بعد أن أعلن المغرب رسميا استقبال رئيس بوركينافاسو المخلوع، فاسو بليز كومباوري، والذي مكث في الحكم زهاء 27 عاما، وكان يعتزم المكوث جاثما على أنفاس شعبه سنوات أخرى لولا الانتفاضة التي أطاحت به من كرسي الحكم، تساءل البعض هل بات المغرب أرضا يلجأ إليها ديكتاتوري إفريقيا والعالم. الرئيس البوركينابي المخلوع ليس هو أول زعيم يفتح له المغرب أحضانه لاستقباله على أرضه، فقد اعتاد من قبل على عرض اللجوء السياسي على عدد من الرؤساء والزعماء الذين إما طردتهم شعوبهم المقهورة بعد أن حكموها بالنار والحديد، أو غادروا كراسيهم بعد انتهاء مددهم الرئاسية. واشتهر المغرب باحتضانه لهذا الصنف من الزعماء الأفارقة، وفق شاكلة رئيس بوركينافاسو المخلوع، فاسو بليز كومباوري، ومنهم الرئيس الأسبق لجمهورية الكونغو الديمقراطية "الزايير سابقا"، موبوتو سيسي سيكو، الذي أطاح به تمرد في البلاد في 17 مايو سنة 1997. وكان موبوتو قد تنحى عن السلطة عام 1997 بعد الفوضى التي عمت البلاد، ودخول تحالف القوات الديمقراطية من أجل تحرير الكونغو، والتي قادها لوران كابيلا، للعاصمة كنشاسا، فتوجه إلى منفاه بالمغرب حيث توفي في شتنبر من ذات السنة بمدينة طنجة متأثرا بمرض السرطان. وقبل سيسي سيكو استقبل المغرب شاه إيران، محمد رضا بهلوي، الذي غادر الجمهورية الإيرانية تحت وطأة "ثورة" الخميني سنة 1979، وهو ما عرض المملكة لانتقادات دولية كثيرة، فضلا عن تحذيرات مخابرات غربية للملك الراحل السحين الثاني من مخاطر وجود بهلوي بالمغرب. ويبدو أن المغرب قد يستقبل قريبا "دكتاتورا" عربيا من صنف آخر، هو رئيس اليمن عبد الله صالح، وذلك وفق منابر إعلامية يمنية أفادت أن مشاورات تمت بين أعضاء مجلس الأمن الدولي خلصت لضرورة مغادرة صالح اليمن، وأنهم وافقوا على اختيار المغرب لاستقبال الرئيس المخلوع. وبالعودة إلى رئيس بوركينافاسو المخلوع، بليز كومباوري، فإن أنباء تحدثت عن اختياره الإقامة في مراكش فترة لم يتم تحديدها، بينما يؤكد مراقبون أن استقبال المغرب لهذا الديكتاتور يبدو "منطقيا وأخلاقيا"، حتى لا يبدو أنه يدير ظهره لحليف وصديق للمملكة منذ سنوات خلت. وتربط المغرب بدولة بوركينا فاسو روابط تاريخية وسياسية واقتصادية متشابكة، منها ملف مالي والاستثمارات المغربية في هذا البلد الإفريقي، والتي تكرست في دعم الرباط للمرحلة الانتقالية الراهنة في البلاد، فضلا عن الروابط الشخصية القوية بين زعيمي البلدين.