لم ينتظر الجنرال الإسرائيلي الجديد غادي ايزنكوت أكثر من يوم واحد على تسلمه منصبه كرئيس لأركان الجيش، ليقر سلسلة تعديلات في قيادة الجيش، شملت إعفاء قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الجنرال سامي ترجمان ذي الأصول المغربية التي تشرف على قطاع غزة من منصبه، وعين بدلا منه السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الميجر جنرال أيال زمير. وحسب ما جاء، فإن وزير الجيش، موشيه يعالون، صادق على سلسلة تعيينات جديدة في هيئة الأركان العامة، بادر إليها الجنرال ايزنكوت.
وعين الجنرال ترجمان في الفترة التي كان فيها إيهود باراك وزيرا للجيش، قائدا للمنطقة الجنوبية، التي تشمل الإشراف على قطاع غزة، بعد أن كان يشغل منصب قائد القوات البرية في جيش الاحتلال. وترجمان هو من أشرف على حرب غزة الأخيرة، التي دامت 51 يوما، وأدت إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وقتل عائلات بأكملها على أيدي قوات الاحتلال.
وهناك مطالبات فلسطينية للمجتمع الدولي بمحاكمة قادة إسرائيل بمن فيهم العسكريون الذين أداروا الحرب، لاتهامهم بارتكاب "جرائم حرب".
يشار في هذا الصدد أيضا إلى أن الجنرال ايزنكوت ولد لعائلة مغربية يهودية في مدينة طبريا، وهو أول قائد للجيش من أصول مغربية، وقد حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حتى اللحظة الأخيرة استبعاده عن منصبه الكبير هذا.
وشملت التغييرات في الجيش تعيين البريغادير عميكام نوركين في منصب رئيس هيئة التخطيط العسكرية، والجنرال تمير هيمان قائدا للفيلق الشمالي وكذلك قائدا للكليات العسكرية. والفيلق الشمالي هو المشرف على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع كل من سورياولبنان.
ويتضح من التغيير أن القائد الجديد للجيش لديه سياسة خاصة في التعامل مع غزة وجبهة لبنان والجبهة السورية في الجولان التي يتهم حزب الله اللبناني بالعمل فيها، وسجل ذلك مؤخرا من خلال عملية اغتيال نفذتها إسرائيل طالت ستة قيادات عسكرية من الحزب في المنطقة، وما تلاها من رد لحزب الله بقتل جنود إسرائيليين في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة.
وتقرر أيضا ضمن التعيينات الجديدة تمديد ولاية قائدي سلاحي الجو، والبحرية لعام آخر.
يذكر أن سلاح الجو كان من أكثر الأسلحة التي شنت هجمات ضد قطاع غزة في الحرب الأخيرة، وطالب قائد هذا السلاح بعدم دخول القوات البرية للقطاع، والإبقاء على الضربات التي تشنها المقاتلات الإسرائيلية.
وخلال تلك الحرب التي لم تشهد من قبل، دمر الطيران الحربي الإسرائيلي آلاف المنازل في القطاع، العشرات منها دمر فوق رؤوس قاطنيها، ما أدى إلى إبادة عوائل بأكملها.
وكان الجنرال ايزنكوت تقلد منصبه، أمس الثلاثاء، خلفا للجنرال بيني غانتس.
وكان ايزنكوت يشغل قبل ذلك منصب نائب رئيس الأركان، وكان ضمن القادة الذين أشرفوا على حرب غزة.