احتفلت السفارة الكندية مساء اليوم بافتتاح مقر جديد لها في الرباط، بحضور كريستيان بارادي وزير التنمية الدولية والفركنفونية في كندا الذي حضر خصيصا لأجل هذا الحدث الذي يدل على "متانة العلاقات بين البلدين ومحطة جديدة في مسار تعزير التعاون بين المغرب وكندا" على حد تعبير المسؤول الكندي الذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة. وأكد الوزير الكندي خلال الكلمة التي ألقاها أمام عدد من المسؤليين الحكوميين والوزراء وسفرا البلدان الأجنبية، على أن كندا تريد أن تكون طرفا فعالا في تحقيق التنمية في المغرب الذي يعتبر شريكا إفريقيا "مميزا"، مشيرا إلى أن العلاقات الثقافية والإجتماعية التي تجمع بين البلدين قد عمرت لأكثر من 50 سنة وهو ما جعل كندا تستضيف حاليا أكثر من 72 ألف مغربي يحملون الجنسية الكندية، الأمر الذي مكن المغاربة من احتلال المركز الثاني كأكبر جالية إفريقية مقيمة في كندا. ومن مجالات التعاون بين المغرب وكندا هناك المجال الأكاديمي، حيث كشف الوزير الكندي أن بلاده أصبحت يستضيف سنويا أكثر من 3000 طالب مغربي، يتمركزون بالأساس في الكييبك، هذا إلى جانب اتفاقيات التعاون التي تجمع بين الجامعات المغربية والجامعات الكندية، كتلك التي تجمع بين جامعة محمد السادس الدولية وجامعة موريال وأوتاوا. حضور الوزير الكندي إلى المغرب كان فرصة، لكي يشيد بالجالية المغربية المقيمة في كندا التي أظهرت "قدرة كبيرة على الإندماج في المجتمع الكندي، بل وأصبحت من أكثر الجاليات فعالية في كندا" حسب تصريح الوزير. العلاقات التجارية والاقتصادية كان لها نصيب من كلمة المسؤول الكندي الذي عبر عن رضاه على تطور العلاقات بين البلدين حيث بلغ حجم المبادلات بين البلدين أكثر من 6 مليار درهم خلال السنة الماضية، "لكن أمامنا عمل كثير من أجل تطوير المبادلات التجارية بين البلدين" على حد تعبير الوزير. ولم يخف المسؤول الكندي اهتمام بلده بالمغرب كبلد لاستقبال الاستثمارات الكندية، وأيضا باعتباره بوابة للمصدرين الكنديين نحو إفريقيا، معربا عن أمله في أن يتم التوقيع على اتفاقية التبادل الحر بين البلدين لأنها "ستعطي دفعة قوية للاستثمارات الكندية في المغرب". من جهتها أكدت الوزيرة المنتدبة لدى ويزر الخارجية مباركة بوعيدة على أن المغرب يرى في كندا "شريكا اقتصاديا مهما"، وهو الأمر الذي كرسه الخطاب الملكي لسنة 2004 الذي وصف كندا بأنه بلد صديق وشريك اقتصادي مهم، بوعيدة اعتبرت أن إعلان شركة بومبارديي الكندية عن افتتاح مصنع للطائرات بالمغرب "هو خير دليل على أن العلاقات بين البلدين تسير في الاتجاه الصحيح". ولم يفت بوعيدة أن تثني على الجالية المغربية المقيمة في كندا التي "تظهر في كل يوم أنها مستعدة للاندماج في المجتمع الكندي والمساهمة في تنمية كندا"، مستطردة بأن هذه الجالية هي التي توثق العلاقات الثقافية والاجتماعية بين المغرب وكندا.