وضح المخرج المغربي نورالدين لخماري مواصفات السينما التي يعنيه الارتباط بها، والتي تنتصر للشجاعة وجرأة الاقتراح الإبداعي، وطرح ما يقلق لبناء مستقبل الثقافة والمجتمع، وكان ذلك في لقاء للمخرج نظمه مسلك تدبير الإنتاج السينمائي والسمعي البصري بالكلية متعددة التخصصات بورزازت. اللقاء همّ "مسارات الإبداع السينمائي وأثر هذا الفن على المجتمع"، وقد حاول لخماري أن يبين فيه أهمية الصورة عامة والسينما بشكل خاص في خدمة المعاني الإيجابية للوجود، وقدرتها على المرافعة بصيغ جميلة ومؤثرة ومقنعة لصالح ما هو إيجابي من قيم وقناعات بل من أجل التقدم و المستقبل. ووقف نورالدين لخماري عند المرجعيات التي وجهت تجربته، من قبيل تجارب برغمان وفريتز لانغ والفيلم الأسود والتجارب السينمائية الجريئة، كما وقف عند تمرحلات إنتاج أعماله، وتحدث كذلك عن أهم ما يحرك ارتباطه بالسينما خاصة الإنصات للمجتمع كما هو ومحاربة الاشتغال المشوه والعجائبي والمخادع على قضاياه، مع تقديم ما يساهم في إيقاظ الوعي الإيجابي ويصدم اليقينيات المكرسة للسلبية والمصادرة و الخضوع و التنميط.. فالسينما حسب لخماري هي وسيلة حداثية هائلة لتجديد المجتمع والذهنيات، وأداة هامة لخدمة الاختلاف وثقافة الحوار.