اهتمت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الخميس ، بنتائج الانتخابات التشريعية في تونس، والظرفية الاجتماعية بالجزائر، فضلا عن الدورة التاسعة لمهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير. وهكذا واصلت الصحف التونسية متابعتها للانتخابات التشريعية بعد صدور نتائجها الأولية، إضافة إلى مستجدات الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 23 نونبر القادم. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح) على صدر صفحتها الأولى، أنه يتعين الإشارة إلى الرسائل المهمة التي أراد الناخبون التونسيون من خلال نتائج الانتخابات التشريعية الأولية توجيهها، ليس فقط إلى التيار الفائز بأكثر الأصوات والذي سيعود إليه تشكيل الحكومة المقبلة، التي ستتولى إدارة شؤون البلاد لخمس سنوات، بل وإلى مجمل الطبقة السياسية في البلاد، بما في ذلك تلك التي خابت في مسعاها في الحصول على مقاعد في المجلس التشريعي الجديد، وذلك من أجل استخلاص العبرة الصحيحة منها، وتلافي ما سبق الوقوع فيه من أخطاء جسيمة كانت وراء ما سجل من خيبات. وأضافت أن الرسالة الأولى تتمثل في أن "الشعب التونسي برفضه التجديد للأغلبية الحاكمة السابقة إنما سعى لمعاقبتها على تجاهلها للتعهدات التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية لسنة 2011، في حين تتمثل الرسالة الثانية في اختيار الناخبين منح أكثرية الأصوات لحزب نداء تونس لكن دون تمكينه من الأغلبية البسيطة، بما يعني إرادته (الشعب) أن تكون الحكومة المقبلة حكومة ائتلاف وطني، أما الرسالة الثالثة فهي تلك التي وجهها شباب الناخبين من خلال نسبة العزوف الكبيرة عن التصويت، والتي تستهدف الاحتجاج على تغييب هذه الفئة العمرية من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية وصنع القرار". صحيفة (الضمير) وتحت عنوان "المغرب يشيد بالأجواء التي جرت فيها الانتخابات التونسية"، أشارت إلى أن "المغرب هنأ تونس بالانتخابات التشريعية ورحب بالأجواء الجيدة والهادئة التي جرت في ظلها"، مضيفة ، نقلا عن بيان لوزارة الخارجية المغربية، أن المملكة المغربية تعتبر نجاح الاستحقاق الانتخابي في تونس "حلقة موصولة وواعدة على درب استكمال الانتقال الدمقراطي"، ومبرزة أن المغرب جدد أيضا مساندته ودعمه التام لتونس "لتحقيق ما تتطلع إليه من تقدم وازدهار وأمن وإرساء دعائم مؤسساتها في مسار الانتقال الديمقراطي المتميز والنموذجي". من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصطفى بن جعفر أمين عام حزب (التكتل من أجل العمل والحريات) دعوته في ندوة صحفية، ما أسماها ب "القوى الديمقراطية الوسطية" إلى تكوين جبهة تدعم شخصية وطنية واحدة في سباق الرئاسة "ربما يكتب لها الثبات والتواصل والاستمرار". في المقابل، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن حصول حركة (نداء تونس) على ما يقارب 40 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية جعل بعض قيادات الحزب والملاحظين يشيرون إلى إمكانية فوز مرشح الحزب الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية، ومن الدور الأول دون المرور إلى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية. صحيفة (المغرب) كتبت أن (نداء تونس) بفوزه بالمرتبة الأولى يدخل مرحلة الحكم، وستكون أول محطاته تحديد شركائه في إطار ائتلاف أو تحالف حكومي يتكون من القوى السياسية الفائزة في الاستحقاق النيابي، متسائلة في افتتاحية العدد عن إمكانية حصول "أغلبية حاكمة مستقرة ومطمئنة" في ظل تشتت الأصوات وتنافر مرجعيات الأحزاب الفائزة بالصفوف الأولى. وفي الجزائر، توقفت صحف عند الظرفية الاجتماعية التي تمر منها البلاد في ظل تضرر القدرة الشرائية للمواطن أمام ارتفاع أسعار المواد الأكثر استهلاكا في البلاد، والحديث عن رفع للأجور. وهكذا أوردت صحيفة (الشروق) أن المضاربين نجحوا في المحافظة على ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في أسواق الجملة على مستوياتها القياسية، "فارضين بذلك جمهورية موازية". ولاحظت الصحيفة أن البطاطس التي تعتبر الأكثر استهلاكا في الجزائر، لم تكن الوحيدة التي ارتفع سعرها بشكل لافت، وإنما مس الغلاء كافة الخضروات بشكل خيالي، متسائلة عمن يقف وراء هذا الغلاء، ومن المستفيد، وإن كان حقا لهيب الأسعار مرتبط بقلة العرض أم الطلب أم تتحكم فيه عوامل أخرى. ونقلت الصحف عن الأمين العام للفيدرالية الوطنية للأغذية بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن الدولة ستحتاج "إلى حوالي 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل رفع أجور ثلاثة ملايين عامل"، في إطار تطبيق قرار إلغاء المادة 87 مكرر (المقيدة لرفع الاجور). وقال المتحدث إن "الحد الأدنى من الأجور حدد ب Ü18 ألف دينار جزائري (نحو 1800 درهم) بعد عدة مفاوضات ماراطونية، في حين أن إلغاء المادة 87 مكرر سيؤدي إلى ممارسة قيود على أرض الواقع، لأن ذلك سيؤثر حتما على شبكتي الأجور المتوسطة والعليا، ويشترط في المرحلة الثانية من إلغاء هذه المادة إعادة شاملة للأجور من أجل إحداث توازنات على كامل شبكة الأجور الوطنية". وتوقفت الصحف عند ملف السكن الذي يعتبر معضلة اجتماعية تسعى الجزائر التخلص منها في كافة الولايات، منها ما تناقلته من أن عدة مناطق في العاصمة عرفت أمس ، أثناء عمليات ترحيل أسر ، "احتجاجات في الوقت بدل الضائع، تخوفا من تماطل الجهات الوصية في تحقيق نيل سكنات الكرامة وقضاء فصل الشتاء في ما يشبه منازل". وفي موريتانيا، تناولت الصحف المحلية الدورة التاسعة لمهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، إلى جانب مواضيع أخرى ذات طابع محلي. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (الشعب) أن مسابقة أفلام الورشات ضمن مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، الذي أسدل الستار على دورته التاسعة يوم الاثنين الماضي، تكتسي أهمية خاصة لكونها تفسح المجال أمام الشباب الموريتاني الراغب في إبراز موهبته في مجال الفن السابع "الذي ظل إلى وقت قريب غير مرحب به في المجتمع الموريتاني بحكم طبيعة هذا المجتمع البدوية المحافظة التي جعلته يتعقد أن السينما فن غير قابل للاستعمال في هذا المجتمع". ولاحظت أن تلك النظرة السلبية بدأت تتغير شيئا فشيئا بفضل الرغبة الجامحة للشباب الموريتاني، وتحديدا السينمائيين منهم، في تغيير العقليات وإقناع المجتمع بأهمية السينما ودورها في إثراء الساحة الثقافية وعلاج الأمراض الاجتماعية لما لها من قوة تأثير على الأفراد. وخلصت الصحيفة إلى أن المهرجان بات بشكل بوابة لاكتشاف المواهب السينمائية التي تحاول في كل دورة من دوراته إيجاد مكان لها في الفن السابع. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوتانتيك) أن مشاركة أفلام من 12 دولة والإقبال الجماهيري المكثف والمشاركة القياسية للشباب الموريتاني في ورشات المهرجان ودوراته التكوينية في مجالات السيناريو والإخراج والتصوير ودعم وزارة الثقافة للمهرجان، كلها مؤشرات دالة على الاهتمام الذي أصبح يحظى به الفن السابع في موريتانيا والذي ينتظره بكل تأكيد مستقبل واعد. من جهة أخرى، توقفت الصحف عند دعوة نقابة ورابطة الصحفيين الموريتانيين إلى إنشاء جبهة دولية دون ما أي تأخر للتحرك على نطاق واسع للمطالبة بإطلاق سراح الصحفي الموريتاني إسحاق ولد المختار وزملائه من طاقم قناة (سكاي نيوزر عربية ) الذي مرت أكثر من سنة على اختطافه في سوريا دون الحصول على معلومات عنه. أما صحيفة (الأمل الجديد) فتطرقت إلى قرار السلطات الموريتانية فتح حدودها البرية مع مالي بعد إغلاقها مؤقتا جراء ظهور (أول حالة إصابة بوباء (إيبولا)، مضيفة أن حركة تنقل البضائع والأشخاص تسير حاليا بشكل طبيعي بين البلدين.