منذ أخر انتخابات جماعية الأخيرة لسنة 2009 وساكنة حي يعقوب المنصور تنتظر المَهدي المنتظر بنشماش الذي وعدها بإصلاحات وانجازات تليق بسكان العاصمة الإدارية للمملكة. لكن سرعان ما تبخر هذا الانتظار والحلم الذي وجه بأول صفعة من الرئيس المحترم بمجر إعتلائه كرسي الرئاسة وتصريحه الساخر هو أننا في يعقوب المنصور ننتمي للعصور الوسطى ونأكل من بقايا الطعام المرمي في الأزبال ونسكن بأعداد كبيرة في بيت واحد... فهذا الحي الذي إبتلينا بأن تكون رئيسه أنجب أطرا وكوادر وأبطال عالميين في مختلف المجالات وقيادات وطنية كبيرة. ليس هذا موضوعنا الآن فبعد ما كان يعقوب المنصور يُضرب به المثال في مجالات مختلفة, وبالأمس القريب في المحطات الانتخابية كان يتنافس عليه زعماء الأحزاب العريقة شرفا في خدمته وخدمة سكانه, إلى أن آلت به الأحوال و أصبح كقطعة لحم تتقاسمها الكلاب الضالة, وأصبح تسيير المقاطعة بين أيدي كائنات انتخابية لا تعرف سوى الحرص و حماية مصالحها و توسيع رقعة أتباعها من خلال تقديم خدمات كالتستر على البناء العشوائي لإضافة طابق بدون رخص أو السماح للمقاهي باحتلال الملك العام... وبعدما كان يعقوب المنصور محط إعجاب المجتمع بمبادرات سكانها و الفاعلين فيها أصبحت اليوم في زمن بنشماش وأتباعه يعاني العشوائية في التسيير و التدبير المالي و الاداري, ضعف الخدمات و المرافق وتراجعها بشكل مهول, غياب الانشطة الترفيهية و التوعوية و الشبابية التي تحترم خصوصية الحي الثقافية والرياضية و الصحية و الفنية والامر من كل هذا و ذاك أن أصبح الحي محط سخرية العالم بأسره... فالكل عاين ما عاشته الجماعة جراء 15 دقيقة من الأمطار, ولولا الغيورين على هذا الحي من أمثال علال و عبد اللطيف و جمعيات الحي... واللائحة طويلة الذين لم تصلهم أضواء الكاميرات لتكشف عن ما يقدموه مكان السي بنشماش المنتخب, لكُنا في خبر كان و أعلن حداد في المملكة من اثر الفاجعة. حي يعقوب المنصور الذي أصبحنا نحفظ عدد حفره و أماكنها و أصبحنا لا نمر من متر مربع في شارع بدون حفرة كأننا في مدينة منكوبة جراء نيران حرب. وليلنا أظلم من ليل صحراء قاحلة. هذا هو يعقوب المنصور الذي يسيره الحكيم بنشماش الذي تمنينا لو كان قادرا على أن يصرخ في وجه سوء تدبيره كما يصرخ في مجلس المستشارين أمام الكاميرات ويظهر لنا أنيابه, وكان شباب الحي يقولون هذا هو الرئيس الذي سيخدم حينا لكن سرعان ما استنتجنا انه رئيس يتكلم و لا ينجز اقتضاءا بالمثل الشعبي المعروف لسان ماضي و الدراع فاضي هذا الرئيس الذي وصلت جرأته بأن يتغيب عن عدد مهم من دورات المجلس التي يقدم فيها حسابه الاداري ومشاريعه أمام المنتخبين والساكنة للنقاش والمواجهة، حتى أضحى معروفا ب"الرئيس الغائب". هذا ليس كل ما يعانيه يعقوب المنصور بل جزء بسيط من ما نعيشه ونعانيه نحن سكان الحي من سوء تدبير السيد بنشماش الذي لم يطبق ولا وعد واحد قطعه للساكنة ولا اصلاح واحد لحي يعقوب المنصور الصامد.