تسببت مياه واد "الفارغ" القادم من منطقة الرحامنة في إتلافِ مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بدكالة، وقَطْعِ الطريق في وجع حركة المرور على مستوى منطقة الكوارة بين أولاد افرج والعونات، إلا من بعض الشاحنات والحافلات التي غامر سائقوها لمواصلة سفرهم، كما غَمَرَت المياه العشرات من المنازل بالدواوير التابعة لجماعة خميس متوح إقليمالجديدة، فيما عُزِلَتْ دواوير أخرى بصفة نهائية. تعاون السلطات والمتطوعين وحاولت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الجماعات القروية بالمنطقة، منذ ساعات الصباح، فك العزلة عن بعض القرى والدواوير، فيما عجزت عن مساعدة بعض السكان الذين حاصرتِ المياه منازلهم وأفسدت متاعهم، ولم تنفع النداءات المتكررة للمتضررين الذين طالبوا من المسؤولين عن الشأن الحلي بإيجاد حل سريع لمعاناتهم. أحد المتطوعين في عمليات فك العزلة عن الدواوير المحاصرة، وفي تصريحه لهسبريس، أشار أن "الجرافات المعدودة على رؤوس الأصابع لم تفلح في غلق المنافذ التي تسببت في وصول المياه إلى القرى"، مؤكدا أن بعض "المحاولات التي قام بها المتطوعون أدت إلى تخفيف معاناة بعض السكان، إلا أنها تسببت في تحويل مجرى المياه من القرى المتضررة في اتجاه المساكن المجاورة"، وفق ذات المتحدث. نداء استغاثة أحد السكان الذين حاصرتهم المياه بمنطقة "أولاد سي ارغاي"، وفي تصريحه لجريدة هسبريس التي استطاع أفراد طاقمها الوصول إلى المنطقة مستعينين بجرار فلاحي، أكد أنه "قضى الليلة بأكملها في إفراغ المياه التي المتسربة إلى منزله، دون أن يتمكن من تحقيق أية نتيجة، ما أثار موجة من الهلع في صفوف أبنائه الصغار"، مشيرا إلى أن "هذا الوضع يتكرر بشكل سنوي وبدرجات متفاوتة، إلا أن هذه السنة كانت النتائج مأساوية جراء عدم استجابة المسؤولين لنداءات الاستغاثة قبل وأثناء وبعد الفيضان". الزوجة بدورها وصفت الوضع الذي عاشته ليلة أمس بالاستثنائي، حيث تسببت الفيضانات في "ضياع الزاد والمتاع، وفساد المخزون الزراعي، وتَعَكُّرِ الماء الصالح للشرب، إضافة إلى تبلل محتويات المنزل بشكل كامل"، مضيفة أن "أبناءها لم يجدوا ماء صالحا للشرب، ولم يَجِدْ رَبُّ الأسرة كلأ يُقدهم لماشيته التي تنام وتصحوا وسط المياه منذ بداية التساقطات". الوضْعُ التعليمي يَغْرَقْ أحد الآباء أشار في تصريحه لهسبريس أن "الآباء صاروا خائفين على فلذات أكبادهم من بطش الوديان والفيضانات، وأصبحوا يفكرون بشكل جدي في منع أطفالهم من الالتحاق بمدارسهم في الأيام المقبلة، دون الحاجة إلى القرارات الوزارية التي قد تأخذ الوضع المأساوي بعين الاعتبار، وقد لا تُقَدِّره بقدره" على حد تعبير ذات المتحدث. تلامذة بعض المؤسسات الابتدائية والإعدادية الذين التقتهم هسبريس ضواحي جماعة متوح، أوضحوا أن "الدراسة باتت محفوفة بالمخاطر جراء الفيضانات التي غمرت مداخل المؤسسات، وتسببت في قطع الطرق الرابطة بين المدارس ومختلف الدواوير المجاورة"، مشيرين إلى أن "ذهابهم وإيابهم إلى المؤسسة هذا الصباح كان على متن جرار فلاحي اضطر صاحبه للمغامرة في سبيل تقديم يد العون للتلاميذ".