استطاعت شرفات اليدري أفيلال، وزيرة الماء، ذات الملامح الجميلة والهادئة، أن تشبه الماء في شفافيته وسلاسته، وهي تنحت لنفسها بصبر وعصامية، ولكن باعتزاز نفس وجرعة كبيرة من الثقة في مؤهلاتها، مكانا لها تحت الشمس في حكومة عبد الإله بنكيران الثانية. أفيلال وزيرة شابة نجحت في لفت الانتباه إليها بفضل عدد من الخصال التي يشهد بها المقربون منها كما البعيدون و"الخصوم" أيضا، فهي منصتة جيدة، ومتحدثة ذكية، وتحترم اختلاف الآراء والمواقف، وفوق هذا وذاك متمكنة من مجالها الذي تشتغل فيه كمهندسة تخرجت قبل 17 عاما. قدرة الوزيرة بشوشة الوجه، كما وصفها ذات مرة الوزير نبيل بنعبد الله، على الحوار والإقناع كانت بادية في حلقة تلفزيونية شاركت فيها أخيرا حول السياسة المائية للبلاد، حيث أظهرت إحاطتها بالملف الذي تتولى إدارة دفته، كما لم تلجأ إلى لغة الخشب في المشاكل التي لا زالت تعترض هذا القطاع. شرفات أيضا لا تكتفي بجبة الوزيرة، فهي فاعلة سياسية وحزبية باقتدار داخل حزبها التقدم والاشتراكية، والذي لم تبدله ولم تغيره منذ انخرطت فيه أول مرة لتصعد بذلك الدرجات والمسؤوليات حتى وجدت نفسها رقما صعبا داخل حزب يعتة، دون أن تفقد شيئا من مرونتها وألقها الحزبي. حبها للتفاعل مع الأحداث والمبادرات الثقافية والفنية والسياسية جعل منها وجها مألوفا في موقع الفايسبوك، حيث لا تفوت الفرصة في مناقشة ما يجري ويدور في البلاد، كما أنها لا تتردد في إظهار ميولها "الكروي" إزاء النادي التطواني باعتبارها ابنة المنطقة، ولا تجد غضاضة في معانقة الفنانين ومصافحة البسطاء.