تقديم ولجت الجامعة في مرحلة حسّاسة من تاريخها، طبَعَها بالخصوص حدثان رئيسيان: الأول يتمثل فيما سمي حينها ب"الدورية الثلاثية"؛ بما تعنيه من عنف شديد، وطرد، وتضييق على العمل النقابي الطلابي. والثاني يتحدد في الدعوة والإعداد لتنظيم المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي كان يومها يسيطر على مؤسساتها "فصيل طلبة العدل والإحسان"، وكنت وقتها في موقع المسؤولية داخل مؤسسات (أوطم) المحلية، مما سمح لي بأن أكون على اطلاع دقيق بالتصورات والبرامج والمستجدات وتفاصيل الحياة النقابية و"السياسية" الطلابية، ومنحني هذا الوضع إمكانية جمع عدد كبير من الوثائق. في هذه الحلقة أنشر جزءا منها، وتهم المؤتمر الاستثنائي ل (أوطم)، الذي كان مقررا أن يعقد سنة 2001، لكن ظروفا، يبدو جليا بأنها سياسية، حالت دون عقده. لم أتدخل مطلقا، إلا ما كان من ضرورة التلخيص أو الربط أو التعديل الطفيف في الصياغة بما لا يمس جوهر الفكرة. وفي الأخير صغت خاتمة عبارة عن بعض الأسئلة التي تنتظر جوابا، وفضّلت أن أنشرها كاملة غير مجزأة رغم طولها لأنها ليست للقراءة الآنية، ولكنها وثيقة يرجع إليها الباحث في الحركة الطلابية المغربية وتاريخها. مكتب فرع جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة يصدر البلاغ التالي: [ الأسبوع الأول من فبراير 1998 ] نظرا للاستجابة الواسعة والتجاوب الكبير للجماهير الطلابية وهياكلها مع فكرة تأسيس لجنة التنسيق الوطنية التي سبق لمكتب فرع جامعة أبي شعيب الدكالي أن دعا لمناقشتها، فإن هذا الأخير يتشرف باقتراح تأسيس لجنة تحضيرية بتاريخ 12 فبراير 1998 تتكون من مندوبين عن مكاتب الفروع، وتضطلع بمهمة التهييء لتأسيس لجنة التنسيق الوطنية. اللجنة التحضيرية للتنسيق الوطني: اللجنة التحضيرية للتنسيق الوطني تصدر يوم 28/09/1998 ورقة تحت عنوان "سياق التأسيس: ورقة عمل من أجل إعادة بناء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وطنيا والإعداد لمؤتمر الاتحاد". أيها الطلاب الأحرار, فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. الغيورون على الجامعة والعلم. إن الجامعة المغربية بما شهدته منذ تأسيسها، وبشكل أبشع في السنوات الخيرة، من اختراق سافر لحرمها وترد خطير في وظيفتها وفقدان حيويتها حتى أضحت أطلالا للذكرى وملاجئ حتى حين. وإن الاضطراب التنظيمي الذي عرفه الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مع فشل المؤتمر 17 بما لا يناسب وضعية الطالب المغربي وحاجته إلى إطار نقابي قوي للدفاع عنه وتأطيره. وحيث إن إعادة الهيكلة التحتية التي عرفتها الجامعات في عقد التسعينات قد وصلت إلى مستوى تغطية معظمها. كل ذلك كان حافزا للكتاب العامين لمكاتب الفروع إلى ترجمة إرادة الجماهير الطلابية التواقة إلى تشكيل لجنة تحضيرية للسهر على تأسيس لجنة التنسيق الوطني. وفي هذا السياق، فإن اللجنة التحضيرية خرجت بالورقة التالية لإنجاز هذا المشروع: 1. طريقة تشكيل لجنة التنسيق الوطنية مبنية على الانتخاب ومستمدة بالأساس من مقررات المؤتمر 16 مع تمثيلية للفصائل المشاركة. 2. إعادة بناء الهياكل من تعاضديات ومجالس القاطنين ومكاتب الفروع. 3. دعوة من اللجنة التحضيرية لاجتماع تأسيسي للجنة التنسيق الوطنية. 4. تتكون لجنة التنسيق الوطنية من: أ. أعضاء اللجنة التنفيذية. ب. الكتاب العامين لمكاتب الفروع. ج. ممثلين عن كل تعاضدية . د.ممثل عن كل مجلس للقاطنين. ه. ممثلين عن كل فصيل مشارك. والحمد لله رب العالمين. البيان التأسيسي للجنة التنسيق الوطنية: تعرضت الحركة الطلابية المغربية لأزيد من سنتين خلتا لحملة شديدة من القمع دشنتها السلطة بجامعتي البيضاء، وعممتها بعد حين على كل جامعات قطرنا الحبيب، وقد بلغ هذا القمع ذروته بعد صدور الدورية الوزارية الثلاثية في يناير 1997 التي تجرم العمل النقابي وتقضي بحظره مقابل تشجيع الميوعة والتفسخ الأخلاقي. لقد حاول النظام بهذه الدورية الثلاثية المشؤومة أن يهيئ الأجواء للقضاء على حركة طلابية شبابية طموحة واصفا فعلها بالشغب والفوضى، وناعتا نشطاءها ورجالاتها ب "شرذمات متطرفة ظلامية"، ومن تلقاء هذه العقلية المخزنية، تحولت الجامعة المغربية إلى ثكنات للأواكس والبوليس والعسكر، تكسر فيها عظام الطلبة، وتهان فيها كرامتهم وينزع فيها الحجاب عن بنات المسلمين، وتمنع فيها إقامة الصلاة في دولة إسلامية كما يقرر الدستور. ورغم حدة الأذى وتنوع أشكاله واشتداد البلاء وكثرة أجناده، فإن الطلبة ظلوا ثابتين مصابرين، مدافعين عن مكاسبهم الثمينة، متصدين للحملة القمعية الشعواء، واستطاعوا بفضل الله تعالى ثم بما لهم من قوة في الموقف العملين أن يؤكدوا للرأي العام الوطني والدولي أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قوة لا يمكن تجاوزها في ميادين التفاعل السياسي والاجتماعي بهذا البلد، بعدما كان الحاكمون يعتبرونه صفرا على الشمال في المعادلة الوطنية. إن الحركة الطلابية أدت ولا تزال تؤدي ثمنا باهضا عن رفضها الانخراط في إجماع مفروض على مواثيق مزورة وانتخابات هزلية ومؤسسات مغشوشة، وهذا شرف لها وجزء من بقية أمل لهذا الشعب المغربي المستضعف، أن لازال من أبنائه من يجرؤ على قول لا لسياسية الذل والاستخذاء.لقد كانت أحداث الجامعة المغربية الصخرة الصلبة التي تكسرت عليها الوعود الحكومة الخلابة، والمرآة التي كشفت القناع عن زيف الشعارات الرسمية المبشرة بدولة الحق والقانون والديمقراطية والرفاه في زمن التناوب السياسي المزعوم. لقد تراكم لدى الحركة الطلابية قدر وافر من المنجزات تمثلت في انتزاع ملفات مطلبية محلية، وتنظيم أنشطة ثقافية وعلمية نوعية، بالإضافة إلى التطور التنظيمي المتمثل في تأسيس العديد من مكاتب التعاضديات ومجالس القاطنين ومكاتب الفروع في مختلف الجامعات. إلا أن ما تم تحقيقهن على كبر أهميته، لم يكن كافيا لانتزاع المطالب القطرية ومواجهة المخططات التصفوية، مما حدا بهياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أن تفكر بجدية في إعطاء فعلها بعدا وطنيا ينسجم وحجمها وطموحاتها. وفي هذا الإطار، تأسست اللجنة التحضيرية للتنسيق الوطني المكونة من الكتاب العامين لمكاتب الفروع يوم 12 فبراير 1998 بكلية الآداب بالجديدة. وقد أنيطت بها مهمة إعداد الشروط الضرورية لإنشاء لجنة التنسيق الوطنية التي لها صلاحية الإعداد لمؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وفي إطار هذا الإعداد، وجهت اللجنة التحضيرية عدة دعوات ومراسلات إلى ما تبقى من اللجنة التنفيذية للمؤتمر السادس لأ.و.ط. م وإلى كافة الفصائل والمكونات من أجل المساهمة الجادة والتعاون المثمر لاستكمال بناء المنظمة الطلابية، إلا أن كل هذه النداءات قوبلت بالتجاهل التام وبحملات إعلامية مغرضة عملت من خلالها جل الفصائل ومن يسير في ركابها على ستر تراجعها البين وعجزها الواضح عن مسايرة الاختيار الجماهيري البنائي والتجاوب مع مصالح الطلاب. لقد اضطلعت اللجنة التحضيرية للتنسيق الوطني منذ تأسيسها بأدوار أساسية مكنتها من إنجاز العمال التالية: الإشراف على هيكلة أ.و.ط.م. برسم الموسم الجامعي 98/99 ، التي أثمرت انتخاب مكاتب التعاضديات ومجالي القاطنين في عشرات المؤسسات الجامعية وتسع مكاتب فروع. زيارة العديد من المؤسسات الجامعية وعقد لقاءات مفتوحة مع الطلاب. إصدار ملفات حقوقية وأوراق حول الوضعية داخل المؤسسات الجامعية. وقد توج هذا المسار بإصدار اللجنة التحضيرية لورقة تحت عنوان: "سياق التأسيس: ورقة عمل من أجل إعادة بناء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وطنيا والإعداد لمؤتمر الاتحاد" أرسلتها إلى هياكل أ.و.ط.م. والفصائل وعرضتها على الجماهير الطلابية، وبعد مناقشة الورقة في التجمعات الطلابية، وتبين التعامل الإيجابي معها في أوساط الطلبة وتلقي ردود إيجابية من قبل الهياكل المنتخبة، قررت اللجنة التحضيرية الإقدام على خطوة تاريخية غير مسبوقة منذ فشل المؤتمر 17 لأ.و.ط.م.، وهي الإشراف على تأسيس لجنة التنسيق الوطنية. ونحن مندوبو التعاضديات ومجالس القاطنين ومكاتب الفروع في اجتماعنا المنعقد بكلية الآداب السويسي بالرباط يومه الثلاثاء 07 ذو القعدة 1419 ÷ت الموافق ل 23 فبراير 1999 نعلن إلى الرأي العام الطلابي والوطني والدولي عن تأسيس لجنة التنسيق الوطنية. ونظرا للعدد الكبير داخلها، ومن اجل تنسيق أعمالها، انتخبت اللجنة كتابة عامة مكونة من ثلاثة عشر عضوا بالاقتراع السري المباشر، وهي: حسن بناجح: الكاتب العام المكلف بالعلاقات الخارجية. الحسن مباركي: نائب الكاتب العام والمسؤول عن اللجنة الثقافية. أحمد الكتاني: المسؤول عن لجنة الإعلام. فؤاد بوحرب: المسؤول عن لجنة التعليم. محمد بنمسعود: المسؤول عن اللجنة التنظيمية والشؤون الداخلية. عبد الكبير الغياثي: المسؤول عن المالية. أحمد زكرياء الراشدي: المقرر الأول. إدريس السبيع: المقرر الثاني. نبيل رفقي: مستشار. عبد السلام حنون: مستشار. محمد عفيف: مستشار. خالد ليمورات: مستشار. وإننا بهذا الإنجاز نكون قد أسسنا لمرحلة تاريخية متميزة للإتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد مضي زهاء عقدين على غياب مؤسسات وطنية. ونحن في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة ندشن عهد الفجر الجديد والنصر الأكيد، وإن عظم الإنجاز وضخامة المسؤوليات يفرضان علينا صون هذا الاختيار القوي والتجند الجماهيري لإنجاحه لأنه الطريق المؤدية إلى رص وتمتين الذات وتوحيد الإرادات وإنجاز ما ينتظرنا من مهمات. ونحن إذ نؤكد أهمية هذا الإنجاز فإننا لا نعتبر لجنة التنسيق الوطنية حلا سحريا لمشاكل الحركة الطلابية ومعضلات الجامعة، لذلك نهيب بهياكل أ.و.ط.م. لمواصلة جهودها لدعم المسار، كما ندعو كافة الفصائل والمكونات الطلابية للالتحاق بالخيار الجماهيري والمساهمة في الإعداد لمؤتمر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب. و في الأخير، نعلن للرأي العام الطلابي والوطني والدولي ما يلي: 1. تشبثنا بإطارنا الصامد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي لا نبغي عمه بديلا، والتزامنا بمبادئه ومقرراته. 2. تمسكنا بمبدأ الحوار والانفتاح على كل الأطراف والمكونات الجادة. 3. تمسكنا بخيار العمل الجماهيري والوحدوي ورفضنا المطلق لخيار الوصاية والإقصاء. 4. عزمنا الأكيد على المضي قدما نحو القيام بالمهام المنوطة بنا وعلى رأسها: تنسيق النضالات القطرية. الإعداد لمؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. 5. تنديدنا بالحملة الإعلامية الشنيعة التي شنها المكتب السياسي لحزب الحكومة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وروجت لها بعض الجهات المأجورة ضد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. 6. شجبنا لجو العسكرة والقمع المفروض على الجامعة المغربية، ومطالبتنا بإجلاء عناصر الأواكس عن الجامعة والإلغاء الفوري للدورية الوزارية الثلاثية المشؤومة. [ أنظر أسفله ] 7. تنديدنا بمخططات الإصلاح الجامعي الرسمية التي تهدف إلى إفراغ الجامعة من مضمونها الحقيقي وخدمة مصالح الاستكبار المحلي والعالمي. 8. مطالبتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي الحركة الطلابية وفك الحصار عن المحاصرين وإرجاع المنفيين والمغتربين إلى أرض الوطن. 9. تضامننا مع شعوب أمتنا الإسلامية المستضعفة، ووقوفنا مع كل قضايا التحرر والانعتاق في العالم. 10. تضامننا مع حاملي الشهادات المعطلين، والمكفوفين المعتصمين بالرباط في قضيتهم العادلة وهي المطالبة بحقهم في الشغل. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون" صدق الله العظيم وستظل أ.و.ط.م صامدة ومناضلة. الدورية الثلاثية [ 20 يناير 1997 ] [ محمد ضريف، الحقل السياسي المغربي، ط 1، نونبر 1998 ص 99 102 ] ورد في دورية وقعها ثلاثة وزراء: وزير الدولة في الداخلية [ إدريس البصري ] ووزير العدل ووزير[ عبد الرحمن أمالو ] التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي [ إدريس خليل] موضوعها: السير العادي للجامعة وحماية الحرم الجامعي، ما يلي: " شكل واجب السهر على السير العادي للجامعة وجعل الحرم الجامعي في منأى عن الاضطراب والشغب باستمرار انشغالا حظي بالأولوية لدى حكومة صاحب الجلالة. " وفي هذا الإطار، أعطيت تعليمات حكومية واضحة في مناسبات مختلفة، سواء للسلطات الإقليمية أو لكافة المسؤولين الجامعيين، وذلك بغية السهر على حسن سير الجامعة والسير العادي للدراسة بها وعلى حماية الحرم الجامعي واستعماله استعمالا حسنا." " غير أنه وعلى الرغم من وجود كل هذه التعليمات وغيرها، تجدر الملاحظة بأن الساحة الجامعية الوطنية مازالت تعرف في بعض الأماكن اضطرابات في السير العادي للدراسة وهدر الطاقات والإمكانيات والوقت، كما أنها تتجه لتصبح مسرحا لأنشطة لا يمكن السماح بها ترمي إلى بث الشغب والفوضى. " وتتجلى هذه الوضعية التي تقف وراءها وتغذيها أقلية مكونة من مجموعات قليلة متطرفة وظلامية فاعلة ونشطة في فرض جو من الرعب والتسلط على الجماهير الطلابية التي لا تشاطرها توجهاتها. وفي توجيه تهديدات مقنعة، بل مباشرة لهيئة التدريس وللهيئة الإدارية الجامعية، وفي نهاية المطاف في شلل عدد من مؤسسات التعليم العالي. " إن المجموعات المتطرفة القليلة ومثيري الفوضى في الجامعة الذين يلجأون إلى حجج خادعة لتعبئة وتضليل الطلبة، إنما يضربون في الواقع عرض الحائط بمصلحة الطلبة وتطلعاتهم الثقافية. " إن هدفهم ليس سوى تأبيد حالة الشغب بالإضافة إلى إرادة مبيتة وغير معلنة في تحدي السلطات الجامعية وخرق المشروعية وفرض أفكار غير مقبولة تحاول بسط الهيمنة وانعدام التسامح والإقصاء داخل الجامعة. " وأمام هذه الوضعية، فإن الحكومة عازمة كل العزم على وضع حد للممارسات الهدامة ذات الأهداف المبيتة لهذه المجموعات القليلة ومن هم على رأسها حتى تضمن للجامعة المغربية هدوءها وسكينتها لكي تواصل مهمتها الثقافية والعلمية والتكوينية النبيلة في أحسن الظروف، ولهذا الغرض يتعين على الجهات المرسلة إليها هذه الدورية من وكلاء عامين ووكلاء للملك وسلطات إقليمية وسلطات جامعية وسلطات مكلفة بالأمن وحفظ الأمن العام توحيد وتنسيق جهودهم حتى تتمكن الجامعة من العمل بشكل عادي، وذلك بالحرص على الخصوص على احترام الشرعية وحماية الحريات الجماعية والفردية المعترف بها قانونا. " وفي هذا الإطار، يبدو من الضروري والمستعجل القيام بعدة خطوات سواء على مستوى الكليات والمعاهد أو على مستوى الأحياء الجامعية، وتستهدف هذه الخطوات من جهة إلى السهر على احترام النظام الداخلي لكل مؤسسة وتعزيز الاحترام الأخلاقي الواجب لقيدومي الكليات والأساتذة ومديري الأحياء الجامعية. " وتستهدف من جهة أخرى إلى تعزيز حرية وحق الطلبة في متابعة دروسهم الجامعية بشكل عادي وبكل طمأنينة، لهذا يتعين اتخاذ إجراءات صارمة والشروع فورا في تنفيذها وذلك بغية: حصر ولوج الكليات والمعاهد العليا والأحياء الجامعية على الطلبة المسجلين بها بشكل قانوني. تطبيق نظام فعال لمراقبة بطاقات التسجيل في الكليات والمعاهد وبطاقات القاطنين في الأحياء الجامعية كي لا يلجها إلا حاملوها بشكل قانوني. إضفاء دينامية أكبر على دور الحراس الجامعيين الذين ينبغي أن يخضع تأطيرهم وتأهيلهم ومتابعة عملهم بشكل دقيق إلى الإدارة المعنية، ويتعلق الأمر بالأمن الوطني. عدم السماح لا بخرق مقر المؤسسات الجامعية ولا باستعمالها بدون ترخيص ولا بإلحاق الضرر بالممتلكات العقارية والمنقولات للجامعات. " وإن كل إخلال للطلبة أو مثيري الشغب بهذه القواعد الصارمة، سيعرض صاحبه أو أصحابه إلى العقوبات المنصوص عليها في القانون الداخلي للمؤسسة المعنية ( كلية أو معهد أو مدرسة عليا أو حي جامعي )، وعند الاقتضاء للعقوبات الجنائية المترتبة عن الجرائم المرتكبة. " وبخصوص هذه الفرضية الأخيرة، يتعين أن يقوم ضباط الشرطة القضائية المكلفون بالمعاينة بإجراءات وينجزوا تقارير دقيقة ومفصلة تستند إلى وقائع وشهادات ووسائل إثبات. وذلك حتى يتسنى للنيابات العامة القيام بالمتابعات على أساس وقائع ثابتة يجرمها القانون. " وموازاة مع تطبيق هذه الإجراءات الرامية إلى فرض المراقبة والسهر على احترام القانون والنظام، يتعين على السلطات الجامعية العمل على تطوير وزيادة الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والترفيهية والتنشيطية لفائدة الطلبة وبمشاركتهم، وبالتالي ينبغي لهذه السلطات تطوير العلاقات مع الطلبة وذلك من خلال تحفيز وتشجيع ودعم المبادرات المفيدة والبناءة في المجال الجمعوي والتعاضدي، وبإمكانهم عند الحاجة أن يطلبوا سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق مجلس الجامعة مساعدة السلطات الإدارية التابعة للوزارات المعنية والمجالس المنتخبة وكذا القطاع الخاص." قراءة الدكتور محمد ضريف للدورية: [ محمد ضريف، الحقل السياسي المغربي، ط 1، نونبر 1998 ص 102 103 ] تدفع القراءة الأولية للدورية الثلاثية إلى إبداء ثلاث ملاحظات: الملاحظة الأولى تتعلق بالمستهدف "الظاهر" من هذه الدورية، إنها فصائل الطلبة الإسلاميين وخاصة فصيل طلبة العدل والإحسان. الملاحظة الثانية ترتبط بالمستهدف " المستتر" منها: إنه " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". فالدورية توكل مهمة "تأطير" الطلبة إلى السلطات الجامعية عبر خلق جمعيات ثقافية تظل مسألة الترخيص لها بالعمل داخل الحرم الجامعي من صلاحيات هذه السلطات. الملاحظة الثالثة تعود إلى "اللغة" التي كتبت بها هذه الدورية، إنها "لغة مستقاة من "معجم" أحزاب المعارضة اليسارية التي كانت قد انخرطت في مسلسل التوافق مثل استعمال مصطلحي "الظلامية" و"الجماهير الطلابية". هذه الملاحظات الثلاث تؤكد أن التعاطي مع "الدورية الثلاثية" يقتضي استحضار السياق السياسي الذي تبلورت فيه وذلك من خلال ثلاثة أبعاد: أولا لأنها تندرج في إطار إعلان الحرب ضد حظر "الأصولية". ثانيا لكونها تستجيب لبعض الآراء التي كانت تطالب بضرورة تغيير طبيعة المنظمة الطلابية. بحيث تتخلى عن طابعها الاحتجاجي والمطلبي وتتحول إلى مجرد " منبر ثقافي" لا يشوش على حكومة التناوب المرتقبة. ثالثا لاعتبارها حلقة من حلقات مسلسل التوافق بين السلطة القائمة وأحزاب المعارضة السابقة. إن الدورية الثلاثية، وعلى خلاف سابقاتها من الدوريات، تشكل "اغتيالا" للمنظمة الطلابية، غير أن هذا "الاغتيال" تم إنجازه بمباركة "أطراف" كان لها نصيب وافر في صنع تاريخ هذه المنظمة، وبتعبير أوضح، إن "الدورية الثلاثية" اغتيال " توافقي" للإتحاد الوطني لطلبة المغرب. رسالة إلى الوزير الأول الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي. إلى السيد: الوزير الأول الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي. الموضوع :طلب تدخل. يشرفنا نحن الكتابة العامة للتنسيق الوطني لطلبة المغرب أن نتقدم لسيادتكم برسالتنا هذه قصد مطالبتكم فيها بفتح الباب أمام طلاب المغرب للتعبير عن رأيهم وتنظيم نشاطهم داخل الجامعة المغربية وإرجاع مقرات المنظمة على المستوى المحلي والمقر المركزي الكائن بشارع أبي شعب الدكالي بالرباط، حتى يتمكنوا من القيام بدورهم الريادي في المساهمة في بلورة السياسة التعليمية وأخذ مكانهم بين مكونات الجامعة في التسيير والتخطيط والمساهمة في بناء المجتمع. ونحيطكم علما أن المنظمة مقبلة هذه السنة على عقد مؤتمرها الوطني تحت شعار : " كرامة، تعليم، حرية : حقوق تؤطر نضالنا. وفي انتظار ردكم تقبلو فائق التقدير والاحترام. والسلام إمضاء: الكاتب العام: حسن بناجح فاس في : 04/12/2001 رسالة إلى وزير التعليم العالي الدكتور نجيب الزروالي. إلى السيد: وزير التعليم العالي الدكتور نجيب الزروالي. الموضوع :طلب تدخل وحوار عاجل. يشرفنا في الكتابة العامة للتنسيق الوطني لطلبة المغرب أن نتقدم لسيادتكم برسالتنا هذه قصد طلب حوار عاجل نناقش فيه القضايا الملحة المطروحة على الجامعة حتى تعاد لها حرمتها ودورها الريادي في البحث العلمي وتخريج أطر وكفاءات قادرة على إفادة المجتمع بما فيه الخير وضمان حرية العمل النقابي بها خصوصا وأن الاتحاد قادم هذه السنة على عقد مؤتمره الوطني تحت شعار: : " كرامة، تعليم، حرية : حقوق تؤطر نضالنا. وفي انتظار ردكم تقبلو فائق التقدير والاحترام. والسلام إمضاء: الكاتب العام: حسن بناجح فاس في : 04/12/2001 بلاغ: 2001 2002 سنة المؤتمر. تحت هذا العنوان، أصدرت الكتابة العامة للتنسيق الوطني من فاس يوم 04/12/2001 البلاغ التالي: إلى كافة طلاب المغرب داخل المغرب وخارجه: ثلاث سنوات مرة على تأسيس لجنة التنسيق الوطنية عرف خلالها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تطورا مهما في الأداء والوعي التنظيمي، حيث راكم حصيلة نضالية وتنظيمية تؤهله لخوض غمار الخطوة التاريخية الجريئة والمتجسدة في انتخاب القيادة الوطنية لمنظمتنا العتيدة وحركتنا الطلابية الأبية. عملت خلالها اللجنة واعية بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، والتي أناطتها بها الجماهير الطلابية المتمثلة في إعداد الشروط الذاتية والموضوعية لعقد مؤتمر الاتحاد، حيث قمنا، باعتبارنا كتابة عامة، بتنسيق جهود الفروع والتعاضديات في محطات مشتركة. نضالية احتجاجية على أوضاع التعليم العالي ببلادنا. تضامنية مع قضايا الشعوب المستضعفة. ثقافية في شكل ملتقيات جهوية ووطنية. عرفت في مجملها نجاحا متميزا طبعته روح المسؤولية وقوة الفعل. كما عملنا على فتح نقاشات موسعة مع الجماهير الطلابية عبر لقاءات مفتوحة ومحاضرات وندوات وحلقات ... عبر فيها الطلاب عن مساندتهم ودعمهم لخطوات لجنة التنسيق الوطني استشرافا لغد الكرامة والحرية. أيتها الجماهير الطلابية الصامدة: إننا أعضاء الكتابة العامة المجتمعون بكلية الآداب جامعة محمد بن عبد الله بفاس، وبعد وضعنا اللمسات النهائية على الخطوات الأخيرة لعقد المؤتمر الوطني، نستحث فيكم هممكم المتقدة وإرادتكم الجريئة لمواصلة الدعم لإنجاح مؤتمركم والمطالبة بحقوقكم العادلة والمشروعة، حتى نكون جميعا في مستوى التحديات المقبلة. ونخبركم بأننا خرجنا بمجموعة من الأوراق: رسالة إلى الوزير الأول، ندعوه فيها لفتح الباب أمام طلاب المغرب للتعبير عن رأيهم وتنظيم نشاطهم. رسالة إلى وزير التعليم العالي لطلب حوار عاجل. رسالة إلى من تبقى من أعضاء اللجنة التنفيذية لأوطم لتحمل المسؤولية فيما تقبل عليه هياكل أوطم. المسطرة المنظمة لانتخاب المؤتمرين. كما نهيب بكافة هياكل أوطم أن لا تألو جهدا في تهييء أجواء الديمقراطية والشفافية لضمان توزيع جماهيري لبطاقات الانخراط، وانتخابات نزيهة للمؤتمرين، وذلك في الفترة الممتدة من 3 يناير 2002 إلى غاية 22 فبراير 2002. وإننا في الأخير نعلن للرأي العام الطلابي والدولي ما يلي: عزمنا على عقد مؤتمر الإتحاد خلال الموسم الجامعي 2001 2002 . دعوتنا كافة الطلاب المغاربة بالخارج والداخل للمشاركة الفعالة في إنجاح هذه الخطوة. دعوتنا كافة الهيئات الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية المحلية والدولية إلى دعم هذه الخطوة الجريئة. مطالبتنا بالإفراج الفوري عن معتقلي أوطم. دعوتنا كافة الفصائل الطلابية لتحمل مسؤوليتها في المشاركة في هذه الخطوة. وإنها لعقبة واقتحام حتى النصر. الكتابة العامة للتنسيق الوطني تصدر يوم 30 يناير 2002 المسطرة المنظمة للمؤتمر الوطني الاستثنائي لأوطم، في خمس صفحات، مقسم إلى أربعة مواد وست عشرون بندا. مواقف أطراف نقابية وسياسية: البقالي عبد الوهاب: الكاتب العام الوطني للطلبة الديمقراطيين: خطوة متهورة يجب التراجع عليها [ جريدة العمل الديمقراطي. 24/30 يناير 2002 ] نحن في فصيل الطلبة الديمقراطيين نتابع عن كثب ما يجري ونؤكد أن هذه الخطوة الانفرادية، الهيمنية والفاقدة للشرعية تضرب في العمق مبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ولا تنسجم مع مقرره التنفيذي، وأن العدل والإحسان هو بصدد التحضير لعقد مؤتمر للقطاع الطلابي لشبيبة العدل والإحسان وله كامل الحق في ذلك، وأن الهياكل التي أسسها لا علاقة لها بأوطم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نعلن أن العدل والإحسان عبر قطاعها الطلابي تقوم بعملية سرقة موصوفة لنقابة طلابية لا تملك قانونيا وتنظيميا شرعية التواجد من داخله. الطلبة القاعديون التقدميون: [ نبيل الغول، سعيد الخطابي، جريدة العمل الديمقراطي. 24/30 يناير 2002 ] الدعوة إلى المؤتمر استمرار لعمليات السطو على تاريخ الحركة الطلابية. ارتباطا بالمشكل المطروح حاليا في الساحة الطلابية والذي يمكن أن نصفه بعملية سطو وقرصنة في واضحة النهار على رصيد كفاحي وتقدمي كانت لبناته الأساسية أرواح وتضحيات مناضلي الحركة الطلابية. محمد العوني: المنسق الوطني للجنة التنسيق بين المنظمات الشبابية الديمقراطية "ليتشدو" [ جريدة العمل الديمقراطي. 24/30 يناير 2002 ] إن على طلبة العدل والإحسان أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة بما لا يرهن مدى معينا من مستقبل الحركة الطلابية بالفوضى والتشرذم والاحتراب، وأولى الخطوات في ممارسة المسؤولية هي إيقاف عبث "المؤتمر الاستثنائي" كما يسمونه. حسن بناجح: الناطق الرسمي باسم طلبة العدل والإحسان والكاتب العام للجنة التنسيق الوطنية [ جريدة العمل الديمقراطي. 24/30 يناير 2002 ] ما هي إلا أيام محسوبة ونكون مع هذا الحدث التاريخي، الذي من الأهمية بمكان في التاريخ الحديث للإتحاد الوطني لطلبة المغرب بشكل خاص وللحركة الطلابية عموما وللحياة السياسية بشكل أعم. وقد عملنا على توفير كل الضمانات لتحقيق هذا الأمل الطلابي ، باستثناء واحدة لا نستطيع، مع كل الأسف، أن نجزم بشأنها بشكل مدقق، وهي الضمانة الأمنية، لسبب بسيط يعرفه الجميع هو أن البلاد كانت ولازالت مسيرة بالآلة المخزنية، والمخزن لا منطق له. الجماهير الطلابية، الضمانة الأساسية، ملتفة الآن وبكل قوة وثقة حول هذه المبادرة. الفصيل يلتمس العذر لمن لا تسمح له ظروفه الذاتية بمواكبة خطوة من هذا الحجم، كما يتفهم من لا يسمح له سقفه السياسي بذلك، ولا يرى باسا و لا حرجا فيما تختاره الأطراف الأخرى من بدائل، فيما عدا العنف. طلبة الوحدة والتواصل: ما بني على باطل فهو باطل [ جريدة العمل الديمقراطي. 24/30 يناير 2002 ] إن عدم الاتعاظ من اللامبالاة الجماهيرية العريضة، والمقاطعة الفصائلية المطلقة، ينم عن بؤس كبير في التفكير، وجفاف في التنظير، لدى أصحاب هذه الإجراءات غير المشروعة، لأن التنظيم في قناعتنا ينبغي أن يكون إفرازا تلقائيا لهدير الحركة الميدانية وليس معطى فوقي مفروض بقوة الأداة الحزبية. كلما كانت البلاد مقبلة على استحقاق سياسي إلا ويكون لجماعة العدل والإحسان أسلوبها الخاص في تجسيد حضورها فيها. عبد الله الكوزي [ الصباح، العدد 563 الأربعاء 30 يناير 2002 ] يبدو أن الأحزاب لم تعد تعير اهتماما كبيرا للنقابة الطلابية، الأمر الذي انعكس وينعكس على الفصائل التي تنتمي إليها، وهذا العامل ساهم بشكل لافت في تقوية الفصائل الإسلامية، سيما فصيل طلبة العدل والإحسان الذي يبدو أن قراراته ستدفع بالمؤسسات الجامعية إلى المجهول ما لم تسارع إلى إعادة قراءة مواقفه بتأن، بعيدا عن روح الهيمنة والإقصاء. عبد الحي المسفيوي: مسار التحريف ... من اليسار إلى الإسلاميين. [ جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] يبدو أن سعي العدل والإحسان إلى الاستفراد بالمنظمة كأنه سعي لكسب إطار سياسي للتحرك وكسر العزلة السياسية على الجماعة بعد منعها من إقامة المخيمات الصيفية. كما يبدو أن هذا التحرك يندرج ضمن البرنامج السياسي للدائرة السياسية للجماعة والتي استكملت هيكلتها مؤخرا. هذه الخطوة غير المحسوبة العواقب قد تكون آخر مسمار في نعش المنظمة لأن الفشل في عقد المؤتمر الاستثنائي يعني مباشرة حل المنظمة بنص القانون. عبد العلي حامي الدين [ جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] إن الإقدام على عقد مؤتمر استثنائي بشكل انفرادي يعتبر مغامرة سياسية وتنظيمية حقيقية تفتقر إلى الشروط السياسية الضرورية لإنجاح المبادرة، كما أنها تفتقر إلى الشرط التنظيمي والسند الجماهيري الطلابي، وموافقة باقي الأطراف الطلابية. حسن بناجح: [ حوار مع جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] أعطينا الفرصة الكافية للفصائل للالتحاق من أجل الالتحاق أو توحيد موقف عملي جاد يخرج أوطم من الفوضى والعبث. محمد الهيلالي: المسؤول الطلابي لفصيل الوحدة والتواصل: ندعو فصيل العدل والإحسان بنصيحة أخوية إلى عدم ركوب المجهول. [ جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] عاينا فساد بداية هذا المشوار الذي فرضته العدل والإحسان على الجامعة يوم كنا معا منخرطين في إقامة هياكل تحتية لحسم معارك نضالية محلية، اكتوينا بنار التزوير والإفساد الانتخابي وعندما لم يعد الأمر يطاق بادرنا إلى المقاومة العلنية من داخل ذات المبادرة ، فكانت تحليلات اليسار بقصر نظره مجرد صراعا بين الإسلاميين، ولم يدركوا أن المسألة إنما هي صراع ضار بين الفساد الانتخابي والإصلاح الديمقراطي، صراع بين التزوير وبين الديمقراطية، بين النضال من أجل تثبيت استقلال الجامعة ومنع ارتهانها لأي توجيه خارجي رسمي أو حزبي، وبين جنوح محموم لإخضاع الجامعة للجماعة ورهنها باختيار سياسي حزبي. وعندما لم نعد نقوى على تحمل الفاتورة السياسية لمقاومة هذا الإفساد لوحدنا لانعكاسات ذلك على مشروعنا الدعوي وللتوظيف الإيديولوجي والسياسي المشوه من قبل اليسار، توارينا إلى الوراء، لكي نضع جميع الفصائل أمام مسؤولياتها في مقاومة هذا الاختيار، فانسحبنا ووجهنا اهتمامنا إلى أولويات أخرى كمعانقة هموم أمتنا والنضال لتخليق جامعتنا ومواجهة التخريب الجامعي في حلته الجديدة. لقد أكدنا أن الوضعية الاستثنائية التي تمر بها الحركة الطلابية والجامعة عموما تتطلب حلا استثنائيا لأن الوجه الاستثنائي لهذه الوضعية هي مرور أكثر من 20 سنة على أ.و.ط.م بدون هيكلة قانونية. فكيف أمام هذا كله لا يبقى ثابتا وعصيا عن النظر إلا المقرر التنظيمي للمؤتمر 16 الذي صدر عام 1979؟ فكيف لا تبقى صامدة إلا السلوكات الإقصائية والفردانية ؟ وكيف لا يبقى صامدا وسط الاجتياح الديمقراطي إلا السلوك البيروقراطي الذي يحسب بمقاسات التنظيم حتى إذا كان ضد مصلحة الجماهير وضد مصلحة الجامعة ؟ كيف يعقل وسط جموح مطالب التشبيب وتجديد النخب الحاكمة أن يفرض أناس دخلوا الجامعة منذ 1990 على طلبة 2003 ؟ وكيف نقبل في المجتمع المغربي أن يتصدر قيادة منظمة الحركة الطلابية الفاشل علميا ودراسيا والعاجز سياسيا حتى عن إدراك التحولات المحيطة به ؟ إننا نقول لجميع الفصائل والجماهير الطلابية الرافضة لهذه السلوكات الرعناء أنه بالإعلان عن هذه الإجراءات الأخيرة يكون قد أعلن عن نهاية هذا المشوار برمته، فهل سيتحمل الجميع مسؤوليته في إيقاف هذا التدهور وتصحيح هذه الرداءة أم أن المنطق المخزني العتيق سيرتفع من جديد داخل النواة الفصائلية فيفسح المجال لما لا يحمد عقباه ؟ إننا ندعو بنصيحة أخوية طلبة العدل والإحسان إلى عدم ركوب المجهول سيما على ضوء معطيات إمكانياتهم التي أصبحت محدودة كما يلاحظ الجميع. وننادي بغيرة كبيرة على الجامعة وتماسك وحدة حركتها الطلابية أن يتحمل الجميع مسؤوليته لمنع دفع الجامعة إلى المجهول.... هشام الأزهري: رئيس اللجنة الوطنية لطلبة التقدم والاشتراكية [ جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] ما يجري هو قرصنة لتراث أوطم. يونس دافقير: مسؤول القطاع الطلابي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي [ جريدة العصر العدد 197 15/21 فبراير 2002 ] مبادرة طلبة العدل والإحسان لعقد مؤتمر لأوطم نعتبرها ستزيد الوضع تأزيما وخلق حالات التنافر. إنها متناقضة مع إرادة وطموح التقارب بين مكونات الحركة الطلابية، ومناقضة أيضا لأمل إعادة هيكلة الحركة الطلابية بشكل جماعي وعلى اسس جديدة. نتمنى من طلبة العدل والإحسان أن يتفهموا الوضعية جيدا وأن يأخذوا بالاعتبار مصالح الحركة الطلابية وعموم الطلبة، وأن لا يعطوا الأولوية لحسابات سياسية صغيرة أو ضيقة. لقد راكمنا الكثير من التقدم في نقاشات كانت ثمرة ذلك الحوار الذي وصلنا إليه الآن على مستوى المنظمات الشبيبية. لهذا سنعيد التأكيد مجددا على أن أزمة الحركة الطلابية لن يستطيع حلها طرف واحد بمفرده. وإنما تقتضي الجلوس بشكل جماعي والبحث عن نقاط التقارب وتدشين حوار عملي. مبادرة العدل والإحسان ميتة وتدخل ضمن المزايدات السياسية. الحوار الشبابي: أسبوعية الصحيفة تنظم ندوة شبابية ضمت جل المنظمات الشبابية بمشاركة عمر أحرشان الكاتب العام لشباب جماعة العدل والإحسان، ونشرت وقائعها في العدد 52 8/14 فبراير 2002. وقد أدار الندوة كل من الصحفيين عبد العزيز كوكاس وأحمد بوز. مقتطفات من الندوة: محمد العوني: ونحن في بداية حوارنا تأججت من جديد المواجهات داخل الجامعة بعد مبادرة الدعوة التي قام بها الإخوان في شبيبة العدل والإحسان حول ما يسمونه بالمؤتمر الاستثنائي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب. ومثل هذه الأحداث حقيقة غيرت في ترتيب نقاط جدول أعمال الحوار بيننا، لتصبح قضية الحركة الطلابية هي أولى ما يجب أن ننظر فيه، ولذلك دعونا إلى مائدة مستديرة تحضرها كل الفصائل الطلابية الموجودة داخل الجامعة، من أجل بحث موضوع الجامعة وتجاوز عودة المواجهات من جديد. وسبق أن قلنا للإخوة في شبيبة العدل والإحسان إننا لن نقبل الحوار بيننا وفي نفس الآن تكون هناك مبادرة في الجامعة مناقضة لذلك الحوار. ونسجل أن هؤلاء الإخوة في لقائهم الأول معنا عبروا عن استعدادهم لبحث جميع الحلول الممكنة. محمد بجاجا: بالنسبة لنا كشبيبة طليعية لسنا لقطاء بدون تاريخ، نحن لنا تاريخ صنعه مناضلون وشهداء، وبالتالي لا يمكن لنا أن نتنكر لذلك التاريخ ونتحاور مع أي كان. فللحوار أيضا حدوده. ومن هذا المنطلق فإننا غير ملزمين من الناحية المبدئية ينتائج الحوار الذي تم. لأن هناك قضايا أخرى خلافية مطروحة غير جامعية. وهنا أتساءل هل يمكن أن نتفق مع الإخوان في العدل والإحسان في قضية المرأة مثلا؟ أنا أعتقد أن هناك حدا فاصلا بيننا وبين الإخوان في العدل والإحسان. موضوع الجامعة أيضا يجعل التاريخ هو الفاصل، بحيث نحن نتساءل عمن المسؤول عن الاغتيالات التي تمت داخل الجامعة؟ ومن المسؤول عن إقبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نفسه والذي التقت أخيرا المصالح مع الحكم؟ خاصة وأن هذا الأخير كان من قبل يخطط لضرب تلك النقابة الطلابية. عبد الله البقالي: فيما يخص حوارنا مع إخواننا في شبيبة العدل والإحسان فيجب أن نكون صرحاء مع بعضنا البعض، وأن نطرح الحقائق والمعطيات كما هي. أولا الأمر لا يتعلق بتنسيق استراتيجي بناء على برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية موحدة. فهذا الأمر في الظرف الراهن غير ممكن، وما نحن بصدده اليوم هو حوار من أجل الاشتغال على ملفات وقضايا معينة على أساس دفتر تحملات واضح، ويجب أن يكون اعترافنا جميعا على أن ما سيحكم ممارستنا في هذا الباب هي الديمقراطية. وفي هذا الصدد أقنعنا الإخوان في العدل والإحسان بأنهم هم أيضا متمسكون بالخيار الديمقراطي، وبمظاهر الشرعية السياسية التي نشتغل في إطارها. وبالتالي فنحن هنا لا ننسق و لا نشتغل مع تيار سري لا يعمل في العلنية، ولا مع تيار "ظلامي" لا يعترف بالديمقراطية، ولا مع جهة تؤمن بقضايا العنصرية.. فكل هذا غير حاصل. محمد حفيظ: أنا أعتبر بأن التجربة الميدانية للوجود أو الصراع الذي تخوضه جماعة العدل والإحسان وشبابها وطلبتها، هي مبادرة تعبر عن عدم الانتباه إلى وضع معين ويمكن أن نستشف منها، ربما، غياب الحس السياسي الذي تتطلبه المرحلة، وأعتقد أنه حتى في حالة انعقاد ما يسمى المؤتمر الاستثنائي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، فإننا سنكون أما إطار لطلبة العدل والإحسان، وربما سيكون الرأي حول التعددية النقابية داخل الجامعة مقبولان بالنظر للوضع الذي نعيشه، وربما ستفتح بابا آخر جديدا، أو إيجابيا يخرج الحركة الطلابية من هذا الواقع، وآنذاك يمكن للعدل والإحسان والعدالة والتنمية أن تؤسس كل واحدة تنظيمها الخاص، ونفس الشيء بالنسبة للشبيبة الاستقلالية، وهذا نقاش آخر. تعليق المؤتمر [ يوم السبت 16 فبراير 2002 أصدرت "لجنة التنسيق الوطنية لأوطم" بلاغا تعلن فيه تعليق المؤتمر الاستثنائي لأوطم، وتشرح فيه دواعي هذا التعليق. هذا نصه: ] ثلاث سنوات هي، بالضبط، المدة التي استغرقتها لجنة التنسيق الوطنية في التهييء للمؤتمر الوطني لمنظمتنا أوطم. سنوات ثلاث من العمل الجاد والحثيث لتوفير كل ما يضمن نجاح هذا الإنجاز التاريخي الرائد، فكان الاشتغال على عدة ورشات بكل أناة روما للدقة والمتانة فكان ما يلي: إعادة انتخاب التعاضديات ومجالس القاطنين ولجان الأقسام ومكاتب الفروع ثلاث مرات، وكانت النتيجة محاضر نظيفة ونتائج نزيهة ومشاركة واسعة واعية للطلاب. تهييء مشاريع أوراق المؤتمر بعدما استوفيناها بحثا وعمقناها درسا، ولا ينقصنا الآن إلا إرسالها إلى المؤتمرين. تم توزيع بطاقات الانخراط في أوطم فاقتناها الطلبة بلهفة التواق إلى ما يثبت انتماءه وقيمته رغم تثبيط المثبطين وتخويف المخوفين. تجري الآن عملية انتخاب المنتدبين للمؤتمر، وقد أشرفت على اختتامها. هذا ولم يبق أمامنا إلا الإعلان زمان ومكان المؤتمر. ومبادرة أخرى: بعد كل هذا، نعلن إلى الرأي العام والطلابي قرار لجنة التنسيق الوطنية تعليق عقد المؤتمر الاستثنائي. فما الداعي إلى هذا التعليق ؟ من المعلوم أن هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ذات الأغلبية من طلبة العدل والإحسان والوجود الهام للطلبة المستقلين، اتخذت قرار عقد المؤتمر الاستثنائي بعدما أصبح الرهان على اجتماع الفصائل الطلابية حول رأي موحد كاللهث وراء السراب، حيث وصل التنافر بينها أشده بانقطاع كل خيوط التواصل سواء بين الإسلاميين و اليساريين أو بين الإسلاميين فيما بينهم وبين اليساريين مع بعضهم. ومع ذلك، ورغم تأسيس لجنة التنسيق الوطنية في 23 فبراير 1999 وسيرها نحو المؤتمر بكل عزم وتصميم، إلا أن قلوب العاملين فيها كانت دوما ملتاعة لهذا التشتت في الصف الطلابي وعقولهم وأعينهم متطلعة إلى كل بصيص أمل لصحوة الضمائر الفصائلية وتوثب الإرادات نحو إيجاد مخرج جماعي لأزمة أوطم التي طالت حتى نتنت، لأن الحل الجماعي هو الكفيل بالقطع النهائي مع كل نوازع الفتنة ورؤوس ومخالب النزع بين أبناء الدين الجامع والوطن الواحد والهم المشترك. هذا الأمل لاح بعدما أخذ الملف المطلبي مكانته فوق طاولة الحوار بين مجموعة من الفصائل الطلابية من خلال حوار الشبيبات الذي داع صيته، وتأكد أن الأمر يعرف جدية غير مسبوقة، وبعدما خرجت كل المكونات عن صمتها وعبرت عن استعدادها للعمل المشترك الذي لا يقصي أحدا، والتماسها، سواء في اللقاءات الحوارية أو في التصريحات الصحافية وفي ساحة الجامعة، تعليق مبادرة المؤتمر الاستثنائي كي لا يكون الحوار تحت الضغط، هنا قررنا بدون تردد أن ننعش هذه الفرصة، وكلنا أمل في صدقيتها وتوسيع دائرتها ونجاحها، فكان قرارنا بتعليق المؤتمر، وهو دليل آخر على ما نحمله في قلوبنا من حرص على المصلحة العليا للطلاب. والله من وراء القصد وهو يهدي سبيل الرشاد. تعليق الصحف على مبادرة تعليق المؤتمر الاستثنائي: [ ملاحظة: أغلب الصحف، سواء الحزبية أو المستقلة، لم تعلق على هذه الخطوة، ومرت في صمت كبير] الصباح العدد 580 الثلاثاء 19 فبراير 2002 : عن خلفيات تعليق المؤتمر، قال حسن بناجح الكاتب العام للجنة التنسيق الوطنية في تصريح هاتفي للصباح: "لاح الأمل في الأفق من خلال فتح الحوار مع المنظمات الشبيبية، حيث طرح ملف الجامعة، وإن الحوار يتسم بجدية غير مسبوقة". ونفى أن يكون الرفض المعلن لباقي الفصائل التاريخية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وباقي المكونات الإسلامية الأخرى هو الدافع إلى تعليق عقد المؤتمر الاستثنائي، مؤكدا أن الأمر يعود في المقام الأول إلى خروج " مكونات أوطم عن صمتها معبرة عن استعداداها للعمل المشترك الذي لا يقصي أحدا، والتماسهم، سواء في اللقاءات الحوارية أو التصريحات الصحافية وفي ساحة الجامعة، تعليق مبادرة المؤتمر الاستثنائي كي لا يكون الحوار تحت الضغط". ومن هذه الرؤية، قال بناجح :" قررنا بدون تردد أن ننعش هذه الفرصة، وكلنا أمل في صدقيتها ، وتوسيع دائرتها ونجاحها". خاتمة بعد مرور حوالي 15 سنة على التجربة، إلى أي حد يمكن للأعضاء القياديين في فصيل طلبة العدل والإحسان آنذاك، وعلى رأسهم الأستاذ حسن بناجح، أن يوضحوا الأسباب الرئيسية التي جعلتهم يعلقون مقترحا ذهبوا بعيدا في الإعداد له، ودفع طلبة العدل والإحسان ثمنا باهضا جدا من أجل إنجاحه، عوض الاكتفاء بالحديث عن ما سمي حينها ب "الحوار الشبابي"؟ ألم يظهر لهم منذ البداية استحالة إنجاح مؤتمر الاتحاد بعيدا عن الحوارات والتوافقات مع باقي الفصائل الطلابية، خاصة وأن الجميع، الجميع بدون استثناء، كان ضد التجربة، وكان مسؤولوا الفصائل اليسارية يصرحون: "ستضربون رؤوسكم في الحائط كما ضربناه" ؟ وبالنسبة لمؤسسات الجماعة، وخاصة مجلس الإرشاد، لماذا لم ينبهوا أبناء الفصيل للصعوبات السياسية الجمَّة التي تواجه الاقتراح، على اعتبار أنهم يمتلكون رؤية أعمق وأشمل وأبعد، أم أنهم بدورهم لم يكن لهم ما يكفي من المعطيات تجعلهم يتخذون القرار المناسب؟