة، وتبوأ أفرادها مناصب سياسية وعمومية متعددة إبان فترة الاستعمار الفرنسي، فيما أشارت إلى الأصل الأمازيغي لإيزنكوط، والمنحدر من الجنوب المغربي، خاصة منطقة طاطا.